«الاسماعيلية السينمائى» يواصل رفضه قبول أفلام «المركز القومى» بمسابقات المهرجان

آخر تحديث: الأحد 15 سبتمبر 2019 - 9:31 م بتوقيت القاهرة

إيناس عبدالله

عصام زكريا رئيس المهرجان: لن أسمح بفتح الباب للقيل والقال.. وعلى أصحاب الأفلام البحث عن مهرجانات أخرى
نعرض هذه الأعمال خارج المسابقة تمسكًا بالحيادية والنزاهة.. و«القاهرة السينمائى» فعل الشىء نفسه

 


أبدى الناقد عصام زكريا، رئيس مهرجان الإسماعيلية السينمائى، استنكاره وغضبه من اعتراض عدد كبيرمن المخرجين العاملين بالمركز القومى للسينما ضد قراره الرافض لمشاركة أفلامهم فى المسابقات الرسمية للمهرجان الذى ينظمه المركز القومى، وذلك من توليه رئاسة المهرجان، وهو القرار الذى يحرمهم من فرصة المشاركة فى هذا الحدث السينمائى المهم والكبيرالذى يهتم بنوعية الافلام التى يقدموها سواء تسجيلية او روائية قصيرة أو رسوم متحركة، ورفعوا شعار «لا كرامة لنبى فى وطنه».
وفى تصريحات خاصة لـ«الشروق» قال عصام زكريا:
اجتمعت أكثر من مرة بالمخرجين الذين يعملون بالمركز الثائرين على هذا القرار، وشرحت لهم أسبابه وسر تمسكى به، لكن للأسف يبدو أن هذا الامر لم يقنعهم، فواصلوا إثارته مرة أخرى، ولكن حسما لهذا الجدل أؤكد للجميع اننى لن أعرض أى فيلم انتاج المركز القومى للسينما بمسابقات المهرجان.
واستطرد: ليس موقفا منهم أو اعتراضا على أفلامهم ومستواها، على الإطلاق، ولكن للأسف هناك كثيرون يتجاهلون قواعد المهنية، وفكرة تضارب المصالح والحيادية بشكل عام، فكيف آخذ أفلاما من الجهة التى تنفق على المهرجان وتموله وتختار أعضاء لجانه التحكيمية، ثم اجعلها تنافس أفلاما أخرى، فماذا لو ربح فيلم من هذه الأفلام، ألن أفتح باب النيران على المهرجان ويتسع المجال للقيل والقال، ويدعى البعض ان هذا الفوز جاء مجاملة للمركز القومى، او بالرشوة أو الضغط، وماذا لو لم يفز أى فيلم، ألن يتعرض المركز للسخرية من البعض باعتباره الجهة المنظمة وأفلامها دون المستوى!!
وأضاف الناقد عصام زكريا وهو لا يزال يتساءل: لماذا لم يضع هؤلاء الثائرون كل هذه الأسئلة فى عقولهم وهم يملئون الدنيا صراخا باعتبارهم مظلومين؟
وأكمل مجيبا: للأسف لا أحد يلتفت لهذه الأسئلة المشروعة جدا، لأن كل واحد فيهم ينظر للمسألة بمنظور شخصى فقط، دون الوضع فى الاعتبار أى معايير أخرى.
وردا حول فصل ادارة المهرجان عن المركز القومى وهو ما يضمن عنصر الحيادية والنزاهة كما يؤكد المخرجون الغاضبون قال الناقد عصام زكريا:
الفصل مقتصر على الأمور الفنية فقط لا غير، فكان هناك هدف استقلال المهرجان فنيا عن المركز نظرا لإنشغال رئيس المركز فى أمور كثيرة متشعبة، ورغبة أن يتولى هذا المنصب رجل يفهم فى السينما، لكن ما دون ذلك ليس هناك أى فصل، فكل الامور الادارية تدار بمعرفة المركز القومى بما فيها الامور المالية أيضا، ولذلك من يدعى ان هناك فصلا تاما، فهو لا يعرف شيئا.
واعترف «زكريا» أن هذا القرار لم يكن له وجود فى الدورات السابقة التى لم يتول رئاستها وقال:
قبل تولى رئاسة المهرجان، كانت أفلام المركز تشارك فى المسابقات الرسمية، لكن حينما توليت المسئولية أصدرت هذا القرار، وأنا متمسك به إلى أن أغادر هذا المكان، فتجربتى مع هذا المهرجان ممتدة لسنوات طويلة فلقد عملت به منذ عام 1995 تقريبا، حينما كان الناقد الراحل على أبوشادى يتولى المسئولية وشاركت فى فعالياته سواء كعضو فى لجنة المشاهدة او غيرها، وعليه فأنا أعرف كل ما كان يدور فى الكواليس، ورأيت بعينى حجم المشاكل التى كانت تحدث بسبب مشاركة أفلام المركز فى المسابقات الرسمية، فالأمر لا يقتصر على الأسباب التى ذكرتها فحسب بل هناك مشاكل عديدة تحدث بين المخرجين أنفسهم فإذا وقع الأختيار على فيلم لأحدهم هاج الآخرون وقالوا «اشمعنى» ثم يستغل البعض صداقته مع أعضاء لجنة المشاهدة لاختيار فيلمه، وأمور كثيرة اخرى، وفى النهاية نجد ان مرات قليلة جدا فاز بها فيلم من المركز بإحدى جوائز المهرجان وأذكر أن آخر جائزة حصل عليها المخرج محمود سليمان عن فيلم «يعيشون بيننا» منذ سنوات طويلة.
وتابع كلامه:
حينما أصبحت رئيسا للمهرجان كان قرارى المقتنع به تماما، بمنع مشاركة أفلام المركز فى المسابقات الرسمية، ولست وحدى فى هذا الشأن فالمنتج محمد حفظى رئيس مهرجان القاهرة السينمائى استشعر بالحرج لمشاركة احد أفلامه بمسابقات المهرجان لأنه بذلك سوف يضرب القاعدة الأساسية فى النزاهة والحيادية ويفتح باب الشبهات.
وأكد أنه لم يغلق الباب تماما أمام أفلام المركز القومى للسينما وقال: فى كل دورة توليت رئاستها قمنا بعرض كل افلام المركز، وذلك فى برنامج خاص خارج المسابقة، وأتصور أن الهدف الأكبر الذى يتحدث عنه مخرجون هذه الأفلام قد تحقق وهو أننا خصصنا نافذة عرض لأعمالهم، وهو ما يرغب فيه أى مبدع، لكن اذا كانوا يتحدثون عن فكرة المسابقة والجوائز والمكافآت وما إلى ذلك فهناك إدارة للمهرجانات داخل المركز القومى للسينما، دورها التواصل مع كل المهرجانات فى المنطقة العربية والدولية لإرسال أفلام المركز للمشاركة فى مسابقاتها، وأعتقد ان الفوز بجائزة فى مهرجان عربى او دولى له وقع كبير ومردود رائع يفوق بمراحل الفوز بمهرجان داخل مصر، فصاحب العمل حينها يرفع اسم مصر فى المحافل الدولية كما انه يحقق شهرة أكبر خارج حدود بلده، ولذلك فأنا مستغرب من سبب عدم توجه المخرجين الثائرين لـ «إدارة المهرجانات» ومطالبتهم بالسعى لمشاركة أفلامهم فى مهرجانات أخرى وحصد الجوائر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved