تقرير: اجتماع عاجل لآلة الدعاية الإسرائيلية تلا مقتل أبو عاقلة

آخر تحديث: الأحد 15 مايو 2022 - 12:26 ص بتوقيت القاهرة

رباب عبدالرحمن

أفادت تقارير إسرائيلية، بأنه عقب استشهاد الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة في مدينة جنين بالضفة الغربية ، حيث تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلية بغارات اعتقال ضد الفلسطينيين، استدعت إسرائيل موظفي العلاقات العامة بجهاز "هاسبارا" للعلاقات العامة لوضع خطة عمل لمواجهة أية رواية تدين إسرائيل.

وبعد الاجتماع تم توزيع مقطع فيديو لمسلحين فلسطينيين يطلقون النار عشوائيا من داخل مخيم جنين وتحملهم مسئولية مقتل مراسل قناة الجزيرة. لكن استراتيجيتها فشلت عندما كشف مقطع فيديو آخر أن أبو عاقلة ماتت في مكان قريب من القوات الإسرائيلية، وفقا لصحيفة "تايم" الأمريكية.

واعتبرت الصحيفة أن قتل مراسلة قناة الجزيرة، بالنسبة لإسرائيل ، يهدد بإلحاق الضرر بالعلاقات مع العالم العربي ، في حين أن الجنسية الأمريكية لأبي عاقلة أدخلت العلاقات مع واشنطن في المعادلة ، مما يزيد من المخاطر .

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن "التحقيق يجب أن يكون فوريًا وشاملًا ويجب محاسبة المسئولين".

وبحسب الصحيفة يعتبر الإنكار هو الاستراتيجية المعتادة لإسرائيل للتعامل مع قتلها للمدنيين البارزين.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في بعض الأوقات تدعي إسرائيل أن الفلسطينيين هم من قتلوا المدني
وفي كثير من الأحيان تزعم إسرائيل أن الضحية كان بالقرب من موقع فيه مسلحين فلسطينيين يهاجمون الإسرائيليين ، وبالتالي قُتلوا بطريق الصدفة بنيران إسرائيلية أو أن تزعم إسرائيل أن المدني كان متورطًا في هجوم على جنود إسرائيليين أو كان عضوًا في منظمة فلسطينية مسلحة مثل المصور الصحفي ياسر مرتجى في غزة.

وفي حالات أخرى ، قالت إسرائيل إن الحقائق حول عملية القتل غير واضحة ، لكنها بالتأكيد ليست ذنب إسرائيل كما حدث في قضية مقتل الناشطة الأمريكية المؤيدة للفلسطينيين ، راشيل كوري ، التي دهستها جرافة عسكرية عام 2003 ، زعم الجيش الإسرائيلي أن "قطعة من الخرسانة" هي على الأرجح ما قتلها.

وفي غضون نصف ساعة من مقتل أبو عقله ، بدأت آلة العلاقات العامة الإسرائيلية بالعمل على استراتيجية إنكار وإبعاد الشبهة عن قوات الاحتلال، إذ كشف الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد في تقرير عبري عن موقع "والا" أنه "كانت هناك مشاورات عاجلة بمقر جهاز "هاسبارا" الوطني للعلاقات العامة، مع ممثلين عن مكتب رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزارة الخارجية والجيش الإسرائيلي.

وبحسب الصحفي الإسرائيلي قرروا أن الهدف الرئيسي هو محاولة صد الرواية التي ظهرت في وسائل الإعلام الدولية ، والتي تفيد بأن شيريع أبو عاقلة قتلت بنيران إسرائيلية ".

لذلك استخدمت إسرائيل مقطع فيديو قصيرًا تم تصويره ذلك الصباح من قبل مسلحين فلسطينيين في منطقة سكنية ، حيث سُمع الرجال وهم يقولون إنهم أطلقوا النار على جندي.

ونشر بينيت مقطع الفيديو وادعى أنه نظرًا لعدم إصابة جندي إسرائيلي في جنين في ذلك اليوم ، فإن اللقطات كانت دليلًا على أن المسلحين أخطأوا أبو عقلة ، في خوذتها ودرعها ، على أنها جندي إسرائيلي.

ونوهت الصحيفة إلى أن النسخة الإنجليزية من تقرير رافيد على موقع أكسيوس لم تتضمن هذه المعلومات.

وبحسب شهادة علي الصمودي ، الذي أصيب هو الآخر مع عاقلة ، "كانت كلمة PRESS مرئية بأحرف كبيرة على ملابسها الواقية.. رأينا الجنود في المنطقة ولم يكن هناك فلسطينيون". كان الجنود على بعد حوالي 150 مترًا…. لم أر من يطلق النار ، لكني رأيت من أين يأتي الرصاص. جاءوا من المنطقة التي يوجد فيها الجنود. لم يكن هناك مقاتلون في المنطقة.

وسرعان ما أعادت إسرائيل تنظيم صفوفها ، وتراجع الجيش عن روايته مساء الأربعاء ، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس في مكالمة هاتفية مع الصحفيين ، إنه "آسف جدًا لما حدث" ، وأن إسرائيل تريد إجراء تحقيق شامل وأنه طلب من الفلسطينيين إعطائهم الرصاصة التي تم العثور عليها في رأس أبو عاقلة ، ووعد بمشاركة جميع نتائج الطب الشرعي مع الأمريكيين والسلطة الفلسطينية.

وفي اليوم التالي لمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة ، قال مسئولون إسرائيليون لم يكشف عن أسمائهم للصحفيين إن جنودًا في عربة عسكرية كانوا على بعد حوالي 150 ياردة من مكان عمل الصحفيين ، وأطلقوا النار مرارًا وتكرارًا في الوقت الذي قُتلت فيه أبو عاقلة.

وقالت "تايم" إنه عندما يتأذى الأمريكيون الفلسطينيون من القوات الإسرائيلية ، تسرع إسرائيل في التحقيق ، لكن العملية نادراً ما تنتهي بعقوبة شديدة. قبل أربعة أشهر ، وبناء على طلب أمريكي ، أجرت إسرائيل تحقيقًا في مقتل رجل فلسطيني أمريكي مسن اعتقله جنود إسرائيليون في منتصف الليل.

وقُتل أبو عاقلة بعد أيام فقط من قيام الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين والمركز الدولي للعدالة للفلسطينيين بتقديم شكوى رسمية في لاهاي بشأن الاستهداف الممنهج للصحفيين الفلسطينيين.

وقُتل ما يقدر بنحو 50 صحفيًا فلسطينيًا منذ عام 2000 ، وفقًا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين.
و قالت اللجنة الدولية للعدالة الجنائية إن القوات الإسرائيلية لديها "سجل حافل في استخدام القوة المميتة والاستهداف المنهجي للصحفيين الفلسطينيين مع غياب كامل للمساءلة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved