في ذكرى «النكبة».. ماذا قال إدوارد سعيد في شهادته عن المأساة؟

آخر تحديث: الجمعة 15 مايو 2020 - 12:00 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين:

يحيي الفلسطينيون والعرب، اليوم - 15 مايو، الذكرى الثانية والسبعين لـ"النكبة"، اليوم المشئوم من التاريخ العربي.

وشهدت النكبة أكبر عملية إجلاء وتهجير للفلسطينيين من أراضيهم التاريخية، في اليوم التالي لإعلان قيام دولة إسرائيل والاعتراف الأمريكي الغربي بها.

ويعتبر العالم المتضامن مع القضية الفلسطينية أن يوم ذكرى "النكبة" فرصة لسرد الذكريات من التاريخ المؤلم، ومطالبة جديدة بحقوق الفلسطينيين الضائعة.

تحمل ذاكرة الأجيال -بتعاقبها- مشاهد متعددة لمأساة الفلسطينيين، مرجعها كتابات المؤرخين الأكاديميين، أو حتى الأعمال الفنية من أغان وأفلام سينمائية تناولت في أحداثها ما يشير للمعاناة العربية من بعد النكبة، لكن يبدو الأمر أقرب للرؤية، حينما يتم تناوله من أحد المتضررين من المعاناة، إضافة تكوينه الفكري الواسع؛ لذا مع تقديم مجموعة من الأكاديميين بالجامعات الأمريكية، مشروع لتوثيق حرب فلسطين بعنوان "حرب فلسطين وإعادة كتابة التاريخ"، تم الاستعانة بالدكتور إدوارد سعيد، المفكر الفلسطيني والأستاذ بجامعة كولومبيا الأمريكية، والذي قدم شهادات تتعلق بأحداث" النكبة"، والتي نستعرض أبرزها في السطور التالية..

إبان أحداث النكبة كان سعيد مجرد طفل لم يتخطى عمره ال12 عاما، يعيش في كنف أسرة غنية، وكان والده يشغل منصباً مرموقاً بالقاهرة؛ لذا لم يشهد عملية الإجلاء بصورة مباشرة، فهو كما يصف كان يتابع الأخبار وهو بـ"نصف وعي"؛ لكن ذلك لم يكن معرقلاً له بشأن الاحتفاظ بذكريات عن تلك الأحداث المؤلمة.

يقول سعيد إنه من الممكن اعتبار أسرته من أقل الأسر الفلسطينية تضرراً من عمليات الاقتحام الصهيوني الوحشي وإجلاء ما يقرب من 800 ألف فلسطيني عربي من أرضه، حيث كانت آخر الزيارات لبيته في فلسطين ديسمبر 1974 (قبل 6 أشهر من المأساة).

وشهدت عائلة سعيد على مأساة عميقة الجذور، فقد شرد الكثير من المقربين من عائلة والده ووالدته، وفقدوا الأموال والممتلكات، وخرج بعضهم للعيش في مصر ولبنان وهم يحملون في ذهنهم قصة النفي والضياع والأمل الصعب في العودة لأحضان الوطن!

وعلى جانب أخر، يرى الدكتور سعيد أن سبب كبير من أسباب تلك المأساة، يرجع للعقليات التي كانت تحكم في البلاد العربية، في الفترة من النكبة والتي استمرت لنحو ربع قرن بعدها؛ فهي عقليات همشت جانب كبير من الأهمية، وهو فهم الفكر الخاص بالمحتل، فلم نر أي مجهود في هذا الشأن، باستثناء ما رأيناه من مقالات تحليلية للمجتمع الإسرائيلي، كتبها محمد حسنين هيكل.

لذا ستبدأ المشكلة في الحل عندما نقدم الفكر على الحرب، ويتغير الخطاب !

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved