ما السبب في قوة ذكرياتنا العاطفية؟ تجربة جديدة تكشف اللغز

آخر تحديث: الأربعاء 15 يوليه 2020 - 2:40 م بتوقيت القاهرة

محمد نصر

أحيانا نكتشف أن أمرا ما قد سقط من ذاكرتنا، رغم حدوثه منذ وقت قريب، وللمفارقة نكتشف تذكرنا لأحداث بعيدة لا تزال محفورة في ذاكرتنا، وهو ما قد يحير البعض منا محاولا فهم اللغز.

مشاعر الخوف والحب والألم والانتقام هي مشاعر قوية تتملكنا من الداخل، وقد بات من المعروف أن ذكرياتنا المرتبطة بتلك المشاعر أو العواطف لا يمكن نسيانها. وهو ما يقودنا إلى السؤال، لماذا ترتبط الذكريات القوية بالمشاعر؟ أو لماذا تكون الذكريات المرتبطة بالعواطف قوية جدًا.

ويقول رينيه هن، أستاذ الطب النفسي وعلم الأعصاب بكلية الأطباء والجراحين جامعة كولومبيا، نيويورك بحسب موقع«ميديكال اكسبريس»: "من المنطقي أننا لا نتذكر كل شيء، فقدرتنا الدماغية محدودة، نحتاج فقط أن نتذكر ما هو مهم لسعادتنا ورفاهيتنا في المستقبل".

في هذا الإطار فإن شعور الخوف ليس مجرد شعور مؤقت بل تجربة تعليمية مهمة لبقائنا عندما نتعرض إلى موقف يخيفنا، يسجل الدماغ تفاصيله في خلايانا العصبية، لمساعدتنا على تجنب المواقف المماثلة في المستقبل، أو على الأقل نأخذ حذرنا المناسب.

ما زال اللغز هو لماذا أصبحت هذه الذكريات التي سجلها الدماغ قوية جدا؟

لاكتشافه، وضع "هن" و"جيسيكا جيمينيز" باحثة الدكتوراة في كلية الأطباء والجراحين في جامعة كولومبيا، عددا من الفئران في بيئات جديدة مخيفة وسجل نشاط الخلايا العصبية الحصينية أو قرن آمون "Hippocampal neurons" ، التي تصل إلى مركز الخوف في الدماغ (اللوزة الدماغية الأميجدالا). وبعد يوم واحد تم تسجيل نشاط الخلايا العصبية أيضًا عندما حاولت الفئران استرجاع ذكريات التجربة.

ليس من المستغرب أن ترسل الخلايا العصبية التي تستجيب للبيئة المخيفة تلك المعلومات إلى مركز الخوف في الدماغ، لكن ما كان مفاجئا ومثيرا هو: "أن هذه الخلايا العصبية كانت متزامنة عندما استرجع الفئران الذاكرة فيما بعد "، بحسب "هن"

وتضيف جيمينيز: "لقد رأينا أن التزامن هو المهم لإنشاء ذاكرة الخوف، وكلما زاد التزامن، زادت قوة الذاكرة". "هذه هي أنواع التقنيات أو الألية التي تفسر لماذا نتذكر الأحداث البارزة."

ما لا يزال مجهولاً هو كيف ومتى يحدث التزامن؟ ولكن تم التوصل إليه يمكن أن يكشف عن ما يحدث داخل الدماغ ويخلق ذكريات تدوم مدى الحياة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى علاجات جديدة لاضطراب ما بعد الصدمة (اضطراب الكرب).

ويوضح "هين": "في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، فالعديد من الأحداث المماثلة لما حدث لهم تذكرهم بحالة الخوف الأولى، ومن المحتمل أن يكون تزامن الخلايا العصبية الخاصة بهم قد أصبح قويًا جدًا."

ويضيف "هين": "نحن نحاول البحث في آليات تشكل الذكريات العاطفية، للعثور على علاجات أفضل للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات الذاكرة بشكل عام".

للمزيد اضغط هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved