خبير آثار: الديانة المصرية القديمة فكر راقي قواعده العدل والثواب والعقاب

آخر تحديث: الجمعة 16 أبريل 2021 - 1:26 م بتوقيت القاهرة

أ ش أ

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن الديانة المصرية القديمة فكر راقى نبع من الاعتقاد في البعث والخلود إيمانا بوجود حياة أخري ينعم بها المتوفي بعد الموت حيث يعود بعثه ثانية للحياة بعد موته ليحيا حياة خالدة .

وقال ريحان - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إن تلك العقيدة دفعت المصريين القدماء لحفظ جثث موتاهم عن طريق التحنيط ودفن موتاهم في قبور حصينة وتزويد المقابر بكل ما يحتاج اليه الميت من طعام وشراب وأدوات ليستعين بها بعد البعث .

واوضح أن المصرى آمن بالثواب والعقاب بأن الروح تتعرض للحساب بعد الموت حيث يقف الميت أمام محكمة تتكون من 42 قاضيا يرأسهم المعبود أوزيريس (إله الموتي) ويقوم الشخص الميت بسرد أعماله الحسنة ويتبرأ من أعماله السيئة حيث يتم وضع قلب الميت في احدي كفتي ميزان العدالة وفي الكفة الأخري ريشة تمثل ماعت (إله الحق والصدق) فإن خفت موازينه يدل علي أن الميت كان صالحًا وإن رجحت موازينه يدل علي أن الميت كان عاصيًا في حياته حيث يوجد في الساحة حيوان مفترس يمزق أجساد المذنبين .
ونوه الدكتور ريحان إلى فكرة الوحدانية التي نشأت علي يد الملك أمنحتب الرابع الذي نادى بعبادة إله واحد وهو آتون ورمز له بقرص الشمس الذي يرسل أشعته إلى الأرض فيحمل إليها النور والحياة وانشاء عاصمة جديدة للبلاد وهي أخيتاتون "تل العمارنة" وشيد بها المعابد المفتوحة للسماء .

وتابع قائلا إن الآلهة فى نظر المصرى القديم كالبشر يتحابوا ويتهادوا بالهدايا وهى القرابين وقد عرفت القرابين منذ عهد سيدنا آدم وأول ابنين له من السيدة حواء قابيل وهابيل اللذان قدما قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر، وبما أن الآلهة فى نظر المصرى القديم بشر فيجب أن يرضيهم بتقديم القرابين ونشأت صلة روحية بينهما فأحب المصري القديم المعبود.

واوضح انه لم يكن للمصريين دين واحد، فهناك الدين الرسمي وهناك العقائد الشعبية تسير جميعا جنبا إلى جنب، ولم يكن للمصريين كتاب مقدس وإنما كان لهم كتابة مقدسة، فالديانة المصرية ليس الاعتقاد أساسًا لها بل العبادة للآلهة الذين يملكون البلاد.

وأشار إلى الآلهة المحلية والآلهة الكونية مثل السماء والأرض والشمس والقمر وكلمة السماء في اللغة المصرية مؤنثة لذلك جعلوها نوت أو حتحور أما الأرض فهو مذكر لذلك جعلوه الإله (جب)، وللسماء آلهة كثيرة فقرص الشمس أتون كان يسمي (خبري) عند شروقه و (رع) عند اعتلائه السماء و(أتوم)عند غروبه، وسمي أيضا (حورس) الذي اتحد مع (رع) وسمي (رع حور أختي) وللقمر أيضا آلهة كثيرة مثل تحوت وخنسو وأحيانًا على شكل طائر أبو منجل أو قرد له وجه كلب .

ولفت الدكتور ريحان إلى الآلهة المصرية القديمة ومدلولاتها ومنها آمون سيد الآلهة المصرية واسمه يعنى (الخفي) ورأسه رأس الكبش، ويظهر كرجل ملتح يلبس قبعة فيها ريشتان طويلتان وأحيانًا جالسًا على العرش وأحيانًا شكل كبش قرونه مقوسة، وكان هناك تنافس بين أمون ورع ثم أصبحا مترابطين حيث أطلق عليهما تسمية (أمون – رع) .

وأضاف ان أوزيريس،هو إله الموتى والعالم السفلي وإله الفيضان، ومركز عبادته أبيدوس وصور في شكل ملتح وملون أما باللون الأخضر أو الأسود ويلبس تاج مصر العليا ومحنط كالمومياء ويحمل في يده أداة دراس الحنطة وصولجانا، وهما علامة قوته.

وتابع ان أيزيس، المعنى الحرفي لكلمة أيزيس هو (المقعد أو العرش)، وقد صورت كإمرأة ترضع طفلها حورس، وعندما تلبس القرص السماوي وقرون البقرة تصبح الإلهة (هاثور)، وصورت أيضا على شكل امرأة وعلى رأسها كرسي العرش لذلك لقبت بإله العرش الملكي.

ولفت الى الاله حورس، صور على هيئة صقر أو إنسان برأس صقر، واعتقد المصريون أن عين حورس هما الشمس (اليمنى) والقمر (اليسرى)، فيما كان العجل أبيس، أعظم المعبودات أهمية بين العجول المقدسة في أرض النيل، وكان للخصوبة ومركز عبادته في مدينة منف، وأصبح مرتبطا ببتاح إله تلك المدينة ثم صار روح (بتاح) العظيمة التي ظهرت على الأرض على هيئة عجل، وبموت أبيس يتحول إلى الإله أوزيريس ويسمي أوزيريس – أبيس.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved