المستشار الألماني يغالب دموعه وهو يتحدث عن جرائم النازيين بحق اليهود
آخر تحديث: الإثنين 15 سبتمبر 2025 - 10:03 م بتوقيت القاهرة
ميونخ (د ب أ)
أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس، عن شعوره بالصدمة حيال ما اعتبره عودة لتأجج معاداة السامية في بلاده مرة أخرى.
جاء ذلك خلال حضوره مراسم إعادة افتتاح كنيس "رايشنباخ شتراسه" في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا حيث بدا وكأنه يغالب دموعه وتقطع صوته أثناء إلقاء كلمته التي استذكر فيها ما وصفه بـ"الجرائم غير الإنسانية التي ارتكبها النازيون بحق يهود".
وقال رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي: "أريد أن أقول لكم كم يخجلني ذلك، كمستشار لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وكألماني، وكابن لجيل ما بعد الحرب، كطفل نشأ على أن شعار لن يتكرر أبدا واجب والتزام ووعد".
وأضاف ميرتس: "على مدار فترة طويلة، أغمضنا أعيننا في السياسة والمجتمع عن حقيقة أن جزءًا كبيرًا من الذين جاؤوا إلى ألمانيا في العقود الأخيرة نشأوا في بلدان يُعتبر فيها العداء للسامية عقيدة رسمية للدولة، ويُلقَّن الأطفال فيها كراهية إسرائيل".
وأعرب ميرتس عن أمنيته في أن "يعيش اليهود في ألمانيا يومًا ما مرة أخرى دون الحاجة إلى حماية الشرطة"، مضيفًا: "يجب ألا نعتاد حقيقة أن ذلك كان ضروريًا على ما يبدو منذ عقود".
وأكد: "من هذا المكان أعلن باسم الحكومة الاتحادية بأكملها الحرب على كل أشكال معاداة السامية، القديمة والجديدة، في ألمانيا".
يُذكر أن الكنيس أعيد افتتاحه بعد نحو 87 عامًا من تدميره على يد النازيين. وكان المهندس المعماري جوستاف مايرشتاين قد شيد مدرسة رايشنباخ عام 1931 على طراز العمارة الحديثة. وكان الكنيس تعرض لأضرار شديدة في الليلة التي تُعْرَف بـ ليلة البلور (مصطلح يُسْتَعْمَل للإشارة إلى عمليات نظمها ونفذها النازيون ضد مصالح وبيوت يهودية في ألمانيا) في التاسع من نوفمبر من 1938.
وفي عام 1947 جرى ترميم قاعات الكنيس بشكل مؤقت، وتم استخدامه حتى اكتمال بناء كنيس "أوهيل ياكوب" الكبير عام 2006، وبعد ذلك ظل الكنيس مهجورا.
وفي وقت لاحق أُعِيْدَ ترميم الكنيس بمبادرة من راشيل سلاماندر ليطابق شكله الأصلي بأكبر قدر ممكن حيث جاء بطراز بسيط يضم مقاعد خشبية متواضعة، وجدرانًا ملوّنة، ونوافذ زجاجية ملوّنة مرسومًا عليها رموز دينية ومقتطفات من المزامير.