تقرير- بوكي عضو جديد في ملحمة «غلابة» الدوري الإنجليزي

آخر تحديث: الأحد 15 سبتمبر 2019 - 12:41 م بتوقيت القاهرة

محمد كمال

تألق الفنلندي تيمو بوكي لاعب نوريتش سيتي وقاد فريقه إلى فوز مفاجىء على مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي، أمس السبت، في الجولة الخامسة من المسابقة.

بوكي وصل إلى هدفه السادس مع نوريتش هذا الموسم، ليحتل المركز الثاني في ترتيب الهدافين، بفارق هدف واحد فقط عن كل من تامي أبراهام لاعب تشيلسي والأرجنتيني سيرجيو أجويرو هداف مانشستر سيتي ( 7 أهداف لكلا منهما).

ويوصف بوكي هذه الأيام بأنه نموذج للاعبين أصحاب الشهرة المتواضعة والأداء الكبير، أو مايطلق عليه في اللهجة المصرية "الغلابة".

هذا المصطلح يفرض نفسه حينما نتحدث عن هدافي الأندية المتواضعة والتي لا تطمح أنديتها سوى في إثارة بعض "الضوضاء" في الدوري الإنجليزي.

ولكن بوكي هو ليس أشهر "الغلابة" في تاريخ الدوري الإنجليزي، كونه ينتظره الكثير لإنجازه لينضم إلى تلك القائمة، ولكن مع هذا الأداء الرائع يمكن لصاحب الــ29 عاماً أن يسطر تاريخاً جديداً في الكرة الإنجليزية.

وفي السطور القادمة نستعرض أبرز نجوم "الغلابة" في تاريخ الدوري الإنجليزي منذ إنطلاقاته بنظامه وأسمه الجديد والذي أصبح مصدراً لإلهام الكثيرين حول العالم "البريمير ليج".

 

مات لي تيسير

 

يبدو من الوهلة الأولى أن صاحب هذا الأسم فرنسي الجنسية، لكن الحقيقة هي أن لي تيسير لعب في المنتخب الإنجليزي، رغم كونه ولد في جزيرة جيرنسي الواقعة في بحر المانش والقريبة جداً من فرنسا.

 

هذا اللاعب لم يلعب سوى في ثلاث أندية، واحد منها هو ساوثهامبتون في الفترة من 1986 وحتى 2002، أما الأسمين الأخرين، فقد لا يرقى كلاهما إلى كلمة نادي، فالأول هو ايستليج الذي ينافس في دوري الهواة،والثاني هو نادي جيرنسي في مسقط رأس اللاعب.

 

لي تيسير عرف طوال وقته مع ساوثهامبتون على أنه فرس الرهان في فريقه حينما يتعلق الأمر بالأهداف، ففي أول مواسم الدوري الإنجليزي في حلته الجديدة"البريمير ليج" في موسم 1992/1993، سجل اللاعب 15 هدفاً، ثم أتبعها بـ19 في الموسم التالي، ليصبح في طليعة هدافي المسابقة في هذين الموسمين.

 

كان لذلك اللاعب فرنسي الأسم جيرنسي الهوية وإنجليزي الهوى، ميزة كبيرة جداً في وقته، حيث كان يسدد بكلتا قدميه، كما أنه كان بارعاً في المرواغة وألعاب الهواء، فمن بين 209 هدفاً سجلها لساوثهامبتون، يمكنك أن تشاهد العديد من الأهداف ذات الطراز العالمي، خاصة هدفيه في شباك نيوكاسل في موسم 1993/1994 .

 

لم يكن ساوثهامبتون فريقاً منافساً على اللقب، لكن بالتأكيد كان لي تيسير أحد الهدافين المحبوبين في وقته، ولم يذكر التاريخ أبداً أنه كان مطلوباً لأندية أخرى، ليظل دائماً وأبداً البطل الشعبي ونصير "الغلابة" في الدوري الإنجليزي.

 

*افضل أهداف لي تيسير

 

 

كريس سوتون

 

سوتون (يمين الصورة) يحمل لقب الدوري الإنجليزي 1995 مع آلان شيرار في بلاكبيرن روفرز 

 

هذا المهاجم كان مفاجأة سارة في الدوري الإنجليزي في موسم 1993- 1994، حينما ظهر مع نوريتش سيتي الذي كان – رغم معاناته في ذلك الموسم- ممثلاً للكرة الإنجليزية في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حالياً)، بعد أن احتل المركز الرابع في الموسم السابق.

 

في أول ظهور لسوتون مع نوريتش سجل ثماني أهداف في موسم 1992-1993، لكنه في الموسم التالي سجل 25 هدفاً، مما جعل الصحف الإنجليزية والأندية في حالة صدمة من ظهور ذلك المهاجم الذي ولد في نوتنجهام وتألق في الفئات الشابة للمنتخب الإنجليزي.

 

سوتون كان واحداً من فريق نوريتش "التاريخي" الذي حقق فوزاً عظيماً على حساب بايرن ميونخ الألماني في قلب ملعبه الأوليمبي في أكتوبر 1993، النتيجة كانت 2 /1 لصالح الفريق الإنجليزي، ليتأهل الفريق إلى الدور الثالث، ليخسر أمام إنتر ميلان الإيطالي ويودع البطولة.

 

وعلى الرغم من أن سوتون بدأ مسيرته في نوريتش عام 1991، الا أنه لم يلفت الأنظار إليه بقوة الا في 1993، ولكن رغم أهدافه الكثيرة في ذلك الموسم، الا أن ذلك لم يمنع انهيار ترتيب فريقه إلى المركز الثاني عشر في الدوري.

 

هذا الموسم التاريخي(أوروبياً) كان كافياً لسوتون لينتقل في الموسم التالي إلى بلاكبيرن روفرز، ليلعب إلى جوار المهاجم "القنبلة" الان شيرار الذي كون معه ثنائياً رائعاً منح الفريق لقب الدوري الإنجليزي في موسم تاريخي 1994-1995.

 

في ذلك الموسم سجل سوتون 15 هدفاً في بطولة الدوري، فيما سجل شيرار 34 هدفاً، وعرفت ثنائية سوتون وشيرار إعلامياً بأسم "ساس"، حيث يمثل الحرف الأول أسم سوتون، والثاني والثالث الآن شيرار.

 

ومع كثرة إصاباته لم يعد مستوى سوتون كما كان، وحتى حينما انتقل إلى تشيلسي في صيف 1999 لم يقدم الكثير ليرحل فيما بعد في تجارب أخرى مع سيلتك الأسكتلندي وبرمنجهام سيتي وأستون فيلا، قبل أن ينهي مسيرته مع فريق روكسهام أحد أندية الهواة.

 

 

ستان كوليمور

 

 

هو أحد أعضاء فريق"المحللين" الكرويين الإنجليز المنتشرين في الوقت الحالي، كما أنه يكتب مقالات في صحيفة "ميرور" الشهيرة.

 

كان الظهور الأول لهذا المهاجم في صيف 1994، حينما عاد نوتنجهام فورست مجدداً للعب في الدوري الممتاز بعد موسم واحد فقط قضاه في الدرجة الثانية، وبينما الجميع يراهن على أسماء الآن شيرار وإريك كانتونا وغيرهم، برز هذا المهاجم بتسجيل 22 هدف مع الفريق الصاعد في أول موسم له.

الانطباع الأول كان كافياً لليفربول ليضم اللاعب في صيف 1995، ليتغلب على مشاكله الهجومية، حيث كبر سن ايان راش الهداف التاريخي للفريق، كما أن المهاجم الشاب وقتها روبي فاولر بحاجة إلى مساندة من مهاجم شجاع وجريء مثل كوليمور.

في أول مواسمه مع ليفربول كان كوليمور مثل "الرصاصة" التي تختلع قلوب المنافسين، فسجل في أول مباراة له بقميص"الريدز" في شباك شيفيلد وينزداي، ثم أتبع ذلك بإحصائيات تتحدث عن تسجيل هدفاً كل 2.5 مباراة مع الفريق، كما صنع العديد من الأهداف لشريكه روبي فاولر.

أحد أشهر أهداف كوليمور كان ضد نيوكاسل يونايتد في المباراة التي يعتبرها البعض أفضل مباراة في العقد الأول من الدوري الإنجليزي، ضد نيوكاسل في 1996، سجل اللاعب هدف الفوز في مباراة دراماتيكية انتهت 4 /3 لصالح الفريق الأحمر بعد شد وجذب مع الضيف"العنيد" الذي رفض الاستسلام في أكثر من مناسبة.

بعد تسجيله 28 هدفاً في 64 مباراة مع ليفربول، دخل اللاعب في العديد من الأزمات مع الصحافة والإعلام، وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير، هي أنه أحد أعضاء الواقعة الشهيرة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 1996 أمام مانشستر يونايتد، والمسماة بواقعة "سبايس بويز".

في البداية مصطلح "سبايسي بويز" أطلق على مجموعة من لاعبي ليفربول في أواسط التسعينات، كنوع من السخرية من نمط الحياة الذي كان ينتهجه بعض اللاعبين مثل جيمي ريدناب وروبي فاولر وجيسون ماكتير وبول اينس بالإضافة إلى كوليمور، حيث كانت الصحف الإنجليزية تسلط الضوء على عدم اهتمام هؤلاء اللاعبين بكرة القدم بشكل أساسي، والاهتمام المبالغ فيه بقصات الشعر الجديدة واقتناء السيارات الفارهة وغيرها.

 في نهائي كأس الاتحاد الاتحاد 1996، أرتدى لاعبو ليفربول بذلات خاصة من ماركة "أرماني" الإيطالية الشهيرة، قبل بداية المباراة، مما أثار حفيظة الإعلام وحتى جمهور ليفربول الذي أتهم اللاعبين بعد التركيز على تحقيق اللقب والنظر فقط للملابس، وما زاد الأمور سوءاً هو أن ليفربول خسر المباراة 1 / صفر.

بسبب تلك الواقعة جرى بيع كوليمور إلى أستون فيلا، وبعدما كان ذلك اللاعب رمزاً للاعبي كرة القدم الكادحين والمكافحين مع الأندية المتوسطة، طارده مصطلح "سبايسي بويز" طوال مسيرته التي انتهت في 2001 مع فريق ريال أوفيدو الإسباني.

 

ديون دبلين

 

لا يكفي أن تكون لاعباً رائعاً او فذًا حتى تكون في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد تحت قيادة السير أليكس فيرجسون، بل يجب عليك دائماً ان تكون في تطور مستمر حتى تحظى بثقته، هكذا كان وضع ديون دبلين مع "الشياطين الحمر" حيث لم يشارك كثيراً مع الفريق ليجري بيعه إلى كوفنتري سيتي في صيف 1994.

سجل دبلين مع كوفنتري 61 هدفاً في 146 مباراة في الدوري الإنجليزي، حيث اعتبر في ذلك الوقت أحد الأسباب التي يستخدمها منتقدي أليكس فيرجسون ضده، وعلى الرغم من أن تألقه لم يكن كافياً لإدانة السير، فقد كان دبلين أحد الأسماء المرغوبة بشدة لدى الأندية الإنجليزية.

 في 1998 انتقل دبلين إلى أستون فيلا، حيث شارك في 155 مباراة وسجل 48 هدفاً، وشكل ثنائية رائعة مع ستان كوليمور في ملعب "فيلا بارك"، قبل أن ينتقل إلى ليستر سيتي وسيلتك الأسكتلندي ثم يختتم مسيرته في الفريق الذي بدأ به نوريتش سيتي.

 

كيفين فيليبس

 

في موسم 1999-2000 كان ساندرلاند صاعداً لتوه إلى "البريمير ليج" بعد غياب طويل دام لسنوات،وقدم في عودته تلك ، موسماً رائعاً شهد حصوله على المركز السابع في نهايته، الفضل كله يرجع إلى هداف الدوري الإنجليزي في ذلك الوقت كيفين فيليبس.

 

بدأ مسيرته بشكل متواضع مع نادي هواة أسمه بلاكوود تاون، ثم انتقل إلى واتفورد حيث تألق بشدة وجذب أنظار ساندرلاند الساعى إلى العودة إلى الدوري الإنجليزي في عام 1997.

في أول مواسمه مع الفريق سجل 35 هدفاً في كل البطولات، وفي ثاني المواسم عزف سيمفونية صعود فريقه إلى "البريمير ليج" بتسجيل 25 هدفاً، أما الظهور الأول في الدوري الإنجليزي فهو قصة أخرى.

 

سجل فيليبس 30 هدفاً في أول ظهور لساندرلاند في عصر"البريمير ليج"، وذلك على الرغم من أن أحد المحللين في التلفاز رودني مارش( لاعب سابق في كوينز بارك رينجرز ومان سيتي)، توقع أن يعاني ذلك اللاعب في تسجيل 5 أو 6 أهداف، الا ان فيليبس فاق كل التوقعات، وتفوق على أسماء أخرى موجودة وهي ليست بالأسماء الصغيرة مثل أندي كول ودوايت يورك (مان يونايتد) روبي فاولر (ليفربول) جيانفرانكو زولا( تشيلسي) تيري هنري ودينيس بيركامب (أرسنال)، وآلان شيرار(نيوكاسل).

 

كان فيلبيس نموذجاً للتحدي في ذلك الموسم ورفع سقف التوقعات للاعبين الذين يأتون مع أنديتهم من الدرجة الأولى ويحاولون البقاء في "البريمير ليج"، لكن مسيرته عرفت تقلبات كثيرة حيث هبط ساندلاند في 2003 ورحل اللاعب إلى ساوثهامبتون ومنه إلى أستون فيلا ووست بروميتش، حتى استقر به المقام في ليستر سيتي عام 2014 حيث أعتزل اللعب نهائياً.

 

جيمي فاردي

 

جيمي فاردي المولود في مدينة شيفيلد شمال غرب إنجلترا، لم يكن يعلم تماماً وهو يبدأ مسيرته الكروية مع فريق ستوكبريدج بارك ستيل أحد أندية الهواة في عام 2007، أنه سيتوج بلقب الدوري الإنجليزي ويكون وصيفاً في ترتيب هدافي الدوري بعد تسع سنوات من بداية مسيرته.

هذا اللاعب قصة كفاح حقيقية، فقد لعب في ستوكبريدج هذا ولم يوفق كثيراً طوال ثلاث أعوام، لينتقل إلى فريق أخر في دوري الهواة وهو هالفيكس تاون حيث سجل 26 هدفاً في 37 مباراة، وهو ما يعد رقماً مميزاً بالنسبة للاعب في دوري هواة.

أنتقل فاردي إلى ناد آخر كمكافأة له على تألقه، لكنه لم يكن في الدوري الممتاز أو حتى في الدرجة الأولى، أنه فقط ناد فليتوود تاون الذي ينافس في دورة الهواة أيضاً، لكنه أعلى في المستوى من سابقيه.

في موسم واحد مع فليتوود سجل فاردي 34 هدفاً في كافة منافسات هذا الفريق، ليجذب أنظار ليستر سيتي الذي هبط في 2004 ولازال يبحث عن العودة إلى الواجهة منذ ذلك الحين( عام 2012)، الصفقة لم تكلف الفريق الأزرق سوى مليون جنيه إسترليني فقط.

في أول مواسمه مع ليستر سجل فاردي 5 أهداف فقط في كل البطولات، بداية غير مشجعة، لكنها البداية فقط، حيث تألق في الموسم التالي وسجل 31 هدفاً، ليصبح أمل الفريق في الصعود مجدداً إلى دوري الأضواء والشهرة.

في يناير 2013 تعاقد ليستر مع الجزائري رياض محرز قادماً من لوهافر الفرنسي، وهي كلمة سر أخرى في مسيرة فاردي، حيث أصبح النجم الجزائري أحد أسباب تألقه بمساهماته العديدة وصناعة العديد من الأهداف لفاردي.

عاد ليستر إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في 2014، وكعادة أغلب الفرق الصاعدة، لم يوفق الفريق الأزرق واحتل المركز الثالث عشر بحلول نهاية الموسم، لكن ما حدث في الموسم التالي هو الجنون بعينه.

جيمي فاردي سجل 24 هدفاً في 36 مباراة شارك بها في بطولة الدوري، ليقود ليستر إلى لقب "البريمير ليج" للمرة الأولى في تاريخه، وللمرة الأولى في تاريخ مدربه كلاوديو رانييري الذي فشل في الفوز باللقب مع فريق أكبر من ليستر وهو تشيلسي.

في الموسم التالي لفوز ليستر باللقب توقع الجميع رحيل فاردي إلى جانب كانتي الذي اختار اللعب لتشيلسي، فيما تأرجح موقف رياض محرز قبل أن يفضل البقاء في الفريق الأزرق في الموسم التالي.

كان فاردي قريباً من الانتقال إلى أرسنال في صيف 2016، لكنه رفض في اللحظات الأخيرة، ليبقي في فريقه رغم كل الانتقادات، وحتى يومنا هذا، لازال إبن شيفيلد يصنع المجد مع ليستر على مستوى الأرقام الفردية، ومع وصوله إلى عامه الثاني والثلاثين وقرب انتهاء مسيرته لن ينسى أحد أبداً أن فاردي هو أحد أشهر "الغلابة" في عالم كرة القدم الإنجليزية والأوروبية.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved