في ذكرى «ثورة التصحيح».. كيف غيرت موقف نجيب محفوظ من الرئيس السادات؟

آخر تحديث: الجمعة 15 مايو 2020 - 11:59 ص بتوقيت القاهرة

محمد حسين:

في مثل هذا اليوم - 15 مايو من عام 1971، كانت مصر على موعد مع أحد أبرز الأحداث السياسية، حيث قرر الرئيس أنور السادات أن يطيح بعدد من رجال مجلس قيادة الثورة وتقديم عدد منهم للمحاكمات العاجلة، وكان على رأسهم، نائب رئيس الجمهورية علي صبري، ووزير الدفاع محمد فوزي، ووزير الداخلية شعراوي جمعة، ووزير الإعلام محمد فائق، ورئيس البرلمان محمد لبيب شقير، وسكرتير رئيس الجمهورية سامي شرف.

وعرفت هذه الحركة بما يسمى بــ"ثورة التصحيح"، وذلك بعد خطاب الرئيس السادات، الذي قال فيه "أنا هسيبلكم كشعب، بتفاصيلها كاملة، بسيبلكم كشعب يستنتجون منها ما تستنتجون، لكن هقرر أمامكم إحقاقًا للحق ولمسؤوليتى التاريخية جملة أمور، لن أفرط في المسئولية، إطلاقًا، لن أسمح بقيام أي مركز من مراكز القوى، مهما كان مكانه، ومهما كانت قوته أبدًا".

 

 

تلك الخطوة أثرت بشكل كبير على الواقع السياسي المصري، الذي بدأ مع ثورة يوليو، حيث شكلت بعدها أول حكومة خالية من رجال "مجلس قيادة الثورة"، وتعرضت تلك الحركة لبعض الانتقادات من قبل المفكرين والسياسيين المؤمنين بالفكر الناصري، لكنها كذلك ساهمت في أن يتبدل موقف البعض الأخر للإعجاب بالموقف "الساداتي" واعتباره دليلاً على كونه رجلاً يدرك أبعاد ومعنى السياسة، ومن بين هؤلاء يبرز اسم الكاتب الكبير نجيب محفوظ، والذي كان معروفاً بمتابعته الدقيقة للأحداث التي تجري في مصر والعالم؛ لأنها كانت بمثابة زاد له، يعينه على التعبير عن الواقع الاجتماعي بأبعاده المختلفة من خلال شخصياته الأدبية.

عبّر محفوظ عن آرائه المختلفة حول السادات في "صفحات مذكراته" والتي صاغها الكاتب رجاء النقاش من مجموعة من الحوارات الطويلة التي جمعته بمحفوظ، ونشرت بعنوان "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" والصادر عن "الشروق" في 2011.

كانت انطباعات نجيب محفوظ حول السادات، لم تكن جيدة بالمرة، بل ويصف ردة فعله، حينما سمع بأنه الذي سيتولى الأمور بعد رحيل ناصر، بأنه تساءل هل سيقدر هذا السادات على حكم مصر، لكن سرعان ما لبثت الأمور تتضح أكثر وأكثر مع بدايات حكمه، ويبدأ العجب يتسرب لـ"محفوظ" ناحية هذا الحاكم الجديد نتيجة لخطوات حرق الملفات وهدم سجن القلعة وإطلاق جزء كبير من الحريات.

أما عن الخطوة الأهم التي رآها محفوظ، هي ثورة التصحيح، عندما أقدم السادات على تصفية كافة الخصوم من داخل مجلس قيادة ثورة يوليو، مؤكداً أن الرجل كان يعلم أنهم لا يحبونه، ومن الممكن أنهم سيعطلون طريقه؛ لذا وكما يقول المثل الشعبي "اتغدى بيهم قبل ما يتعشوا بيه".

ورداً على الأقوال التي ترى بأن خطوة السادات كانت انقلاباً على المبادئ «الناصرية»، يقول محفوظ إنه فرض غير صحيح، معللاً بأنها لم تمس مجانية التعليم أو الإصلاح الزراعي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved