المخابرات السودانية تعتذر وتكشف كواليس تمرد هيئة العمليات

أعرب جهاز المخابرات العامة السوداني عن أسفه العميق لأحداث التمرد التي نفذتها عناصر في هيئة العمليات التابعة للجهاز يوم الثلاثاء الماضي، وأنهاه تدخل القوات المسلحة، لافتاً إلى أن المدير العام للجهاز الفريق أول أبو بكر دمبلاب، قدم استقالته لرئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لإفساح المجال لقيادة جديدة تتولى مهام رئاسة الجهاز في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة.

وقال جهاز المخابرات السوداني، في بيان اليوم الخميس، إنه بعد التغيير الذي شهدته البلاد، وانحياز القوات النظامية مجتمعة لخيار الشارع ومطالب الشعب، وجه المجلس العسكري (السابق) بإعادة هيكلة الجهاز ليكون مختصاً بجمع وتحليل المعلومات، وتم في أواخر يوليو الماضي تغيير اسم الجهاز إلى جهاز المخابرات العامة، كما صدر قرار بحل هيئة العمليات، وشرعت لجنة مختصة من الجهاز في تصنيف أفراد الهيئة البالغ عددهم أكثر من ١١ ألفاً و ٧٠٠ عنصر، وفقا للخيارات المطروحة، والتي تشمل البقاء بالجهاز للعمل في المجال الأمني والمعلوماتي، أو الالتحاق بالقوات المسلحة، أو الدعم السريع، أو الإحالة للمعاش.

وأضاف: "شكلت رئاسة الجهاز فرقا ميدانية للطواف على القوات التابعة للهيئة بالولايات، والتي تضم 10 قطاعات ولائية و4 متحركات لتأمين حقول البترول، و3 متحركات تعمل مع القوات المشتركة لتأمين الحدود مع دول الجوار"، لافتاً إلى أن اللجنة خلصت إلى طلب 5800 فرد الإحالة للمعاش و 2650 للانضمام للدعم السريع والبقية للقوات المسلحة والجهاز .

وأوضح أنه في المرحلة الثانية من عملية الهيكلة قامت اللجنة بتسليم عهدة الجهاز من الأسلحة الثقيلة والعربات المدرعة مع تسليم ستة معسكرات إيواء وتدريب، وتم الإبقاء على الأسلحة الصغيرة والرشاشات لتأمين المرافق الإستراتيجية ومنشآت الجهاز كعهدة مع القوات التي ظلت تعمل في تأمين حقول البترول و مواقع التعدين المختلفة.

وقال إن رئاسة الجهاز ظلت تتابع مع قيادة الدولة لتوفير مستحقات فوائد ما بعد الخدمة لحوالي 8600 فرد، حيث تم إرسال ستة خطابات إلى المستويات التنفيذية المختلفة، حيث تم في 28 ديسمبر الماضي توريد المبالغ المستحقة في حساب الجهاز، وفوراً باشر الجهاز إكمال ملفات الأفراد المحالين للمعاش، وفق اللوائح والنظم المعاشية، وتم منح الذين لم يكملوا عاماً فوائد ما بعد الخدمة، رغم أن اللائحة لا تمنحهم ذلك، إلا بعد إكمال عام كامل في الخدمة، كما إتخدت قيادة الجهاز قراراً بإعفاء ديون كل المحالين للمعاش على المؤسسة التعاونية.

وقال البيان إنه تم الترتيب لتسليم الاستحقاقات المالية لقطاع الأبيض (شمال كردفان)، يوم الثلاثاء الماضي، حيث تم إرسال فريق إداري ومالي بقيادة ضابط برتبة لواء لتسليم استحقاقات (800) من المحالين للتقاعد، لكنهم رفضوا إستلامها، بحجة ضعف قيمة فوائد ما بعد الخدمة، مُدعين إن الفصل كان تعسفياً، وقامت مجموعة منهم باحتجاز اللجنة التي جاءت لتسليمهم مستحقاتهم وحرضوا بقية القطاعات بالخرطوم وبعض الولايات، الذين تجاوبوا معهم وقاموا بإغلاق بعض الطرق في مدينتي الخرطوم وبحري بمناطق سوبا والرياض وكافوري.

وأضاف: "فور وقوع هذه الأحداث، كون الجهاز خلية أزمة لمتابعة الحدث وتطوراته وذلك بالتنسيق مع القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وبتوجيه مباشر من القائد العام للقوات المسلحة، وبذل مدراء الهيئات بالجهاز جهوداً كبيرة ومقدرة، أفلحت في إدخال القوة إلى داخل القطاعات وفتح الطرق، كما تم تشجيعهم لتسليم أسلحتهم والخروج من القطاعات مما أدى لتقليل الإصابات".

وجدد جهاز المخابرات العامة السوداني حرصه على أمن وسلامة المواطنين ومقدرات البلاد، والعمل بكل وطنية لتحقيق متطلبات الأمن القومي.