رئيس «المحطات النووية» فى حوار لـ«الشروق»: نأمل الحصول على إذن إنشاء مفاعل الضبعة فى النصف الثانى من العام المقبل

آخر تحديث: السبت 15 أغسطس 2020 - 7:38 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ محمد صلاح:

تكلفة إنشاء الرصيف البحرى أقل من تجهيزات ودعم الطرق والكبارى لنقل مكونات المحطة إلى الموقع
موقع «الضبعة» ليس حدوديًا.. والتحركات السياسية فى المنطقة لا تمثل أى مشكلة للمشروع
موقعا النجيلة 1 و2 «واعدان».. وندرس إنشاء مفاعلات صغيرة لخفض النفقات وتسريع التنفيذ والإنجاز

قال رئيس هيئة المحطات النووية، الدكتور أمجد الوكيل، إنه تم الحصول على تقييم الأثر البيئى وإذن قبول موقع محطة الضبعة النووية فى 10 مارس 2019 الماضى من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، مؤكدا أن إصدار هذا الإذن يُعد إقرارا بأن موقع الضبعة وخصائصه تتوافق مع المتطلبات المصرية الوطنية؛ وأيضا متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمواقع محطات القوى النووية.
وأضاف الوكيل فى حوار مع «الشروق»: «نسعى حاليا إلى استكمال الإجراءات الخاصة بالحصول على إذن الإنشاء فى النصف الثانى من العام المقبل من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية للانتهاء من المرحلة التحضيرية وبدء مرحلة البناء، لافتا إلى أن موقع «الضبعة» ليس حدوديا، وأن التحركات السياسية فى المنطقة لا تمثل أى مشكلة للمشروع.
وإلى نص الحوار:

< فى البداية.. ما هى تفاصيل مشروع الرصيف البحرى لمحطة الضبعة وآخر المستجدات؟
ــ تم توقيع عقد تنفيذ مشروع إنشاء الرصيف البحرى فى يونيو الماضى، وبدأنا التنفيذ فى يوليو، ومن المقرر الانتهاء منه خلال 21 شهرا، وتعد تكلفة إنشائه أقل كثيرا من تكلفة التجهيزات ودعم الطرق والكبارى التى كان سيتم استخدامها فى عمليات نقل المعدات حتى وصولها لموقع المحطة.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية للمشروع فى تأمين نقل المعدات الثقيلة اللازمة لمحطة الضبعة النووية التى تتكون من مرحلتين الأولى تضم إنشاء ٤ وحدات وهو مشروع الضبعة الحالى، والثانية تضم ٤ وحدات أخرى سيتم إنشاؤها مستقبلا، بالإضافة لاستخدامه فى نقل المعدات وقطع الغيار اللازمة لأعمال الصيانة على مدى عمر المحطة والتى سيتم نقلها بحرا باعتبار البحر هو الوسيلة الآمنة والمناسبة لنقل هذه المعدات.

< ما الهدف من إنشاء مركز تدريب فى الضبعة؟
ــ شركة «أتوم ستروى أكسبورت» الروسية ستقوم بإنشاء مركز تدريب على أعلى مستوى يحتوى على مماثل لمفاعلات الضبعة وعلى نماذج لمعدات المحطة وكتيبات وأدلة وتعليمات التشغيل والصيانة لاستخدامه فى تدريب أطقم التشغيل والصيانة وتدريب العاملين من مهندسين وفنيين عاملين فى مشروع الضبعة، وهذا يختلف عن مركز التدريب الذى سيتم إنشائه مستقبلا فى القطامية لاستقبال الوفود العربية والإفريقية.

< إلى أين وصلت تفاصيل دراسات موقعى محطة النجيلة ١ و٢؟
ــ النجيلة 1 و2 هم عبارة عن موقعين واعدين لإقامة وإنشاء محطات نووية، حيث أجريت أخيرا دراسات جدوى مبدئية بهدف استكمال الدراسات الخاصة بالنجيلة التى تم إجراؤها فى وقت سابق من خلال الاستشارى العالمى للمشروع (وورلى)، حيث أوضحت الدراسات المبدئية التى أجريت صلاحية موقعى النجيلة ١و٢ باعتبارهما موقعين واعدين.
وندرس إنشاء مفاعلات صغيرة، لما توفره من وقت ومجهود ونفقات وسرعة فى التنفيذ والإنجاز والتى تؤدى لطفرة كبرى فى المجال النووى، خاصة أن تكلفتها بسيطة والمدة الزمنية للإنشاءات قصيرة نسبيا حيث يتم إنشاؤها خلال عامين أو ثلاثة، وقدرات المفاعلات الصغيرة تبدأ بإنتاج ١٠ ميجا وات حتى ٤٠٠ ميجا وات ويوجد أنواع منها لتوليد الكهرباء وتحلية مياه البحر.
وندرس حاليا أنواع المفاعلات النووية الصغيرة التى تنتجها أمريكا وكوريا وروسيا والصين وغيرها بحيث نكون دائما على دراية بكل ما هو جديد فى المجال النووى ولكى نحافظ على نظرتنا الطموح لمواكبة عمليات تطوير وتحديث البرنامج النووى المصرى السلمى.

< هل مصر لديها الإمكانيات لإنشاء تلك النوع من المفاعلات الحديثة؟
ــ بالطبع لدينا الإمكانيات التى تؤهلنا لذلك ولدينا البنية التحتية النووية التى تستوعب ذلك وهذا ما تم تأكيده من خلال مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراجعة البنية التحتية النووية لمصر، وقد أعرب فريق مهمة المراجعة المتكاملة للبنية التحتية النووية بأن مصر قامت بجهود مكثفة لتطوير بنيتها التحتية استعدادا لمرحلة إنشاء المحطة النووية وهو الأمر الذى يوضح مدى الدعم القوى الذى توليه الحكومة المصرية لمشروع المحطة النووية بالضبعة وذلك من خلال التزام واضح بمعايير الأمن والأمان وعدم الانتشار.

< حدثنا عن مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية أخيرا لمصر؟
ــ الوكالة الدولية للطاقة الذرية قامت بمهمة (الإني) وهى عبارة عن (المهمة المتكاملة لمراجعة البنية التحتية النووية فى مصر) خلال الفترة من ٢٧ اكتوبر حتى ٦ نوفمبر ٢٠١٩، بدعوة من الحكومة المصرية ممثلة فى هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء.
وأسفرت المهمة عن التأكيد على خلو البنية التحتية المصرية النووية من أى ملاحظات ولإحراز مزيد من التقدم فى تطوير البنية التحتية النووية قدم فريق المختصين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدد(4) توصيات و(3) اقتراحات.
وسجلت الوكالة (5) ممارسات جيدة قد تفيد البلدان الأخرى التى تعتزم الدخول فى مجال الطاقة النووية، ومن المنتظر أن يتم تسليم التقرير النهائى من قبل نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال شهرى سبتمبر أو اكتوبر المقبلين.

< ما معايير التقييم التى استعرضتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للبرنامج النووى المصرى؟
ــ يهدف إجراء المراجعة المتكاملة للبنية التحتية النووية المصرية (INIR) استعراض ومناقشة قضايا البنية التحتية النووية الـ(19) كمعايير للتقييم البنية التحتية النووية، بدءا من الموقف السياسى، ومدى الجاهزية من الموارد البشرية ومعايير الأمان النووى، وهى أحد البنود الرئيسية فى التقييم والأمن النووى والحماية المادية وجاهزية هيئة الرقابة النووية والإشعاعية كجهاز رقابى وطنى، والقدرة على سلسلة الإمداد وأصحاب المصلحة وجميع الجهات المشاركة فى المشروع حيث تم إجراء تقييم شامل لهم
وأعرب فريق مهمة المراجعة المتكاملة للبنية التحتية النووية كما ذكرت بأن مصر قامت بجهود مكثفة لتطوير بنيتها التحتية استعدادا لمرحلة إنشاء المحطة النووية وهو الأمر الذى يوضح مدى الدعم القوى الذى تقدمه القيادة السياسية وتوليه الحكومة المصرية للبرنامج النووى السلمى وذلك من خلال التزام واضح بمعايير الأمن والأمان وعدم الانتشار.
وجاءت الزيارة ضمن اهتمام مصر بالتعاون مع الوكالة والاستفادة من خبراتها وبرامجها، إدراكا بأهمية الطاقة النووية وتطبيقاتها السلمية فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

< ماذا عن موعد الحصول على إذن بدء إنشاءات مفاعل الضبعة النووية؟
ــ حصلنا على على تقيم الأثر البيئى وإذن قبول الموقع فى 10 مارس 2019 من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، ويعتبر إصدار هذا الإذن هو إقرار بأن موقع الضبعة وخصائصه تتوافق مع المتطلبات المصرية الوطنية وأيضا متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمواقع محطات القوى النووية، وهو ما سينعكس لضمان التشغيل الأمن والموثوق فى المستقبل للمنشآت النووية.
ونسعى حاليا إلى استكمال الإجراءات الخاصة بالحصول على إذن الإنشاء من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية للانتهاء من المرحلة التحضيرية وبدء مرحلة البناء، ويقوم المقاول العام للمشروع شركة آتوم ستروى اكسبورت حاليا باستكمال أعمال التصميمات الخاص بالضبعة والانتهاء من الوثائق الخاصة بتقرير تقييم الأمان وتلافى ملاحظات هيئة الرقابة النووية والاشعاعية لاستصدار إذن الإنشاء.
ولا شك ان جائحة كورونا قد أثرت على وتيرة العمل بكل بلاد العالم والحصول، ونأمل فى الحصول على إذن الانشاء فى النصف الثانى من العام المقبل فإذن الإنشاء وهو أحد المعالم الرئيسية للمشروع علما أن التأخير فى المشروع لا يقاس إلا بالمدة الزمنية للانتهاء من تنفيذه بما يعنى المحافظة على تواريخ التسليم الابتدائى للمشروع خاصة أن المشروعات النووية مشروعات طويلة الأجل وتتطلب إجراءات متنوعة.

< هل تمثل إقامة مشروعات نووية على المناطق الحدودية مخاطر على البلاد؟
ــ مشروع الضبعة النووية على سبيل المثال عندما بدأنا فى تنفيذ المشروع تم اختيار تكنولوجيا مفاعلات الجيل الثالث المطور (Gen 3+) وهى التكنولوجيا الأعلى آمانا حاليا، وموقع محطة الضبعة ليس حدوديا بالمعنى الاصطلاحى، وإنما يبعد عن حدودنا الغربية مسافة كبيرة جدا وتم اختياره بعد دراسات عديدة، وتم التأكد تماما من صلاحية الموقع وجاهزيته لاستقبال المحطة النووية، والتحركات السياسية فى المنطقة لا تمثل أى مشكلة للمشروع.

< ما دور هيئة المحطات النووية فى تحلية المياه؟
ــ تحلية المياه تستهدف تحويل مياه البحر المالحة إلى ماء صالح للشرب، وتتطلب هذه العملية كميات كبيرة من الطاقة، ويمكن للمنشآت النووية توفير الطاقة التى تحتاجها محطات التحلية لتوفير مياه عذبة صالحة للشرب.
من الممكن الاستفادة بالمحطات النووية فى عمليات تحلية المياه المالحة من خلال أسلوبين، الأسلوب المباشر وهو لم يتم العمل به فى الفترة الحالية أما الأسلوب غير المباشر فهو عن طريق استخدام الطاقة الكهربائية المولدة من المحطة النووية واستخدامها فى إنشاء محطات تحلية المياه باستخدام نظام التناضح العكسى (RO) وهو النظام المتبع والأرخص والأكثر استخداما وانتشارا وجارى استخدامه حاليا والعمل به علما أن الهيئة تراقب عن كثب أى تقدم أو تطور فى ملف تحلية المياه كى يتم استخدام جزء من الطاقة الكهربائية المولدة من المحطات النووية فى تحلية مياه البحر.
وسوف يتم استخدام الطاقة الكهربائية المولدة من محطة الضبعة النووية فى دعم الطاقة الكهربية للدولة وبالتالى فى تحلية المياه مما يمنح مرونة كبيرة خاصة أن مصر لديها فائض كبير فى قدرات الكهرباء المنتجة. ومن الممكن أن يتم نقل الكهرباء بسهوله، خاصة أن عملية نقلها أسهل من عملية نقل المياه كثيرا.

< كيف تمت مواجهة جائحة كورونا والتنسيق مع الخبراء الروس لعدم توقف العمل؟
ــ تحركنا بشكلٍ متوازٍ لوضع مزيدا من الاحتياطات، من خلال نشر التعليمات والإرشادات ووضع ملصقات تعريفية بالفيروس وأعراضه وآليات الوقاية منه، كما تم، أيضا، توفير وسائل التعقيم المختلفة وكذلك وضع معقمات فى الممرات الرئيسة بالهيئة وقاعات الاجتماعات كما تم رفع حالة الاستعداد بالإدارة الطبية بالهيئة وعمل الفحص للعاملين والتنبيه على أن من تظهر عليه أعراض الحمى أو أى علامات مرضية يتوجه على الفور إلى العيادة الطبية.
وقمنا بتفعيل الاجتماعات من خلال الفيديو كونفرانس، خاصة مع توقف رحلات الطيران بين مصر وروسيا بسبب فيروس كورونا، وهناك مجموعة من الخبراء الروس متواجدين فى مصر وفضلوا البقاء، وهناك زيارات مستمرة للموقع ولا أحد يستطيع إنكار أن فيروس كورونا قد أثر على المشروع حيث أنها جائحة عالمية وقوة قاهرة لا يمكن تجنبها الا أننا استطعنا تقليل آثارها السلبية بقدر الاستطاعة ومع انتهاء الجائحة وفتح باب الطيران سيتم تقييم تلك الفترة وتحديد اثارها بدقة.

< هل هناك تنسيق بين الهيئة وشركة روس اتوم الروسية فيما يتعلق بعمل بعض المسابقات؟
ــ بالطبع، وقد أقامت مؤسسة روساتوم الروسية، التى تنفذ مفاعل الضبعة النووى، مسابقة دولية لصيد الأسماك فى أغسطس 2019 فى منطقة خليج فنلندا بالقرب من محطة الطاقة النووية فى مدينة سوسنوفى بور، التى تقع ضمن مقاطعة لينينجراد الروسية، بمشاركة صيادين من 5 دول، من بينهم مصر بمشاركة مجموعة صيادين من محافظة مرسى مطروح الذين حازو المركز الأول.
ومع إنشاء المفاعل النووى بالضبعة سيتم عمل العديد من المسابقات منها مسابقات الصيد البحرى بجوار محطة الضبعة النووية لإرسال رسالة مضمونها أن المنطقة امنة والمفاعل أمن وصديق للبيئة والإنسان والثروة الحيوانية والسمكية ايضا، بالإضافة ايضا إلى أن روسيا ترسل رسالة ايضا من خلال تنظيمها مثل تلك المسابقات مفادها أن الثروة السمكية آمنة تماما وأن المفاعل ليس له أى تاثيرات سلبية على الاطلاق، أو البيئة وانما البيئة المحيطة بالمفاعل نظيفة خالية من أى انبعاثات ضارة.

< ما الأنشطة التى سيتم استحداثها للترويج المشروع والبرنامج النووى المصرى؟
ــ ندرس حاليا إقامة بعض الأنشطة المختلفة بالتنسيق مع الجانب الروسى أبرزها دراسة إجراء الجانب المصرى لمسابقة فوازير، خاصة بالمجال النووى وجار الإعداد للمحتوى التى سوف تتضمنها الفوازير بالتعاون مع الجانب الروسى، بالإضافة ايضا لإعداد الهيئة بالتنسيق مع الشركة الروسية المسئولة عن تنفيذ المشروع كتيب خاص بكافة الأسئلة الشائعة متضمنة الاجابات ايضا عن المشروع وكافة المعلومات المتعلقة به وكذلك الإجابة على المخاوف التى تسيطر على بعض المواطنين من خلال كتيب يتم إعداده باللغتين العربية والإنجليزية.
وتدرس هيئة المحطات إصدار كتيبات للأطفال بمختلف المراحل السنية والعمرية لشرح فكرة المجال النووى والمحطات النووية على أن يتم توزيعها على المدارس من خلال التنسيق مع وزارة التربية والتعليم .

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved