تقرير: قطاع غزة والضفة الغربية تشهدان يوما داميا مع تصاعد التوتر مع إسرائيل

آخر تحديث: السبت 15 مايو 2021 - 12:29 ص بتوقيت القاهرة

 (د ب أ)

تصاعد "التوتر" اليوم الجمعة بين الفلسطينيين وإسرائيل في كل من قطاع غزة والضفة الغربية ما خلف مقتل 34 فلسطينيا ومئات الإصابات ضمن موجة توتر مستمرة لليوم الخامس على التوالي.

وقالت مصادر فلسطينية إن إسرائيل "صعدت" هجماتها الجوية والمدفعية على قطاع غزة وسط تركيز على مقار حكومية ومباني ومنازل سكنية فضلا عن مواقع تابعة للفصائل الفلسطينية.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 23 فلسطينيا خلال غارات اليوم ما رفع إجمالي عدد القتلى منذ يوم الاثنين الماضي إلى 126 من بينهم 31 طفلا و20 سيدة و950 إصابة بجراح مختلفة.

وقصفت طائرات حربية إسرائيلية مقر قيادة وزارة الداخلية والأمن الوطني في مجمع أنصار غرب غزة، ما تسبب بتدميره بالكامل وبأضرار كبيرة في عدد من المقار الحكومية المجاورة.

وقالت وزارة الداخلية في غزة إنه تم مسبقا إخلاء وتأمين جميع النزلاء من مركزي الإصلاح والتأهيل، والسجن العسكري المجاورين للمقر المستهدف، ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها في حالات الطوارئ.

وفي السياق قصفت طائرات حربية إسرائيلية مبنى سكنيا يضم بنكا محليا بدعوى أن حركة حماس تستخدمه في معاملتها المالية، وهو ثاني بنك تستهدفه إسرائيل في جولة "التوتر" الحالية.

وأعلن المكتب الحكومي الإعلامي في غزة عن خسائر بأكثر من 73 مليون دولار في القطاع جراء هجمات إسرائيل المتواصلة.

وقال رئيس المكتب الحكومي الإعلامي سلامة معروف خلال مؤتمر صحفي في غزة إن إسرائيل استهدفت ٦٠ مقرا حكوميا تنوعت بين مقرات شرطية وأمنية ومرافق خدماتية و3 فروع لبنك محلي.

وبحسب معروف فإن إسرائيل شنت أكثر من 750 غارة على قطاع غزة طالت تدمير 500 وحدة سكنية ما بين هدم كلي وجزئي وتضرر 350 وحدة سكنية بشكل متوسط وطفيف، فيما تم قصف 32 برجا وبناية سكنية وهدمها بشكل كلي.

وأوضح أن أضرارا طالت 23 مدرسة وعيادات رعاية صحية و23 مقرا إعلاميا ومؤسسات اقتصادية وجمعيات فضلا عن مزارع حيوانية وأراضي زراعية بقيمة 5 ملايين دولار.

في المقابل صعدت جماعات مسلحة فلسطينية إطلاق قذائف صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات ومدن إسرائيلية لاسيما أسدود وعسقلان وبئر السبع.

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم رصد إطلاق نحو ١٧٠ قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل ما خلف إصابات وأضرارا مادية، وتم رصد تضرر 868 مبنى و858 مركبة في إسرائيل منذ بداية جولة التوتر في غزة.

وفي تطور ميداني أعلن الجيش الإسرائيلي إسقاط طائرة بدون طيار اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي انطلقت من قطاع غزة.

وأعلنت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة حماس أنها استهدفت مصنعا للكيماويات في "نير عوز" بالقرب من مدينة سديروت المحاذية لقطاع غزة بطائرة مسيرة محلية الصنع.

في هذه الأثناء شهدت الضفة الغربية "مواجهات عنيفة غير مسبوقة" منذ أشهر بين مئات الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي للاحتجاج على "التوتر" في القدس وقطاع غزة.

واندلعت المواجهات في كافة مدن الضفة الغربية على نحو غير مسبوق منذ ساعات الصبح واستمرت حتى المساء وجرت أشدها عند حاجز "بيت إيل" العسكري قرب رام الله وفي عدة مناطق في نابلس والخليل.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي عن مقتل 11 فلسطينيا وإصابة أكثر من 220 آخرين من بينهم 20 حالة وصفت بالخطيرة.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية عمليات القتل "الوحشية المبرمجة" من الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن "التصعيد الخطير".

واعتبر الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان أن اسرائيل "تشن حرباً على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، وتجر المنطقة إلى وضع لا يمكن لأحد تحمل عواقبه من خلال المس بمصالح المنطقة والعالم".

وقال أبو ردينة إن "صمت الادارة الأمريكية على ما تقوم به اسرائيل، والقول إنه دفاع عن النفس أدى إلى مجازر في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس".

وأضاف "لذلك نطالب الادارة الأمريكية بالتحرك بشكل جدي وفعال كونها الجهة الوحيدة في العالم التي تستطيع وقف العدوان الإسرائيلي إذا كانت حريصة على السلم والأمن الاقليمي والدولي".

وفي السياق طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف "العدوان" الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس فورا.

وأكد اشتية في بيان صحفي حق الشعب الفلسطيني المشروع بـ "النضال دفاعا عن أرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية التي تتعرض للانتهاكات ومحاولات السيطرة عليها لتهويدها".

ودعا اللجنة الرباعية الدولية إلى فتح مسار سياسي جدي يفضي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

من جهته صرح عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" حسام بدران بأن ما يجرى "هبة شعبية" للدفاع عن القدس "أثبت أن الشعب الفلسطيني قادر على قلب كل الحسابات وتغيير الوقائع".

وحمل بدران "الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن جولة التصعيد الأخيرة وكل ما ترتب عليها، فقد سبق أن حذرناه من مغبة ارتكاب أي حماقة، وقلنا له إن القدس خط أحمر، ولكنه أصر أن يلعب بالنار، وعليه الآن أن يدفع الثمن".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved