بعد طفرة التحديثات بأنظمة السيارات.. هل يمكن أن تغني عن وجود السائق؟

آخر تحديث: الثلاثاء 15 سبتمبر 2020 - 5:10 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

شهدت أسواق السيارات خلال السنوات الأخيرة طفرة في التصنيع، حيث تتسابق شركات السيارات العالمية العملاقة في تزويد السيارات الحديثة بأنظمة إحترافية وتقنيات عالمية تهدف لمساعدة السائقين في قيادة السيارة وعدم تكبد معاناة السواقة، بل وكثرت التجارب لإطلاق مركبات ذاتية القيادة قادرة على استشعار البيئة المحيطة بها والملاحة دون تدخل بشري.

ورغم سعي العديد من الشركات إلى تطوير العديد من المركبات الذاتية القيادة، لكن حتى الآن، فإن المركبات المصرح لها بالسير في الطرقات العامة ليست ذاتية القيادة تماما، فتصنيع واستخدام السيارات ذاتية القيادة يواجه عقبات وتحديات تقنية عديدة.

ولكن.. هل يمكن للتقنيات الجديدة في السيارات أن تحل محل السائقين؟

وفقا للجمعية الأمريكية السيارات، وهي رابطة اتحاد لنوادي السيارات في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، فإن العديد من السيارات الحديثة تمتلك تقنيات جديدة تندرج تحت أسماء أوتو بايلوت وبرو بايلوت، أو ما تعرف بالطيار أو المرشد الآلي، وهو تجمع للأنظمة الميكانيكية والهيدروليكية والكهربائية تستخدم لإرشاد المركبة في محاولة لتوجيهها بدون الحاجة لمساعدة بشرية، وبالرغم من الاعتقاد السائد بأن الطيران الآلي يستخدم خصيصا للطائرات، إلا أنه يستخدم في السيارات والسفن ومركبات الفضاء وحتى الصواريخ الموجهة، ولكنه لا يزال يحتاج إلى مساعدة بشرية خاصة في السيارات.

محطة "دبليو إف إم دي" الإذاعية الأمريكية نقلت عن راجينا علي، مديرة الشؤون الحكومية والعامة لإقليم الأطلسي الأوسط في الجمعية الأمريكية السيارات، إن بعض تجار السيارات يبالغون في وصف واعتماد التقنيات الجديدة كطريقة لزيادة مبيعات السيارات، مؤكدة أن على سائقي السيارات فهم أن هذه التقنيات تساعد السائقين عندما يكونون خلف عجلة القيادة؛ ولا تقوم بالقيادة نيابة عنهم.

وأضافت مديرة الشؤون الحكومية والعامة بالجمعية أن "بعض التقنيات بالسيارات وخاصة أوتو بايلوت وبرو بايلوت، أو ما تعرف بالطيار أو المرشد الآلي تعطي لسائقي السيارات فكرة خاطئة مفادها أنه لا يتعين عليهم القيادة بشكل كامل، وأن السيارة ستعتني بنفسها نوعًا ما"، لتتابع مؤكدة أن "تلك الفكرة خاطئة بالتأكيد".

وتستكمل على أنه عند شراء السيارات الحديثة المزودة بتلك الإمكانيات فيوجد أمام السائق خطة للقيادة أطلقت عليها جمعية السيارات "PLAN"، وهي اختصار لـ هدف، وتقييد، وسماح، وأبدا، موضحة أنه يجب على سائقي السيارات معرفة الغرض من هذه التقنيات الجديدة في سيارتهم عن طريق قراءة دليل المالك والذهاب إلى موقع الشركة المصنعة للحصول على مزيد من المعلومات.

ووفقا للموقع، فعلى سبيل المثال تقوم تقنية "سماح" بإتاحة الوقت لإجراء اختبار آمن على الطريق لتكنولوجيا القيادة في السيارة، حتى يعرف سائقي السيارات بالضبط كيف تعمل السيارة في حال الاعتماد على تقنيتها في القيادة لفترة، ولكن نصحت على بعد الاعتماد عليها حتى إذا كانت موجودة في السيارة: "إننا لا نريد أن يعتمد عليها سائقي السيارات، بدلاً من ذلك، عليهم التعامل كما لو أن السيارة لا تحتوي عليها، حتى يكون السائق مستعد دائمًا لاستعادة السيطرة على السيارة إذا لزم الأمر".

وطالبت مديرة الشؤون الحكومية والعامة بالجمعية السائقين والمالكين الجدد عدم الخلط بين نظام القيادة النشط ونظام القيادة الذاتية، الذي لم يعتمد رسميا حتى الآن في السيارات، مشددة على أن تقنيات السيارات الجديدة تساعد سائقي السيارات ولا تغني عنهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved