السفير الفرنسي في القاهرة: لا تغيير في إجراءات الدخول عبر المطارات.. و«شينجن» لا تزال سارية

آخر تحديث: الإثنين 16 نوفمبر 2015 - 11:50 ص بتوقيت القاهرة

• الإرهاب لم يعزل فرنسا والاختلاف فقط في إجراءات الدخول من المنافذ البرية داخل أوروبا
• السفير الفرنسي ينفي وقف العمل بتأشيرات «شينجن» أو العمل على منحها
قال السفير الفرنسي في القاهرة، آندريه باران، إنه من المبكر الحديث عن طبيعة المواقف السياسية التي ستتخذها الدولة الفرنسية في أعقاب الهجمات الدامية يوم الجمعة في العاصمة باريس، غير أنه أكد أن حتى الآن لم يتم اتخاذ إجراءات «روجت لها بعض الشائعات ونتجت عن خيالات البعض تفيد بأننا انعزلنا عن العالم».

باران الذي تحدث للصحفيين بمقر السفارة بالجيزة، أكد أن تأشيرة الدخول «شينجن» مازالت سارية ولم يتم التوقف عن منحها، رافضا الحديث عن أية إجراءات للتشدد في منح هذه التأشيرة التي تشمل عددا من الدول الأوروبية، مؤكدا أن إجراءات منح التأشيرة ما زالت سارية كما هي، وأن ما أثير حول وقف السفر لفرنسا غير صحيح بالمرة.

وقال باران «لم تتغير إجراءات الدخول عبر المطارات ولكن أصبحت هناك نقاط لفحص جوازات السفر والهويات عند المنافذ البرية بين فرنسا والدول الأوروبية».

من ناحية أخرى قال باران إن الدولة الفرنسية تجري التحقيقات في هجمات الجمعة الدامية ويجب التحلي بالصبر قبل الخلوص إلى أية نتائج أو استنتاجات أو الحديث عن أية إجراءات يمكن أن تشمل أي تغيير محتمل في السياسات الداخلية أو الخارجية بما في ذلك مواقف فرنسا إزاء الأوضاع في إفريقيا أو الشرق الأوسط أو إزاء مكافحة الإرهاب.

وبحسب ما صرح به باران في رده على أسئلة الصحفيين، فإن ما حدث يوم الجمعة في باريس لن يثني فرنسا عن الاستمرار في محاربة الإرهاب، بل بالعكس سيزيد فرنسا إصرارا على المضي قدما في هذا المسار.

وقال السفير الفرنسي إن فرنسا كانت تعلم أنها مستهدفة، وأن أحداث يناير (شارلي إبدو) أكدت أن الاستهداف واقع قابل للحدوث وقابل للتكرار بسبب المواقف الفرنسية من رفض التشدد ومحاربة
الإرهاب «ولكن أحدا لا يستطيع دوما أن يجزم أين ستقع الهجمة التالية»، وأشار إلى أن «الجديد في هذه الهجمات هو وقوع عمليات انتحارية على الأراضي الفرنسية وهو أمر جديد، ما يمثل تطور لا يمكن التقليل من شأنه».

وأشار باران أن فرنسا ليست مستعدة على الإطلاق للتنازل عن الدور المهم الذي تلعبه من أجل مكافحة الإرهاب والتوصل لتسويات سياسية بما في ذلك الوضع المعقد في سوريا.

وقال باران إن أحدا لا يمكن أن يقلل من أثر الوضع في سوريا على الممارسات الإرهابية ولكن في الوقت نفسه لا ينبغي صياغة الوضع ليبدو كما لو أن الإرهاب بدأ فقط مع الأزمة السورية، وأشار إلى أن فرنسا التي كانت لها مواقف واضحة لا يمكن تأويلها برفض الحرب على العراق، كانت مدركة تماما لما ستجلبه هذه الحرب من تبعات، غير أنه من غير الواقعي في الوقت نفسه إرجاع كل ما يحدث الآن للحرب على العراق كما أنه من غير الواقعي قصر أسباب الإرهاب على الوضع في سوريا.

وقال باران إن هناك مشاورات سياسية متزايدة ومكثفة تجري في فيينا وأماكن أخرى بهدف التوصل لتسوية سياسية تخلق بديلا سياسيا مقبولا لكافة أطياف الشعب السوري، لأن هذا هو الضمان الوحيد لأن تنتهي الحرب في سوريا لا أن تستمر بصورة مختلفة.

وأضاف باران أن هناك وجهات نظر متباينة بين الأطراف المعنية حول مكونات التسوية السياسية للوضع في سوريا، بين من يرى أنه يجب استبعاد بشار بالكامل، ومن يظن أنه يمكن التوصل لحل دون استبعاد بشار، وأضاف أنه ليس من الحكمة الحديث عن أية تغييرات مفاجئة أو غير منسقة بين كل الأطراف في سوريا.

وبحسب السفير الفرنسي في القاهرة فإن استمرار تدهور الوضع في سوريا منذ بداية المطالبات بالتغيير في 2011 وحتى اليوم، مرورا بظهور داعش هناك قبل نحو عام، سمح بتدفق أعداد كبيرة من المتطرفين إلى سوريا، بما في ذلك مواطنيين فرنسيين من الشباب، لافتا إلى أنه يجري التعامل بإدراك كامل مع هذا الوضع في السياقات القانونية.

ورفض باران بصورة قطعية القول إن مشهد الجمعة الدامي في باريس جاء نتيجة تخاذل الغرب عن تقديم دعم حقيقي للتحول الديمقراطي مع بدايات الربيع العربي، في إطار حسابات سياسية خاطئة سمحت باستمرار النظم السلطوية، ما سمح بالتالي بتفاقم التطرف والتشدد الذي ينشأ في السياقات السلطوية، وقال إن فرنسا والعديد من الدول الغربية قدمت الدعم الممكن للمطالب الديمقراطية بما في ذلك سوريا، ولكن تفاصيل الواقع على الأرض كانت لها مقتضيات، لافتا إلى أن هناك دولا في منطقة الربيع العربي تحركت بوضوح نحو الديمقراطية، «غير أن ذلك لم ينف أن تكون هناك حركات مسلحة وعنيفة تمارس العنف على أراضيها مثل تونس».

من ناحية أخرى قال باران إن المهاجرين القانونيين وأصحاب حقوق الإقامة في فرنسا لن يتعرضوا لأي ضغوط أو تشديدات، كما أنه شدد على أن من المبكر جدا الحديث عن تشديد إجراءات قبول اللجوء أو الإقامة القانونية في فرنسا، لافتا إلى أن الحكومة الفرنسية ستتخذ الإجراءات اللازمة لتوفير الحماية لمواطنيها بحسب المسموح به قانونا.

وفي سياق آخر قال باران إنه غير معني كثيرا بالتعليقات «التي جافاها التوفيق» والتي صدرت من بعض الإعلاميين حول الهجمات الدامية ليوم الجمعة في باريس، واصفا إياها بأنها «معزولة» في سياق واضح من التعاطف والدعم، لمسه ليس فقط على المستوى الرسمي ولكن أيضا على مستويات شعبية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved