لبنان وغزة واليمن.. كيف أصبحت المّسيرات سلاحا فعالا ضد جيش الاحتلال؟
آخر تحديث: الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 - 10:27 ص بتوقيت القاهرة
منال الوراقي ومحمد حسين
نفذ حزب الله اللبناني عملية نوعية، مساء الأحد الماضي، بإطلاق طائرة مسيرة استهدفت معسكر تدريب للواء جولاني بجيش الاحتلال الإسرائيلي في بنيامينا جنوب حيفا، ما أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيلين وإصابة العشرات بينهم حالات حرجة، ما يعد الخسارة الأكبر في صفوف جيش الاحتلال خلال يوم واحد منذ بداية الحرب.
• جيش الاحتلال: هجوم صعب ومؤلم
ووصف هرتسي هاليفي رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الهجوم بأنه كان صعبا ومؤلما، وذلك أثناء تفقده للقاعدة.
وقال المتحدث باسم الجيش الاحتلال، دانيال هاجاري: "سندرس ونحقق في حادثة اختراق طائرة بدون طيار للقاعدة دون سابق إنذار، إن تهديد الطائرات بدون طيار هو التهديد الذي واجهناه منذ بداية الحرب.
وفي سياق تصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال، بأن المسّيرات هي التهديد الصعب الذي واجهته إسرائيل على امتداد العام الماضي، نستعرض في التقرير التالي أبرز عمليات المسيرات التي نفذت ضد الاحتلال الإسرائيلي من جبهات القتال المتعددة.
• الهدهد.. لقطات لمواقع عسكرية إسرائيلية حساسة
في أواخر يونيو الماضي، نشر حزب الله مقطعا مدته 9 دقائق لمسيّرة الهدهد يتضمن مسحا دقيقا لمناطق بشمالي الأراضي المحتلة، وظهرت فيه مشاهد جوية لمدينة حيفا.
وتضمنت المشاهد، لقطات لمجمع الصناعات العسكرية لشركة "رافائيل" ومنطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة حيفا العسكرية وميناء حيفا المدني ومحطة كهرباء حيفا ومطار حيفا وخزانات نفط ومنشآت بتروكيميائية، كما ظهر مبنى قيادة وحدة الغواصات وسفينة "ساعر 4.5" المخصصة للدعم اللوجستي وسفينة "ساعر 5.
وفي يوليو الماضي، نشر حزب الله مقطعا مصورا بطائرته المسيّرة "الهدهد" خلال عملية استطلاعية قال إنها فوق قاعدة "رامات ديفيد" الجوية الإسرائيلية التي تبعد نحو 50 كيلومترا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
• غزة.. طنين مسيرات المقاومة يزعج دفاعات الاحتلال
وفقا لتقرير نشر على موقع "بلومبرج" الأمريكي، تم الكشف عن أن المقاومة الفلسطينية تستخدم مسيرات رخيصة الثمن مجهزة بمتفجرات لتدمير كاميرات وأنظمة اتصالات بالإضافة إلى بنادق يمكن التحكم بها عن بعد. هذه الاستخدامات كشفت ثغرات في أنظمة الدفاع العالية التقنية التي يستخدما الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يمثل تحديا للتقنيات المتقدمة التي تستخدمها بعض القوى في العالم.
ووفقًا لكاتبة التقرير ماريسا نيومان، فإن الجنود على الحدود الجنوبية للاحتلال تفاجأوا بوجود طنين غير مألوف، حيث امتلأت السماء فوق السياج الحدودي بمسيرات تجارية رخيصة المكلفة التي يمكن شراؤها من الإنترنت مقابل مبلغ بسيط لا يزيد على 6500 دولار، بينما تبلغ قيمة السياج الحدودي الإسرائيلي مليار دولار.
• اليمن.. مسيرة يافا تضرب عمق تل أبيب
ودخلت جماعة الحوثي دائرة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى، وذلك من خلال عمليات متعددة استخدمت فيها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، والتي أتى بعضها بخسائر كبيرة لجيش الاحتلال.
وفي يوليو الماضي، استعرض تقرير للقناة 12 الإسرائيلية معلومات استخبارية جديدة عن الهجوم بطائرة مسيرة انطلقت من اليمن وانفجرت في تل أبيب وتسببت في مقتل مواطن إسرائيلي وعدد من المصابين.
وسردت القناة في تقريرها المرفق بخريطة توضيحية تفاصيل عن مسار الطائرة المسيرة التي سلكت طريقا جديدا حيث انطلقت من اليمن، وعبرت إريتريا ومن ثم السودان وليبيا وانحرفت شرقا عبر البحر الأبيض المتوسط، ومن هناك إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.
وأعلنت جماعة الحوثي مسئوليتها عن الهجوم، وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع إن المسيرة من "طراز يافا لا تستطيع الرادارات كشفها"، مؤكدا أن الجماعة تملك بنك أهداف في فلسطين المحتلة، وأنها ستمضي في ضربها تباعا.
"ذكرت تقارير إسرائيلية أن الطائرة المسيرة "يافا" تشبه إحدى مسيرات "صماد" التي يمتلكها الحوثيون، حيث قطعت مسافة تصل إلى 2000 كيلومتر وتجاوزت نظم الرصد الإسرائيلية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أنها حلقت في مسارات غير تقليدية، مما أثر سلبًا على أنظمة الرصد الإسرائيلية.
ووفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، صممت رأس الطائرة الحربية المتفجرة التي تزن عدة كيلوجرامات بشكل يتناسب مع الرحلة الطويلة المتوقعة، حيث بلغ وزن الطائرة حوالي 10 كيلوجرامات، وقطعت مسافة تصل إلى تل أبيب خلال رحلة استمرت حوالي 10 ساعات من اليمن.
• المقاومة في العراق تدخل على الخط
وفي الأسبوع الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم عن مقتل اثنين من جنوده من لواء جولاني بشمال إسرائيل.
فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الهجوم ناتج عن طائرة مسيرة انطلقت من العراق.
وأفادت إذاعة الاحتلال، بأن الجنديين الإسرائيليين اللذين أعلن عن مقتلهما كان نتيجة انفجار طائرة بدون طيار انطلقت من العراق في قاعدة عسكرية شمال الجولان، مضيفة أن الضربة بالطائرة العراقية تسببت أيضا بإصابة 23 جنديا آخر.
وتزامنا مع الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، دعا الأمين العام لكتائب حزب الله العراقي، أحد مكونات المقاومة الإسلامية في العراق، أبو حسين الحميداوي، فصائل المقاومة الإسلامية إلى الاستعداد لاحتمال توسع الحرب مع إسرائيل والاستمرار بتوجيه الضربات المركزة لها وفتح جبهات جديدة من عمليات استنزافها، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.