الصين تسجل نمواً يفوق التوقعات في الربع الأول من 2025

آخر تحديث: الأربعاء 16 أبريل 2025 - 3:06 م بتوقيت القاهرة

وكالات

توقعات بظهور تأثير رسوم «ترامب» على الاقتصاد الصيني بدءا من أبريل
بكين ترفض استلام طائرات بوينج بمليارات الدولارات تعاقدت عليها في فترة «ترامب» الأولى

 

سجل الاقتصاد الصيني نمواً أسرع من المتوقع خلال الربع الأول من العام الجاري (2025)، إلا أن آفاقه تتدهور سريعاً بفعل الرسوم الجمركية الضخمة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بكين.
وأظهرت بيانات صادرة عن المكتب الوطني للإحصاء اليوم، أن الناتج المحلي الإجمالي للصين نما بنسبة 5.4% في الربع الأول على أساس سنوي، متجاوزاً التقديرات التي كانت عند 5.2% وفقاً لمسح أجرته "بلومبرج" لآراء خبراء اقتصاديين.
وشهد الإنتاج الصناعي نمواً بنسبة 7.7% في مارس الماضي، وهو أسرع معدل منذ يونيو 2021. كما ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 5.9%، لتسجل أقوى وتيرة منذ ديسمبر 2023، وتتجاوز بكثير الزيادة المتوقعة البالغة 4.3%.
وقالت ميشيل لام، كبيرة الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى لدى "سوسيتيه جنرال": "المفاجأة الأبرز هي في مبيعات التجزئة، ما يشير إلى أن إعانات الاستهلاك بدأت تؤتي ثمارها"، مضيفة أن "أرقام الإنتاج الصناعي كانت أعلى من التوقعات، لكنها مفهومة في ضوء بيانات التصدير القوية.. غير أن كل ذلك أصبح من الماضي الآن".
ورغم البيانات الإيجابية، تمسّكت الأسهم الصينية بمعظم خسائرها المسجّلة قبل صدور الأرقام، حيث تراجع مؤشر "هانج سنج" الصيني للشركات بنسبة بلغت 2.4%، كما انخفض مؤشر "سي إس آي 300" بما يصل إلى 0.8%.
وتغطي البيانات فترة ما قبل أن ترفع الولايات المتحدة الرسوم الجمركية بشكل كبير في أبريل، ما أدى إلى تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. فقد ارتفعت الرسوم المفروضة على معظم السلع الصينية إلى ما لا يقل عن 145%، وهو مستوى يُرجّح أن يدفع صادرات الصين نحو الانكماش هذا العام، ويؤثر على النمو بدءا من الربع الثاني، ويُلحق الضرر بأحد أبرز محركات النمو.
ورغم صدور البيانات الإيجابية، تبنّى المكتب الوطني للإحصاء لهجة حذرة، مشدداً على ضرورة تقديم المزيد من الدعم للاقتصاد.
وقال المكتب في بيان: "علينا أن ندرك أن البيئة الخارجية تزداد تعقيداً وشدة، وأن الزخم الكافي لنمو الطلب المحلي لا يزال ضعيفاً، كما أن أساس التعافي والنمو الاقتصادي المستدام لم يُرسَّخ بعد". وأضاف: "يجب علينا تطبيق سياسات كلية أكثر فاعلية واستباقية".
وظل اليوان مستقراً أمام الدولار في السوق الخارجية عند 7.3236 بعد نشر البيانات، بينما لم يطرأ تغيير يُذكر على عائد السندات الحكومية لأجل عشر سنوات، ليستقر عند 1.64%.
وقد تواجه الصين صعوبات في بلوغ هدفها الرسمي للنمو البالغ نحو 5% هذا العام، ما لم تعتمد تحفيزات إضافية. فقد خفّض عدد من البنوك الدولية، من بينها "يو بي إس" و"جولدمان ساكس" و"سيتي جروب"، توقعات نمو الاقتصاد الصيني لعام 2025 إلى نحو 4% أو أقل خلال الأسابيع الأخيرة.
وتتزايد التوقعات بأن تطلق بكين حزمة جديدة من المحفزات، إذ يتوقع بعض الاقتصاديين أن يُقدم بنك الشعب الصيني على خفض أسعار الفائدة، أو تخفيف متطلبات الاحتياطي النقدي للبنوك خلال الشهر الجاري، فيما توقع آخرون اعتماد اقتراض وإنفاق مالي إضافي بمليارات اليوان لسد الفجوة الناجمة عن تراجع الصادرات.
وسيكون على الصين تعزيز الطلب المحلي بسرعة لمواجهة آثار الرسوم، وذلك عبر تحفيز الاستهلاك والاستثمار.
ومن المرجح أن تظهر تداعيات الحرب التجارية في النشاط الاقتصادي بدءاً من أبريل الحالي.
وتبدو احتمالات التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين ضئيلة في المدى القريب، خصوصاً بعدما تبنّت بكين نهجاً أكثر تصعيداً رداً على الجولة الأخيرة من زيادات الرسوم الجمركية.
ودعا ترامب الصين إلى التواصل معه لبدء مفاوضات تهدف إلى حل النزاع التجاري المتصاعد بين أكبر اقتصادين في العالم.
وبحسب أشخاص مطلعين على الأمر، فقد أمرت الصين شركات الطيران بعدم استلام طائرات جديدة من شركة "بوينج"، تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، إذ يزيد سعر الطائرة الواحدة عن 250 مليون دولار.
ويمثل هذا القرار أحدث خطوة من بكين للرد على قرار ترمب بزيادة الرسوم الجمركية على البضائع الصينية إلى ما يصل إلى 145%.
وفي وقت سابق من الثلاثاء الماضي، انتقد ترامب الحكومة الصينية في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إنها "تراجعت عن صفقة بوينج الكبرى" التي تم توقيعها خلال فترته الرئاسية الأولى.
وحتى الآن، لم تدخل الولايات المتحدة والصين في محادثات على مستوى رفيع، حيث تبادل الطرفان الانتقادات، ورفعا الرسوم الجمركية.
وأعلنت الصين يوم الجمعة الماضي، أنها ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 125% على جميع البضائع الأمريكية بدءاً من 12 أبريل الحالي، وهو أحدث تصعيد منذ فرض ترامب رسوماً بنسبة 34% على الواردات الصينية بداية الشهر الحالي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved