أغرب جريمة خطف في رمضان.. شخص يخطط لقتل شقيقته الهاربة وزوجها «لغسل العار»

آخر تحديث: الخميس 16 مايو 2019 - 10:58 م بتوقيت القاهرة

ممدوح حسن

عشنا عامين نبحث عن شقيقتي الهاربة لزواجها من صديقها دون موافقتنا
المجنى عليه: ضربوني «علقة ساخنة» لإجباري على توصيلهم لشقيقي وزوجته


أطلق محمد صرخات عالية في أحد شوارع حلون الجانبية، انطلقت بعده بثوان عدة طلقات في الهواء وظهرت أسلحة بيضاء أشهرها ثلاثة رجال في وجه المارة، معلنين إصرارهم على خطف «محمد» من أمام منزله، انقض عليه رجلان كانا قد ترجلا نحوه، أمسكوا به ودفعوه داخل سيارة ملاكي وركبا خلفه مهددين إياه بإطلاق الرصاص عليه في حالة الصراخ وفروا هاربين بسيارتين وسط ذهول الجيران.

لم يتمكن أحد من اللحاق بهم أو التقاط أرقام السيارات التي استخدمت في الحادث، وأسرعت أسرة «محمد» إلى قسم شرطة حلوان للإبلاغ عن جريمة خطف من أمام منزلهم، وتحرر محضر بالواقعه وانتظر الجميع أي اتصال تليفوني من الخاطفين لطلب الفدية كالمعتاد في تلك الجرائم.

ولم تتهم الأسرة أحدًا بجريمة الخطف، وقال شقيق محمد، إن ملثمين خطفوا شقيقه بسيارتين من أمام منزله، وبدأ رئيس مباحث حلوان باستجواب الأسرة لبيان ما إذا كان هناك علاقة بين أحد أفراد الأسرة أو خلافات تجارية مع المخطوف والمتهمين، وقرر محمود شقيق الشاب المخطوف، أنه تزوج من محبوبته دون موافقتهم وهرب إلى إحدى المناطق العشوائية للعيش مع عروسه بعيدًا عن مطاردتهم لهما بعد الاختفاء والزواج، موضحًا أنه يشك في أهل زوجته.

وبإخطار اللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة، أمر بإعداد فريق بحث برئاسة مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية لضبط المتهمين.

وتبين من متابعة كاميرات المراقبة لعدد من المحلات التجارية نهايه الشارع؛ أن سيارة زرقاء وأخرى كانت تحمل ركابًا كثر تم استخدامهما في خطف التاجر، وبإخطار الإدارة العامة للمرور تم التوصل إلى السيارة المستخدمة في الجريمة وبمناقشة قائد السيارة اعترف بأنه كان أحد المشاركين في خطف المجني عليه، وأرشد عن مكان احتجاز التاجر المخطوف في إحدى المزارع ببني سويف.

تم تكليف فريق بحث من ضباط المباحث الجنائية بالقاهرة، بالتنسيق مع الأمن العام وتم ضبط 6 من المتهمين بإرشاد قائد السيارة التي تم نقل المخطوف بها، وتم تحرير الشاب المخطوف، وبالكشف الطبي عليه تبين إصابته بعدة جروح وكدمات في مختلف أنحاء الجسم.

وكشف محمد المجني عليه المخطوف، أسرار الجريمة والتخطيط لها من قبل المتهمين للوصول إلى ابنتهم الهاربة بصحبة شقيقه، قائلًا إن المتهمين اعتدوا عليه عدة مرات وهددوه بالقتل من أجل إرشادهم عن مكان ابنتهم المتزوجة من شقيقه، وأنهم عزموا على قتلها وقتل زوجها لأنها جلبت العار إليهم بزواجها والهرب مع شقيقه بحسب قولهم.

وذكر أنه رفض إرشادهم على مكان شقيقه وزوجته حتى لايتعرضا للقتل والانتقام منهما بسبب الزواج بدون موافقة الأهل، وأنهم دبروا جريمة الخطف من أجل الوصول إلى نجلتهم وقتلها حتى «يغسلوا العار» الذي التحق بهم بسبب الهرب والزواج من شخص غريب عن العائلة، موضحًا أن شقيقه تقدم عدة مرات إلى أهل زوجته قبل الهرب معها، إلا أنهم رفضو بشدة، ولكن أصر شقيقه على الزواج من محبوبته رغمًا عن أهلها، وأقام في إحدى المدن الجديدة بعيدًا عن أعين الأقارب وأهلها الذين هددوه تليفونيًا بقتله وقتلها على مدار الزمن، مضيفًا أنهم تهجموا عدة مرات على منزلهم بحلوان ولكن لم نقدم لهم عنوان ابنتهم وعريسها حتى مر على الزواج أكثر من عامين، ومازالوا يواصلون التهديد بالقتل في أي وقت.

وبمواجهة المتهمين اعترف المتهم الرئيسي، وهو شقيق الزوجة، في تحقيقات النيابة أنه عاش أسود أيام حياته فور اختفاء شقيقته وزواجها من صديقها دون موافقة الأسرة، وأنه وشقيقته ضربا بالعادات والتقاليد عرض الحائط وأصبحت معايرة الأهل والأقارب له والأسرة بتلك الواقعه يوميًا بلا انقطاع، وأصبح "رأس الأسرة في الطين"، وفق وصفه.

وأوضح أن رحلة البحث عن شقيقته وزوجها مهمة شاقة بعد رفض عائلته بأكملها توصيلهم إليهما، ودارت معارك شرسة بينه وبين أسرة زوج شقيقته وعدة محاضر ولم نتوصل إليه خلال تلك الفترة، متابعًا: "عزمنا على قتلهما لحظة الوصول إليهما لغسل العار الذي أصاب الأسرة، وكان لدينا استعداد لعمل أي شيء من أجل الوصول إليهما وكانت فكرة الاختطاف ليس للحصول على فدية ولكن للوصول الى شقيقته وقتلها والتخلص من العار الذي يلاحق الاسرة فى كل مكان".

واضاف المتهم: "لم نخطف المجني عليه لايذائة ولكن استدرجناه حتى نعرف منه مكان شقيقتي الهاربة منذ عامين، وهو الهدف الرئيسي لاستضافته طرفنا حيث قمنا بتقديم الطعام والشراب له أملا فى الوصول الى نتيجة دون أن نلحق به ضررًا، وكان مكرما اثناء احتجازة لدينا وكنا سنطلق صراحة خلال ساعات القبض على الجميع".

وانخرط المتهم في البكاء قائلًا : "أنا نادم على جريمتي ولكني لم أقصد خطف محمد بقدر ما أريد أن أعرف مصير شقيقتي ومعرفة مكانها بأي طريقة وأتعهد أمام النيابة بعدم التعرض لها ولزوجها مهما كان الأمر، وضرورة العودة إلى الأسرة والتواصل مع أسرتها حرصًا على سمعه العائلة فقط".

وقرر باقي المتهمين أمام النيابة أن دافع البحث عن الفتاه الهاربة وراء الجريمة والهدف كان معرفة مكانها فقط دون القصد بالخطف والاحتجاز الذى يجرمة القانون؛ فقررت نيابة حوادث جنوب القاهرة حبس المتهمين الستة وتجديد حبسهم في المواعيد المقررة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved