جيران «سيدة السلام المقتولة» يروون لـ«الشروق» تفاصيل الجريمة: «تلقت 20 طعنة»

آخر تحديث: الإثنين 15 يوليه 2019 - 4:30 م بتوقيت القاهرة

مصطفى بكر

• الجيران: القتيلة من كفر الشيخ وعايشة مع صاحبتها بقالها 7 أشهر
استيقظ أهالي مساكن النيل في مدينة السلام شرقي القاهرة، على جريمة قتل صباح الجمعة الماضي، إذ لقيت سيدة -كانت تعيش مع صديقتها منذ 7 أشهر- مصرعها على يد شاب؛ بسبب علاقة غامضة بينهما، والذي أخرج هاتفه والتقط صورة سيلفي بجوار الجثة؛ ما سهّل الأمر على الأجهزة الأمنية في كشف اللغز واعترافه تفصيلًا دون إنكار.

"الشروق" انتقلت إلى مسرح الجريمة، إذ خيم الهدوء على شارع متسع يتعدى عرضه 20 مترًا. وفي داخل عقار مكون من 4 طوابق، كانت تسكنه المجني عليها "رندا م." 35 عاما، مع صديقتها "منى" وابنة الأخيرة، قادمة من محافظة كفر الشيخ بحثًا عن لقمة العيش، تاركة أولادها مع أهلها لتعاني مرارة الوحدة وتواجه مشكلات الحياة، حسب وصف جيرانها المتواجدين بالمكان، والذين أكدوا أنهم لا تربطهم علاقة قوية بالمجني عليها ولا صديقتها التي أجرت هذا المسكن منذ عامين تقريبًا.

تفاصيل الحكاية بدأت في الساعة 6 من صباح يوم الجمعة، إذ عادت "منى" 40 عاما، صديقة المجني عليها، إلى مسكنهما لتكتشف دماء تحت باب الشقة، فتفتح مسرعة لتشاهد دماء في أماكن متفرقة من الشقة والمجني عليها مذبوحة ومطعونة عدة طعنات في مفترق جسدها، فأغلقت باب الشقة وتوجهت مسرعة إلى قسم شرطة السلام لتحرير محضر؛ حتى وصل رجال المباحث لكشف ملابسات الواقعة.

بدأ حسيب محمد، صاحب محل دواجن، بصوت يملؤه الحزن يروي لـ"الشروق" تفاصيل الواقعة التي حدثت في مساكن النيل خلف الجراج، وقال إن المجني عليها جاءت من محافظة كفر الشيخ من 7 أشهر بحثا عن العمل تاركه أولادها لأهلها، وسكنت مع صديقتها "منى" وابنتها التي جاءت أيضا المنطقة منذ عامين.

وأضاف أن المجني عليها ليس لها أي علاقة بالجيران سوى السلام أو شراء سلعة، وكانت تجلس معظم وقتها مع صاحبة "كوافير"، ليظن بعض الناس خطأ أنها تعمل في الكوافير، ولكنها ليس ذلك، وأشار إلى أنه تفاجأ صباح يوم الجمعة برجال المباحث ينتشرون في المكان ويسأله عن كاميرات المحل؛ لمعرفة من الذي تردد على المكان وقت وقع الجريمة.

والتقط أطراف الحديث "محمد ح."، 29 عاما، قائلا إنه دائما كان يشاهدها وهي تشرب سجائر ولكن لا يسمع عنها كلام سوء، وأنها ليست من مواليد المنطقة ليكون بينها وبين جيرانها صداقة.

وأضافت "ن. ا."، 65 عاما صاحبة محل سوبر ماركت، أن يوم الخميس الماضي كان يوجد فرح في المنطقة، والصوت كان عاليا جدا فلم نسمع أي صوت استغاثة من المجني عليها، مشيرة إلى أن المجني عليها كانت تشتري منها سجائر، وأنها شاهدتها آخر مرة قبل الواقعة يوم الخميس في الساعة 5 مساءً.

وتابعت أن رجال المباحث فرغوا كاميرات المحل حتى تكشف الواقعة، وتبين من تفريغ الكاميرات أن "منى" صديقة المجني عليها ترددت على الشقة مرتين في وقت وقوع الجريمة من 5 مساء الخميس إلى 6 صباح الجمعة، وأنها كانت تردد بين الجيران عقب الواقعة أنها خرجت إلى عملها وعادت إلى شقتها فوجدت المجني عليها غارقة في دمائها.

وأشارت إلى أن الكاميرات التقطت المتهم بعد دخوله العقار، والذي نفذ جريمته باستخدام سلاح أبيض "مطواة"، وبسبب كثرة طعن المجني عليها تم كسر المطواة ووقعت منها أجزاء في مكان الواقعة.

وقال أحد شهود العيان إنه شاهد كوبا به عصير وورق "بفرة" بجوار جثة المجني عليها داخل شقتها، مضيفا أن رجال المباحث استجوبوا صاحب الكوافير والعاملين وتم إثبات برائتهم، ونفى أن المجني عليها كانت تعمل كوافيرة ولكن كان لها عمل آخر لم يعرفه أحد.

وبإعداد الأكمنة وبإجراء التحريات، تمكن ضباط القسم من تحديد مكان المتهم وضبطه، وتم إبلاغ اللواء محمد منصور مدير أمن القاهرة وعرض المتهم "محمود ع." على النيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بقتل سيدة داخل شقتها في السلام، كما اصطحبت الأجهزة الأمنية وفريق من النيابة لتمثيل الجريمة.

وكشفت تحريات أجهزة الأمن عن أن الواقعة لم تكن بسبب السرقة، وأن المتهم تم ضبطه في محافظة دمياط وعلى معرفة بالمجني عليها، والتقط صورة "سيلفي" بجوار الجثة المذبوحة، وأن أجهزة الأمن عثرت على تلك الصورة على هاتفه المحمول، وعندما واجهته بها انهار واعترف بتفاصيل ارتكاب الواقعة.