بعد تدشين منزل له في إيطاليا.. من هو جوهر الصقلي؟

آخر تحديث: الثلاثاء 16 يوليه 2019 - 8:23 م بتوقيت القاهرة

منار محمد:

دشنت مدينة "راجوزا" الإيطالية الواقعة في جزيرة صقلية، منزلا لجوهر الصقلي، القائد الإيطالي ومؤسس مدينة القاهرة؛ وذلك تزامنًا مع مرور 1050 سنة على إنشاء "الصقلي" لمدينة القاهرة، بعد قيامه بضم مصر تحت حكم الفاطميين.

وعن تدشين المنزل، قال عبدالعزيز قنصوة محافظ الإسكندرية، الذي شارك في إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمنزل، إن هذا دليلًا على الروابط الأخوية التاريخية التي جمعت بين شعبي مصر وإيطاليا.

وأضاف قنصوة، في بيان رسمي صادر عن المحافظة، أن الإسكندرية احتفلت بالإسكندر الأكبر مؤسس الإسكندرية وأيضًا جوهر الصقلي، الذي كانت عروس البحر المتوسط أولى محطاته لدخول مصر، وحان الوقت ليأخذ مكانته في إيطاليا.

وعلى الجانب الآخر، أوضح بيبي كاسي عمدة مدينة "راجوزا" الإيطالية، أن وجود منزل جوهر الصقلي في إيطاليا بالتعاون مع الجانب المصري، يعد نافذة على حضارة وتاريخ مصر وإسهاماتها للإنسانية على مر العصور.

ولد جوهر الصقلي المعروف أيضًا باسم "جوهر الرومي" عام 928 ميلادية بجزيرة صقلية الواقعة في البحر المتوسط، وانضم إلى الجيش الفاطمي وترقى في المناصب إلى أن حصل على رتبة قائد القوات الفاطمية، وكان ذلك في عهد المعز لدين الله.

واستطاع جوهر أن يضم مصر في واحدة من المهام التي كلف بها، حينما كان يتولى الخلافة في المغرب عام 952 ميلادية، وطلب منه "المعز لدين الله الفاطمي" -بعد نجاحه في الاستحواذ على مصر بعد أن كانت تحت حكم سلطان العباسيين والإخشيديين- أن يؤسس مدينة القاهرة لتصبح عاصمة مصر، وتكون مقرا لحكم الخليفة الفاطمي في مصر.

بعد اكتمال تأسيس القاهرة، طلب المعز لدين الله الفاطمي من جوهر الصقلي أن يحكم مصر نيابة عنه، لأنه الوحيد الذي استطاع ضمها بعد 3 محاولات قام بها غيره، ووفقًا لكتاب إيناس محمد البهجي "تاريخ الدولة الفاطمية"، حكم الصقلي مصر لمدة 3 سنوات، وكان خلالها عادلًا ويرد الحقوق لأصحابها.

أسس جوهر الصقلي الجامع الأزهر خلال فترة حكمه لمصر، وكان الهدف منه أن يصبح مركزًا علميًا ودينيًا يخدم الجميع في التعلم، وانتهى بالفعل من بنائه عام 972 ميلادية، حيث لم يستغرق الأمر إلا عامين فقط، وكان المسجد في البداية يقام على منتصف مساحته الحالية التي تبلغ 12 ألف متر مربع.

وفي 6 رمضان عام 972 ميلادية، أقيمت صلاة الجمعة الأولى داخل الجامع الأزهر -الذي دشنه في البداية جوهر الصقلي- ليتلقي فيه الجميع عقائد المذهب الشيعي، لكنه تحول بعد ذلك إلى مذهب أهل السنة.

وفي عام 974 ميلادية، ظهر خطر القراطمة في بلاد الشام على الفاطميين، فاستعان المعز لدين الله بجوهر الصقلي، لكنه توفى بعد عام واحد وتولى الخلافة بدلًا منه "العزيز بالله الفاطمي"، وذلك تزامنًا مع استيلاء أفتكين (كان غلام معز الدولة أحمد بن بويه أول ملوك الدولة البويهيه)، على دمشق وطرد حكامها من الفاطميين، ولذلك استعان الخليفة العزيز بالصقلي لاستعادة دمشق؛ حسبما ذكر أسامة حسن، في كتاب "رجال لهم تاريخ".

واستطاعت الدولة الفاطمية ضم دمشق مجددًا عام 368 ميلادية، من خلال جوهر الصقلي والخليفة العزيز، الذي خرج بنفسه مع الجيش لهزيمة أفتكين والقراطمة (جماعة منشقة عن الدولة الفاطمية).

وقبل أن يصاب بالمرض عام 381 هجرية، استطاع خلال خدمته للدول الفاطمية أن يفتح فلسطين والشام والحجاز بجانب مصر، ولذلك قدره الخليفة العزيز وأرسل إليه 10 آلاف دينار، وحينما توفى بالعام ذاته وهو ما يوافق 992 ميلادية، أرسل العزيز الكفن وكان عبارة عن 70 ثوبًا أغلبهم مطرز بالذهب.

وأمر العزيز أن يتولى الحسين بن جوهر الصقلي منصب والده، ولقبه بـ"القائد بن القائد".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved