نصاب جديد بالشرقية يستولي على مليار و700 مليون جنيه من المواطنين.. والضحايا يستغيثون

آخر تحديث: الأحد 16 يناير 2022 - 12:06 م بتوقيت القاهرة

فاطمة علي

منهم من باع أرضه ومن تخلى عن بيتّا يملكه واستأجر آخر بدلًا منه، وفيهم من باع سيارته التي يعمل عليها، ومن وضع كل مدخراته التي عاش لأجلها سنوات الغربة بعيدًا عن الوطن، لكنهم جميعا وضعوا ثقتهم فيمن لم يكُن أهلًا لها، إذ استولى على الأموال جميعها وتغير وجهه وصورته من مصدر ثقة للجميع في مشروعات دواجن وأعلاف إلى متهم بالنصب والاستيلاء على أموال قرية بأكملها وقرى أخرى مجاورة لها بدائرة مركز شرطة أبو كبير بمحافظة الشرقية.

انتقلت عدسة «الشروق» إلى مسقط رأس المتهم وأغلب ضحاياه من أهالي قرية هربيط التابعة لدائرة مركز شرطة أبو كبير، إذ تحدث جميل أحمد، أحد الضحايا، مؤكدًا على لان المتهم الرئيسي محمد ال، يُعاونه نحو 10 أخرين في الاستيلاء على أموال أغلب أهالي القرية والقرى المجاورة في مبالغ مالية بلغت مليار و700 مليون جنيه، منوهًا بأن المتهم يعاونه أشخاص آخرين بالقرية هم مصدر ثقة، بينهم ثلاثة من أئمة المساجد، أوهموهم بتوظيف أموالهم في مجال الدواجن والأعلاف، مقابل نسبة من الأرباح الشهرية.

وأوضح جميل، أنهم فوجئوا بهروب المتهم الرئيسي بعدما استولى على أموالهم التي تقدر بنحو مليار و700 مليون جنيه، موضحًا أن المتهم استولى منه على مبلغ مالي قدره 150 ألف جنيه لأجل توظيفها معه في مجال تربية الدواجن وتجارة الأعلاف، وأنه ذهب إلى المتهم في البداية بعدما ذاع صيت الأخير في القرية والقرى المجاورة، قبل أن يشير إلى أنه أعطاه المبلغ في شهر يوليو الماضي، وبعد مرور ثلاثين يوما هاتفه المتهم لكي يذهب إليه ويأخذ الأرباح الشهرية على أمواله، وأن الأرباح تبدأ من 3 آلاف إلى 5 آلاف، وحينها وثق به المجني عليه وأعطاه 100 ألف جنيه أخرى وبعدها باع سيارة ميكروباص يمتلكها وكان يعمل عليها سائقًا، بالإضافة إلى بيع قيراطين أرض زراعية كان يملكها كذلك وجمع مليون جنيه وأعطى المال للمتهم الذي لاذ بالفرار فيما بعد.

المجني عليه أوضح في تصريحات لـ«الشروق»، أنه وثق في المتهم وشركائه خاصةً وأن بينهم 3 من أئمة المساجد يعملون معه وسطاء في جمع الأموال، وأنهم أقنعوه ومعظم الأهالي بأن يسحبوا أموالهم من البنوك بحجة أن البنوك حرام وبها شبهة ربا، وأنهم سيوظفونها مع المتهم الأول في مشاريع يمتلكها عبارة عن تجارة أعلاف دواجن، لافتًا إلى أن الوسطاء من أهل القرية كانوا يأخذون أموال من المتهم الأول مقابل ضمانهم لأهل القرية، وحين هرب بالأموال عاد الضحايا إلى الوسطاء الذين قالوا لهم أنهم تعرضوا للنصب مثلهم، مطالبًا الجهات الأمنية بسرعة القبض على المتهم واسترجاع أموالهم.

من جانبه، يقول أحمد محمد، أحد أهالي القرية والضحايا، أن المتهم تمكن من الاستيلاء منه على مبلغ مالي قدره 200 ألف جنيه، ومن زوجته على 350 ألف جنيه، لافتًا إلى أن المتهم الأول في القضية كان يعمل في مجال توظيف الأموال من خلال مشروعات تربية دواجن وأعلاف منذ 5 أعوام، وأعطى الجميع الثقة بعدما كسب سمعة طيبة وكان ملتزم في رد الأرباح بانتظام في المواعيد المتفق عليها، لكنه وبعد فترة تمكن من جمع أكثر من مليار و700 مليون جنيه من أغلب أهالي القرية حتى الأرامل والمطلقات والشباب، الذين خسروا أجمل سنوات عمرهم في الغربة من أجل ادخار الأموال.

محمد أفاد بأن المتهم استولى على 5 ملايين جنيه من 6 أشقاء، وذلك بعد تعب وعناء سنوات من جانبهم في الغربة، وبعض الضحايا باعوا بيوتهم واستئجروا بيوتًا حتى يتمكنون من توظيف أموالهم ويستفيدون من الأرباح الشهرية -على حد وصفه-، مضيفًا أن الأمر وصل بالأهالي إلى أن اقترضوا من البنوك لأجل توظيف أموالهم بعدما كان المتهم موضع ثقة أهل القرية ويعمل في ذلك المجال منذ 5 سنوات ويساعده 3 من أئمة المساجد بالقرية.

وأشار محمد سعيد، أحد ضحايا المتهم، أن الأخير تمكن من الاستيلاء منه على مبلغ مالي قدره 80 ألف جنيه كانت تلك الأموال كل ما لديه وإدخرهم لأجل زواجه، على أن يستردهم قبل فرحه لكي يستفيد من الأرباح، وأنه أخذ من المتهم مرتين أرباح على أمواله، كل مرة 3 آلاف جنيه، لكن المتهم كسر فرحته بعدما استولى على الأموال وتم تأجيل الفرح، واختفى المتهم دون اثر له.

وشدد تامر عبدالمنعم، أحد أهل القرية والضحايا، أنه أعطى أحد الوسطاء، ويدعى أحمد.م، 100 ألف جنيه، على أساس أن يوظفها في مشاريع دواجن وأعلاف ملكيته، مضيفًا: كان شيخ ووثقت فيه ولم أتوقع الغدر منه أبدًا، وأنه أخذ منه أرباح شهري يوليو وأغسطس، وفي شهر سبتمبر الماضي انتظر الأرباح مثل كل شهر لكن الوسيط لم يهاتفه ، وأردق: روحت له قالي يوم 10 تعالى خد الأرباح، وبعدها روحت له لقيت البيت مليان ناس وقال بي أنا مش هشتغل تاني في توظيف الأموال علشان ربا، إحنا خسرنا الشهر دا والناس مش عايزة تصبر، والناس قالوا طيب رجع للناس فلوسها على المكسب والخسارة قال لما أقعد مع محمد (المتهم الرئيسي)، وفضل يماطل وما أخدناش منه أي حاجة.

أحد الضحايا، ويُدعى عبدالوهاب محمد، قال: كنت مسافر برا ومعايا فلوس تحويشة التعب والشقى، المتهم اتصل عليا يوم 1 سبتمبر وقالي أنا عندي مزارع دواجن وأعلاف شاركني، قولت له أشوف الأول، قال لي مش هينفع دلوقتي، بعدها اتصل عليا في يوم قال لي عندي مزرعة دواجن في صان الحجر ومزرعة تاني في العاشر من رمضان واقفين على علف والفراخ هتموت حول لي أي فلوس وتعالى شوف، وأختي كانت مشغلة فلوس معاه بقالها شهرين وكانت بتاخد أرباح.

واستطرد: حولت له 340 ألف جنيه، وجه بعدها أخد باقي الفلوس من البيت يعني وصله مني 398 ألف جنيه، وتاني يوم قال لي أخويا و4 أشخاص هيخدوك ويفرجوك على مجموعة مزارع بتاعتنا، وكل الكلام دا عملت بيه محضر ومثبوت في النيابة العامة، لأني بعد كدة اكتشفت إن المزارعة وكل المزارع مش ملكه.

كان العشرات من أهالي قرية هربيط وعدد من القرى المجاورة بمركز شرطة أبو كبير بمحافظة الشرقية، حرروا عدة محاضر يتهمون فيها المدعو محمد ال، بالاستيلاء منهم على مبالغ وصل إجماليها إلى مليار و700 مليون جنيه، فيما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المدعو أحمد م م، أحد شركاء المتهم، وبالعرض على جهات التحقيق قررت حبسه، فيما لا يزل المتهم الرئيسي هاربًا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved