مذكرة مسربة لصحيفة نيويورك تايمز تفضح انحيازها لإسرائيل خلال العدوان على غزة.. تعرف على التفاصيل

آخر تحديث: الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 6:26 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

كشفت مذكرة مسربة من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، انحيازًا واضحًا وصريحًا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث طلبت الوثيقة من الصحفيين حظر استخدام كلمات "الإبادة الجماعية" و"التطهير العرقي" و"الأراضي المحتلة".

وأصدرت صحيفة نيويورك تايمز، تعليمات للصحفيين الذين يغطون العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بتقييد استخدام مصطلحي "الإبادة الجماعية" و"التطهير العرقي" و"تجنب" استخدام عبارة "الأراضي المحتلة" عند وصف الأراضي الفلسطينية، وفقا لنسخة من مذكرة داخلية حصلت عليها مجلة "ذا إنترسبت" الإخبارية الأمريكية.

وطلبت المذكرة أيضًا من المراسلين عدم استخدام كلمة فلسطين "إلا في حالات نادرة جدًا"، والابتعاد عن مصطلح "مخيمات اللاجئين" لوصف مناطق غزة التي استوطنها الفلسطينيون النازحون تاريخيًا الذين طردوا من أجزاء أخرى من فلسطين خلال الحروب الإسرائيلية العربية السابقة، بالرغم من أن الأمم المتحدة تعترف بهذه المناطق كمخيمات للاجئين، وتأوي مئات الآلاف من اللاجئين المسجلين.

ووفق المجلة الأمريكية، فالمذكرة المسربة كتبتها محررة معايير التايمز، سوزان ويسلينج، والمحرر الدولي فيليب بان، ونوابهما، لـ"تقدم إرشادات حول بعض المصطلحات والقضايا الأخرى التي يتعاملون معها منذ بداية الصراع في السابع من أكتوبر".

وبينما يتم تقديم الوثيقة كمخطط عام للحفاظ على المبادئ الصحفية الموضوعية في تغطية حرب غزة، قال العديد من العاملين في التايمز للمجلة الأمريكية، أن بعض محتوياتها تظهر دليلاً على انحياز الصحيفة للروايات الإسرائيلية فقط. وقال مصدر، في غرفة الأخبار في صحيفة التايمز، طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام، عن مذكرة غزة: "أعتقد أن هذا النوع من الأشياء يبدو احترافيا ومنطقيا إذا لم تكن لديك معرفة بالسياق التاريخي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، متابعا: "ولكن إذا كنت تعرف، فسيكون من الواضح مدى الانحياز لإسرائيل".

وتم توزيع الوثيقة لأول مرة على صحفيي التايمز، في نوفمبر الماضي، ثم تم تحديث المعايير، التي جمعت وتوسعت في القواعد النمطية السابقة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بانتظام خلال الأشهر التالية. وقالت المجلة الأمريكية، أن المذكرة تبرز قرارات محرري التايمز الدوليين المنحازة عندما واجهوا اضطرابات داخل غرفة الأخبار المحيطة بتغطية الصحيفة لحرب غزة.

وقال المتحدث باسم التايمز، تشارلي ستادتلاندر: "إن إصدار توجيهات كهذه لضمان الدقة والاتساق والفروق الدقيقة في كيفية تغطيتنا للأخبار هو ممارسة معتادة".

وأضاف: "في جميع تقاريرنا، بما في ذلك الأحداث المعقدة مثل هذه، نحرص على التأكد من أن اختياراتنا اللغوية حساسة وحديثة وواضحة لجمهورنا."

وكانت القضايا المتعلقة بتوجيه السياسة التحريريك من بين مجموعة من الخلافات الداخلية في التايمز حول تغطيتها لغزة، ففي يناير الماضي، نشرت المجلة الأمريكية تقارير عن خلافات في غرفة الأخبار في صحيفة التايمز حول قضايا تتعلق بقصة استقصائية حول العنف الجنسي المنهجي في 7 أكتوبر.

وأدى التسريب إلى إجراء تحقيق داخلي غير عادي للغاية، فيما واجهت الشركة انتقادات شديدة بزعم استهدافها عمال التايمز من أصول شرق أوسطية وشمال إفريقية، وهو ما نفاه المسؤولون في التايمز.

ورغم فتح تحقيق في القصة، فبحلول أمس الإثنين، أخبر المحرر التنفيذي لصحيفة التايمز جو كان الموظفين داخلها أن التحقيق في المذكرة المسربة قد انتهى دون جدوى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved