تصل لذروتها يومي الجمعة والسبت: هل تصيب الانفجارات الشمسية القادمة كوكب الأرض بالعزلة؟
آخر تحديث: الخميس 15 مايو 2025 - 4:18 م بتوقيت القاهرة
سوزان سعيد
تداول عدد من المواقع الإخبارية أنباء عن ظاهرة الانفجارالشمسي والتي تصل إلى ذروتها، يومي الجمعة والسبت، بحسب ما أفاد به الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، قائلًا "إنه خلال يوم الثلاثاء وفي تمام الساعة 8 مساء بتوقيت القاهرة، رصد انفجار شمسي بقوة "X" - الذي يعادل مليار قنبلة هيدروجينية -على سطح الشمس، كما تم رصد 4 انفجارات أخرى غير عادية أمس الأربعاء، من بينها أشد انفجار هذا العام بقوة "X2.7" وثلاثة "M".، ما هي الانفجارات الشمسية؟، ولماذا تحدث؟،وكيف يمكن قياسها؟ وهل تشكل خطرًا على حياة الكائنات الحية على الأرض؟ وما هي آثارها الضارة، يجيب التقرير التالي على هذه الأسئلة.
ما هي الانفجارات الشمسية؟
تحدث الانفجارات الشمسية، وفقًا لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، بالقرب من مناطق البقع الشمسية، وهي الأجزاء الموجودة على سطح الشمس، والتي تتراكم فيها الطاقة المغناطيسية، دون غيرها، ويؤدي تفاعل البلازما، وهي المكون الرئيسي لسطح الشمس مع المجال المغناطيسي المركز في هذه البقع، إلى إطلاق كميات كبيرة من الحرارة والطاقة والجسيمات، التي تتفاعل لتحدث انفجارات شديدة على سطح الشمس، وتمتد إلى الفضاء الخارجي، وصولًا إلى كوكب الأرض.
كيف يمكن قياس الانفجار الشمسي؟
يقاس الانفجار الشمسي، وفقًا لموقع جامعة هارفارد الأمريكية، بأجهزة استشعار الأشعة السينية الخاصة بالقمر الصناعي البيئي التشغيلي الثابت بالنسبة للأرض (GOES)، وهو مقياس لوغاريتمي، يشبه مقياس ريختر للزلازل، ويقسم الانفجارات الشمسية إلى وهجات حسب قوتها على مقياس يتكون من الحروف A ,B,C,M,X، بحيث تكون B أقوى من A عشر مرات، و C أقوى من A مائة مرة.
لا تؤثر الوهجات A،B، C على الأرض بشكل ملحوظ، فيما يسبب التوهج من الفئة M انقطاع قصير في بث الراديو عند القطبين وعواصف إشعاعية طفيفة قد تُعرّض رواد الفضاء للخطر، بينما يعادل الوهج X مليار قنبلة هيدروجينية، ويسبب الكثير من الآثار الضارة على الاتصالات اللاسلكية وأنظمة الأقمار الصناعية.
سجل أقوى توهج في عام 2003، والذي كان قويًا جدًا لدرجة أنه أدى إلى توقف أجهزة الاستشعار التي تقيسه عن العمل، وذلك عند تسجيل X28.
هل تشكل الانفجارات الشمسية خطرًا على كوكب الأرض؟
تصدر الانفجارات الشمسية العديد من الإشعاعات الخطرة على الكائنات الحية التي تعيش على الأرض، مثل الأشعة السينية، والأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة، ولكن الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي للأرض يمنعان التأثير الضار لهذه الأشعة على الأحياء التي تعيش على الكوكب.
وينحصر الضرر من هذه الإشعاعات في التأثير على الأنظمة التقنية المستخدمة على كوكب الأرض، إذ تسبب الأشعة السينية اضطرابًا في طبقة الأيونوسفير بالغلاف الجوي، مما يؤدي إلى خلل في الاتصالات اللاسلكية، بينما تؤدي الأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة، إلى زيادة حرارة الغلاف الجوي للأرض، ليتمدد فيزداد السحب على الأقمار الصناعية، مما يؤدي إلى وسقوطها أو تقليل عمرها الافتراضي،
كما تؤدي الانبعاثات الاشعاعية الناتجة عن هذه الانفجارات إلى التشويش على الأقمار الصناعية، مما يؤثر بدوره على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وقد حدث هذا بالفعل في 5 و6 ديسمبر 2006، وكانت التوهجات الشمسية المقاسة آنذاك من الفئة X
قد تؤدي الانفجارات الشمسية أيضًا إلى انقطاع الكهرباء، إذ أن شدة المجال المغناطيسي لهذه التوهجات تزيد من شدة التيار الكهربائي، والذي يشكل ضغطًا على المحولات الكهربائية ومحطات الطاقة، ما يؤدي إلى تعطلها.