ضياء رشوان: الإعلام قد يؤدي إلى إنجاح أو تخريب مفاوضات سد النهضة

آخر تحديث: الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 - 6:16 م بتوقيت القاهرة

محمد علاء

قال الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن الإعلام أصبح له تأثير مباشر على مفاوضات سد النهضة، وهو كشف ما يجري فيها والتأثير عليها، مؤكدًا أن الإعلام قد يؤدي أحيانًا إلى إنجاح المفاوضات أو تخريبها، وبالتالي على المفاوض أن يأخذ ه في الحسبان.

ودعا وسائل الإعلام إلى الاعتماد على البيانات الرسمية لنشر المعرفة والمعلومات، مع ضرورة الاستمرار في التوازن في عرض الموضوعات.

كما طالب رشوان بأن يكون الموقف المصري في التفاوض حاسمًا، وكل الاحتمالات متاحة.

وعرض رئيس الهيئة العامة للاستعلامات خلال مؤتمر سد النهضة بين فرض الأمر الواقع ومتطلبات الأمن القومي الذي نظمه المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أشكالا من التغطية الإعلامية لمفاوضات سد النهضة في وسائل الإعلام الإثيوبية والسودانية والإفريقية والأمريكية والأوروبية.

وأوضح أن الإعلام الإثيوبي لم ينشر خلال الفترة التي سبقت الإعلان عن فشل المفاوضات سوى 3 موضوعات عن الأمر، ثم نشر أحد عشر موضوعا بعد الإعلان، منها: 7 باللغة الأمهرية، و4 بالإنجليزية.

وأضاف أن الإعلام الإثيوبي ركز على البيانات الرسمية لأديس أبابا، ونشر التصريحات الرسمية الصادرة من الرئيس المصري وتصريحات وزير الري.

وتابع أن الإعلام الإثيوبي كان مساندا وناشرا لكل وجهات نظر الدولة، من حجج تُطرح بشكل متوالي متعلقة بالحقوق الإثيوبية في الحصول على الكهرباء دون أن يتطرق إلى نقد الموقف المصري.

وأوضح أن نقد الإعلام الاثيوبي ركز على نقد الدولة المصرية في إعلانها عن فشل المفاوضات، وأنه عزا إلى مصر سبب هذا الفشل وعدم الاستماع إلى آراء أخرى وتعنت مصري في هذا الشأن.

وأضاف رشوان أن الإعلام الإثيوبي تعامل مع اقتراح مصر بوجود طرف رابع، وكان واضحًا في رفضه لهذا الأمر.
وأشار إلى أن بعض الإعلام الاثيوبي انتقد نظيره المصري؛ لأنه حمّل الدولة الإثيوبية مسئولية فشل المفاوضات.
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إن الإعلام الإثيوبي حرص على إصرار أديس أبابا على استكمال السد وأن بناءه بالنسبة للإثيوبيين قضية رئيسية، وأنه حاول تصدير انطباع عن وجود توافق إثيوبي سوداني.

أما الإعلان السوداني فلم يكون هناك تناول كثيف للقضية؛ إذ نشر 23 موضوعا، أي بمتوسط يومي مقالتين ونصف، بحسب رشوان.

وأوضح أنه بدأ تناول الأزمة بالتدرج، وعرض جميع رؤى الأطراف، ومع إعلان وجود أزمة بدأ يميل إلى موقف غير مساند لمصر، وبعد إعلان فشل المفاوضات طرح حجج تتعلق بالتعنت المصري والاتفاقيات الاستعمارية.
وأضاف أن الاتجاه العام للإعلام السوداني كان متوازنًا في عرض الأزمة، إذ عرض البيانات الرسمية المصرية والإثيوبية دون اجتزاء أي منها.

وتابع: كما اتفق الإعلام السوداني مع نظيره الإثيوبي حول قضية وجود طرف رابع، إذ كان رافضًا لهذه الفكرة ويريد أن تبقى المفاوضات بين الأطراف الثلاثة فقط.

وقال إن الإعلام السوداني عرض كل البدائل والخيارات المطروحة أمام مصر من أدناها إلى أقصاها دون انحياز أو انتقاد، ولم يهمل التعنت الإثيوبي في تناول مواقف أديس أبابا في ملء خزان السد واستخدم مصطلح "التعنت الإثيوبي".

أما عن تغطية الإعلام الدولي لقضية سد النهضة، فأوضح رشوان أنه لم ينشر شيئا منحازا لأي طرف من الأطراف، ففي كل الوكالات والمؤسسات الإعلامية الكبرى لم يحظ الموضوع باهتمام مكثف من الإعلام الدولي، واتسم التناول بالتوازن.

وأضاف أن وسائل الإعلام الإفريقية كان الاتجاه بها متوازنًا إلا في حالة واحدة وهي عندما طرح الحل العسكري كضمن الحلول والبدائل، فكان الموقف يميل إلى الموقف الإثيوبي.

وتابع: كما ركز الإعلام الإفريقي على أن يتم الحل بين الدول الثلاثة وألا يكون هناك طرف رابع.

وأشار إلى أن الإعلام الأوروبي والروسي ممثلًا في وكالة الأنباء الروسية عرضت الموقف المصري وتبنته، بينما اعتمدت وسائل الإعلام الأمريكية على وكالات الأنباء وليس مراسليها وهذا يدل على قلة الاهتمام بالموضوع.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved