70 سنة على النكبة: قائد الجيش بحرب فلسطين علم بالخطة ليلة التحرك

آخر تحديث: الأربعاء 16 مايو 2018 - 1:05 م بتوقيت القاهرة

كتب - أحمد الجمل

يروي الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، في كتابه «العروش والجيوش» عن حرب فلسطين، التي تتزامن مع نكبة فلسطين التي تحل ذكراها السبعون هذه الأيام، شهادات توثيقية مهمة عن الحرب على لسان من عاصروها وكان لهم أدوار فيها أو بحكم قربهم من مطبخ السلطة حينها السياسية أو المعارك العسكرية حينها.

ومن ضمن ما أورده «هيكل» كان شهادة اللواء أحمد محمد علي المواوي، القائد العام للقاوت المسلحة في فلسطين.

يقول اللواء المواوي، إنه قرأ في الصحف عن المناقشات الدائرة حول تقسيم فلسطين، وسمع كلاما كثيرا عن استعدادات الدول العربية وجهودها لوقف التقسيم ولو بالقوة ولكن لم يخطر له على بال أنه سيكون له دور فى هذه التطورات.

ثم سمع عن مؤتمر عُقد لإنشاء معسكر تدريب في العريش وكان في هذا المؤتمر قادة الأسلحة ولم يكن هو بينهم، ثم وقع الاختيار عليه أثناء المناقشات بصفته مديرا للمشاة، وحاول حينها أن يعترض لكنهم أخبروه أن الغرض هو التدريب فقط، وبالفعل ذهب إلى العريش ليدرب الكتائب لكنه وجد المعسكرات ليس فيها معدات للتدريب.

وعندما عاد «المواوي»، إلى القاهرة تحدث إلى رئيس أركان حرب الجيش لكنه أقنعه بالعودة للتدريب فعاد وهو يرى أن هناك استحالة مادية للتدريب، وكتب على إثر ذلك تقارير مطولة يقول فيها إنه لا يملك سلاحا ولا سيارات ولا ذخائر ولا ضباط ولا صف ضباط، وعندما جاءه رئيس أركان الجيش لم يقض وقتا طويلا بسبب البرد وعاد مسرعا إلى القاهرة.

ثم جاء الفريق محمد حيدر، وزيرا للحربية وخرج الفريق عطا الله من رئاسة أركان حرب الجيش، وحينها كان يعرف «المواوي»، معلومات عن فلسطين من الصحف فقط، وعندما التقى بـ«حيدر»، وشرح له معوقات التدريب حاول أن يكمل النقص في المعدات، لكن عندما بدأ في تدريب الكتائب واجه عدة صعوبات أبرزها أن الحمالات والمدافع واللوريات تتعطل على الطريق، وتم استدعاء الكتيبة السادسة، وهي في وسط التدريب بسبب إضراب في البوليس بالقاهرة.

وفي 10 مايو وقبل الحرب بـ5 أيام تلقى رسالة تطلب منه العودة للقاهرة سريعا لمقابلة الفريق محمد حيدر، الذي سأله عن الحالة لديه فأخبره أنها سيئة للغاية وأن الوحدات غير مدربة، لكنه رد عليه أن الجيش مضطر لدخول حرب فلسطين، فأخبره أن الوحدات غير مستعدة على الإطلاق.

ثم عقد اجتماع بحضور النقراشي باشا، وطلب «حيدر» من «المواوي»، أن يخبره بحالة الجيش، وبالفعل أخبره عن الوضع بصراحة، فقال «النقراشي»، إن الوضع يحتم على مصر دخول الحرب، وتصور أن «المواوي» خائف من العملية وأخبره أن المسألة ستسوى سياسيا بسرعة وأن الأمم المتحدة سوف تتدخل، كما أن الاشتباكات ستكون أقرب لمظاهرة سياسية وليست عملا حربيا.

حينها كتب «المواوي»، تقريرا رسميا بكل آرائه ثم أطاع الأوامر بالسفر وركب طائرة العريش وفي اليوم السابق للعملية جاءته الخطة في مظروف سري وصله بالطائرة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved