بعد إغراق البحرين لطائرة بوينج.. دول عربية أخرى تصنع الحيود البحرية بالطائرات‎

آخر تحديث: الأحد 16 يونيو 2019 - 12:35 م بتوقيت القاهرة

محمد نصر

خلال السنوات الماضية اهتمت العديد من الدول بفكرة إنشاء حيود بحرية صناعية، من أجل توفير بيئة آمنة لنمو الحياة البحرية والشعاب المرجانية المهددة بالاندثار بفعل الملوثات والظروف المناخية المتغيرة، وذلك بإغراق هياكل حديدية ضخمة قرب الشواطئ، والتي تتحول إلى بيئة لنمو الشعاب المرجانية ومأوى للأسماك والكائنات البحرية.

وتستعرض «الشروق»، عدد من الدول أنشئت حيودًا بحرية اصطناعية بالهياكل القديمة للطائرات وعربات المترو..

البحرين
تعمل مملكة البحرين على إنشاء ما يعتبر أكبر متنزه للغوص في العالم، ونقلت مملكة البحرين، الثلاثاء الماضي، طائرة من طراز بوينج 747، من منطقة المحرق إلى منطقة حديقة الغوص الواقعة شمال جزر أمواج، استعدادا لعملية إغراقها على عمق 20 مترًا من قاع البحر، على أن يتم تثبيتها في وسط متنزه الغوص الممتد على مساحة ١٠٠ ألف متر مربع.

وكانت هيئة البحرين للسياحة والمعارض، أعلنت رسميا خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، بديار المحرق، عن انطلاق المرحلة الأولى من أعمال إنشاء المتنزه المقرر افتتاحه في شهر أغسطس المقبل.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها غمر طائرة من هذا الطراز بطول 70 مترًا تحت الماء، والتي تم تكييفها للسماح لهواة الغوص والسياح بالاستمتاع بتجربة فريدة.

يهدف المشروع الذي يتضمن مجسماً لـ«بيت النوخذة»، وكرات الشعاب الاصطناعية ومجسمات مصنوعة من مواد تسهم في توفير بيئة آمنة لنمو الشعاب المرجانية والحياة الفطرية البحرية، إلى إحياء وإنعاش النظام البيئي البحري في المملكة والحفاظ على البيئة البحرية المحلية، نظرًا لكونه يُراعى في تنفيذ هذا المشروع أعلى المعايير البيئية الفائقة وأفضل الممارسات الدولية في مجال الاستدامة البيئية، بحسب ما أكد وزير الصناعة والتجارة والسياحة رئيس مجلس إدارة هيئة البحرين للسياحة والمعارض زايد الزياني خلال المؤتمر.

ومنذ يناير الماضي، عمل فريق من المتخصصين على تنفيذ عدد من تدابير السلامة في الموقع البحري استعدادًا لغمر الطائرة في مكانها المناسب بالقرب من منطقة المنتزه الواقعة في الشمال من المياه البحرينية، إضافة إلى تنظيف أسطح الطائرة باستخدام منظفات صديقة للبيئة وإزالة الملوثات منها، والتي تضمنت إزالة الأسلاك، وأنظمة الوقود، والأنظمة الهيدروليكية، والمواد البلاستيكية، وإعادة تركيب أجنحة الطائرة التي تم شراؤها بمبلغ 100 ألف دولار، وتم تفكيكها من أجل التمكن من نقلها إلى البحرين.

الأردن
أيضًا، قامت الأردن مؤخرًا بإغراق عدد من الهياكل في مياه خليج العقبة بالبحر الأحمر، بهدف زيادة الجذب السياحي وتنمية البيئة المرجانية بالمنطقة، ونقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، في أبريل الماضي استعداد سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لإغراق طائرة تجارية من نوع (تراي ستار) غير أردنية خارجة عن الخدمة منذ عدة سنوات في مياه خليج العقبة بهدف زيادة جذب سياحة الغوص وتوفير بيئة مرجانية جميلة في جوف البحر.

وذكرت الوكالة، أن الأردن أغرق طائرة عسكرية أردنية خارجة عن الخدمة من نوع « هيركليز سي30»، العام 2017، على عمق نحو 17 مترا تحت سطح البحر، أهداها الملك عبدالله الثاني للعقبة، لتصبح الطائرة محطة تستوقف هواة الغوص إلى جانب كونها بيئة لنمو المرجان والأسماك والكائنات البحرية.

ووفق هيئة تنشيط السياحة الأردنية، تبذل جهود دؤوبة لضمان حماية بيئة البحر الأحمر من آثار السياحة عليها، و ذلك من خلال إغراقها أعداد من السفن القديمة والعربات العسكرية، لتكوين مستعمرة ملائمة لصنع حيد بحري مرجاني صناعي، حيث تتوفر هذه المعدات بيئة مثالياً لنمو المرجان، وملجأ آمناً للكائنات البحرية.

لبنان
في منطقة العبدة شمال لبنان، تم إنشاء أوّل حيد بحري اصطناعي قبالة السواحل اللبنانيّة، على عمق 25 متراً من سطح البحر باستخدام هياكل معدنية لآليّات وضعت على مسافةٍ تقارب 50 متراً من بعضها، لتشكّل مجتمعاً للأسماك والكائنات البحرية، وبيئة لنمو الحياة البحرية.

وفي يوليو 2018، شهدت منطقة صيدا إغراق 10 مركبات تابعة للجيش في المنطقة نفسها، واستمرّت العملية 13 ساعة، بالاستعانة بعدد 20 غواصًا، وبحسب موقع "لبنان 24".

وفي مايو الماضي، جرى إغراق 4 طائرات مدنية ومروحيتين عسكريتين للجيش اللبناني بموقع حديقة صيدون المائية.

الإمارات
أنشأت الإمارات أيضًا حيدًا بحريًا صناعيًا، ولكن بدون استخدام طائرات، ففي يناير 2015، بحسب ما أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

وجرى إنجاز حيد مرجاني صناعي بطول 3,8 كيلومتر، في موقع براكة بالمنطقة الغربية لأبوظبي، حيث يتم إنشاء أولى محطات الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفقا للمؤسسة، يعدّ حيد براكة أحد المشاريع البيئية التي تضمن استدامة المنطقة المحيطة بمحطات الطاقة النووية، وغطّي الحيد مساحة 6700 متر مربع، ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم، وصُنع من قطع إسمنتية مُماثلة لتلك المُستخدمة في إنشاء كاسر الأمواج، وبلغ عددها نحو 1800 قطعة ثُبتت باستخدام رافعة موجّهة بنظام تحديد المواقع، وصُمم ليُحاكي الشعاب المرجانية الطبيعية، ليسهم في تحفيز النظام البيئي وتوفير مساحةً إضافية للحياة البحرية المتواجدة في المنطقة وتشجيع تنوعها البيولوجي.

جزر الهند الغربية
لدى جزيرة جرينادا إحدى جزر الهند الغربية، أغرب تكوينات الحيود المرجانية الصناعية في العالم، ويعرف باسم دائرة الحياة، والموجود في المياه الصافية بالبحر الكاريبي، وهو عبارة عن دائرة مؤلفة من 26 تمثالا لبشر بالحجم الطبيعي من إبداع المثال البريطاني جاسون تيلور، وقد وضعت هذه التماثيل هناك ليس لتسلية الغواصين، وإنما لتصبح واحدا من أبرز الحيود المرجانية الاصطناعية التي تستهدف تشجيع الحياة البحرية.

وفق جريدة البيان الإماراتية، فقد صبت التماثيل من الأسمنت، وتم إنزالها إلى الماء بالروافع، ثم استخدمت أكياس الضغط المليئة بالهواء لإنزالها إلى قاع البحر، حيث تم تثبيتها، وتكفل الوضعية الهندسية لكل تمثال حمايته من التيارات القوية، وقد وجد تيلور أن جانب الدائرة الذي يواجه التيار هو أكثر ثراء بالحياة البحرية، التي تبرز من بينها الأنواع المختلفة من الإسفنج والمرجان الرقيق والأشنة التي تجتذب أنواعا مختلفة من السمك و العديد من أنواع الإخطبوط.

الولايات المتحدة
في إطار تجربة أميركية لبناء حيد مرجانية اصطناعي، تم إلقاء عربة قديمة من عربات قطار مترو نيويورك من إحدى السفن، قبالة ساحل ولاية كارولينا الشمالية، وذلك بعد تجريد العربة البالغ طولها 18 مترا، من عجلاتها وكراسيها ونوافذها وأبوابها، لتغوص إلى قاع المحيط الأطلسي لاجتذاب الحياة البحرية والغواصين.

وبعد أن كانت هيئة مواصلات نيويورك، جرى استبدال 16622 عربة مترو، فشلت محاولة تعديل تصميم أجزاء معيبة بها، ليتم إغراق تلك العربات قبالة سواحل 7 ولايات أمريكية، كان من ضمنها ولاية نيوجيرسي، وماريلاند، وفرجينيا.

ويبدو أن الكائنات التي لاذت بها، ومنها أسماك القرش وغيرها من الأسماك العملاقة، تستمتع بالفراغ الكبير المتاح لها داخل هذه العربات، بحسب جريدة البيان الإماراتية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved