في ذكراها.. كيف روى نبيل شعث ذكرياته مع النكبة الفلسطينية؟

آخر تحديث: الأحد 15 مايو 2022 - 6:17 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين:

يحيي الفلسطنيون والعرب اليوم(15مايو) الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية، وهو أحد الأيام المحزنة والمشئومة في التاريخ الفلسطيني، والذي شهد على أكبر عملية إجلاء وتهجير للفلسطينيين من أراضيهم التاريخية، في اليوم التالي لإعلان قيام دولة إسرائيل والاعتراف الأمريكي والغربي بها.

ويعتبر العالم المتضامن مع القضية الفلسطينية أن يوم ذكرى "النكبة"، فرصة لسرد الذكريات من التاريخ المؤلم، ومطالبة جديدة بحقوق الفلسطينيين الضائعة.

وتحمل ذاكرة الأجيال -بتعاقبها- مشاهد متعددة لمأساة الفلسطينيين، مرجعها كتابات المؤرخين الأكاديميين، أو حتى الأعمال الفنية من أغان وأفلام سينمائية تناولت في أحداثها ما يشير للمعاناة العربية من بعد النكبة، لكن يبدو الأمر أقرب للرؤية، حينما يتم تناوله من أحد المتضررين من المعاناة، ومن بينهم السياسي الفلسطيني البارز نبيل شعث، الذي كان يبلغ العاشرة من عمره، وقت حدوث " النكبة" ؛لكنها حفرت بداخله ذكريات تأبى النسيان، والتي رواها في مذكراته التي صدرت عن " دار الشروق" تحت عنوان ".. من النكبة إلى الثورة".

يقول شعث: أدت نكبة ١٩٤٨ إلى هجرة عائلتي من يافا إلى مدينة غزة ومنها إلى الشتات الفلسطيني، وإلى هجرة أبناء العائلة من بئر السبع إلى مخيم رفح للاجئين، فيما يسمى «بلوك الشعوت» على اسم معظم سكانه من آل شعت وكانت مخيمات اللاجئين مقسمة إلى بلوكّات، الذي أصبح فيما بعد قلعة للصمود والمواجهة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الانتفاضتين الأولى والثانية".

وكانت لمصر دوراً إنسانيا هاماً بعد " النكبة الفلسطينية" حيث احتضنت عداً من الأسر الفلسطنية على أرضها، وكان من بينها أسرة "شعث" وعن ذلك يقول شعث:" أتوا جميعا إلى الإسكندرية على أساس الخروج المؤقت من فلسطين إلى أن تهدأ الأمور، ثم أصبحت العودة مستحيلة، واكتشفوا أنهم أصبحوا لاجئين، نازحين دائمين عن بلادهم فلسطين، وأن عليهم أن يتدبروا أمور حياتهم الجديدة وحياة أولادهم بعيدا عن وطنهم المحتل".

ويكمل شعث:"كان معنى النكبة يتجدد يوميًّا، وكنت أذكر يافا كثيرًا، ومدرستي العامرية، وأبناء صفي ابن خالتي نزار هو وحده الذي كان بين الأصدقاء الأعزاء الذين قدموا إلى الإسكندرية من يافا الحبيبة الجريحة كان أبي يتمزق من الداخل ووطنه يضيع ويتلاشى كان يعمل ليل نهار لكي يساعد ويسلح، ويواسي وينقذ، ولكنه كان يحس بالنكبة ونتائجها على جيلنا والأجيال القادمة لم يفقد إيمانه وتمسكه بوطنه لحظة واحدة، وكان يحدثنا دائمًا عن مرارة النكبة وعن الصمود والاستمرار والحق الذي لا يضيع ما بقي وراءه مطالب"

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved