مدير مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية فى حوار لـ«الشروق»: الطلاق يمثل 60 % من أسئلة قسم الأحوال الشخصية عن الطلاق

آخر تحديث: الأربعاء 18 سبتمبر 2019 - 1:21 م بتوقيت القاهرة

أحمد بدراوى:

نتلقى 6 آلاف طلب فتوى أسبوعيا.. وأسئلة الإلحاد توجه أكثر من طلاب الكليات العملية.. وبعض الأسئلة نبحثها ونحيلها إلى هيئة كبار العلماء.. ونحرص أن تكون فتاوانا متوافقة مع دوائر الإفتاء

 

قال مدير مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية الدكتور أسامة الحديدى، إن المركز رصد ارتفاعًا فى الاتصالات التى يتلقاها حول الطلاق بنسبة تصل إلى 60 %، للفئات العمرية من 18 إلى 35 سنة، لافتا إلى أن ارتفاع تلك النسبة كان السبب فى إنشاء وحدة لم الشمل، مؤكدًا مساعى الوحدة لتوسيع عملها من 7 أفراد إلى 500 فرد على مستوى الجمهورية.

وذكر فى حوار مع «الشروق»، أن المركز يتلقى 6 آلاف فتوى أسبوعية، يرد عليها 165 عضوًا، وأن بعض الأسئلة تحال إلى قسم البحوث فى المركز ثم إلى هيئة كبار العلماء، مشيرا إلى أن المركز يستهدف مواجهة فوضى الفتاوى، وأن المركز لا يريد أن يكون سببًا فى تضارب الفتوى، إذ إنه لا يمكن أن يصدر فتوى مغايرة لدار الإفتاء بما يؤدى إلى حدوث فوضى.

وأوضح أن المركز رصد عددا من الظواهر فى مقدمتها، أن 40% إلى 60% من الأسئلة تدور حول الطلاق، لافتا إلى أن معظم الاتصالات التى يتلقاها المركز حول الإلحاد تأتى من أعمار 15 إلى 35 سنة، ومن مثل الصيدلة والهندسة والطب.

وإلى نص الحوار:

* فى البداية.. كيف يعمل مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية؟
ــ المركز لديه تطبيق متطور تكنولوجى يستطيع استقبال من 90 إلى 100 مكالمة فى الدقيقة الواحدة، ويتيح تسجيل جميع بيانات المتصل، الاسم والسن ورقم الهاتف ونموذج السؤال، وبعد الانتهاء من الإجابة على السؤال يكتب القائم بالفتوى نموذجا مختصرا للسؤال وللحكم الشرعى.
والخاصية تهدف إلى ضبط الفتوى، إذ إن المتصل ذاته لو اتصل مرة أخرى ليكرر السؤال يظهر أمام زميل آخر نفس الشاشة بنفس إجابة زميله، بما يضمن أن تكون الإجابة بنفس المنهجية، إذ إن ضبط الفتوى هى هدف المركز الذى يعمل وفق منهجية الأزهر الذى يعتمد على التعددية المذهبية، وهو مركز أنشأ عام 2016.
ونعمل فى المركز على ركيزتين، تفاعلية وهى التفاعل المباشر مع الجمهور، وركيزة داعمة للركيزة التفاعلية وهى تتمثل فى قسم الفتاوى الهاتفية.. وفى الجانب التفاعلى لدينا أقسام للعبادات وقسم للمعاملات وقسم للأحوال الشخصية وقسم فكر وأديان وقسم للرسائل النصية والتواصل الالكترونى، وقسم يستقبل أسئلة الجمهور من خلال الماسنجر وتطبيق الواتس ومن خلال موقعنا.

* ما الآليات التى يتم العمل بها داخل المركز؟
ــ المركز يضم 10 أقسام، وهى الفتاوى الهاتفية، الفتاوى النصية والتواصل الالكترونى، وفتاوى النساء، وفتاوى اللغات، والتدريب والتطوير، والمتابعة الإعلامية، والعلاقات العامة والإعلام، والبحوث والمراجعة والمتابعة، وحدة لم الشمل، وحدة مواجهة الإلحاد.. ولدينا خط ساخن 19906، للرد على الفتاوى الهاتفية والحالات الخاصة بوحدة لم الشمل.
ونعمل على تقارير يومية وأسبوعية وشهرية ونصف سنوية وسنوية، ولدينا تحليل للبيانات، ومعرفة أبرز الأسئلة انتشارًا ودورانًا، والتى قد تصنع ظاهرة ما، ونتعاون مع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الذى يتحدث ويرصد الفتاوى المغلوطة من جماعات معينة، والمرصد يطلب منا فتوى معينة، ويقوم قسم البحوث فى المركز بالرد عليها.

* كم فتوى تتلقونها أسبوعيًا؟
ــ المركز يصدر 6 آلاف فتوى أسبوعيًا فى الأيام العادية، وفى المواسم الدينية، نعمل فترتين من الثامنة والنصف صباحًا إلى التاسعة مساءً، والأسئلة حينها تزيد على المتوقع.. وهناك 165 عضوا ما بين أعضاء هيئة تدريس، وأعضاء للفتوى، بما فيهم قسم فتاوى النساء، وعددهن 18 مفتية.

* من الأكثر فى طلب الفتوى النساء أم الرجال؟
ــ النساء الأعلى طبعًا، الرجال أسئلتهم متخصصة ومركزة، النساء ربما فى الاتصال الواحد يسألون فى أمور فقهية كثيرة.

* هل هناك أطفال يتصلون بكم؟
ــ بالفعل.. ونحن نراعى الجانب التربوى، وحين ذهبنا إلى المدارس، فوجئنا أن وسائل التواصل الاجتماعى التى أفسدت على الناس أمور حياتهم، دفعت الآباء للانشغال عن أبنائهم، وجدنا طالبة فى الصف الأول الإعدادى تشكو أن والديها منشغلان عنها بالهاتف، ما دفعها هى الأخرى للهروب إلى الواقع الافتراضى.

* ما الظواهر التى رصدها المركز؟
ــ هناك ظاهرة رصدناها من كثرة الاتصالات التى يتلقاها قسم الأحوال الشخصية وهى أن 40% إلى 60% من الأسئلة تدور حول الطلاق.. ما دفعنا لإنشاء وحدة لم الشمل فى أبريل 2018، وهى وحدة اتخذت إجراءات شتى فى 27 محافظة من محافظات الجمهورية بعد ما رأيناه من ظاهرة الطلاق، خاصة بين الفئة العمرية من 18 إلى 35 سنة وهم غالبية الاتصالات التى يتلقاها المركز حول الطلاق فى قسم الأحوال الشخصية.
والوحدة من إبريل 2018 إلى سبتمبر 2019، تمكنت من لم شمل 2700 أسرة، وهو رقم كبير بالنظر إلى عدد العاملين فى الوحدة والبالغ 7 أفراد، يعاونهم ما لا يزيد عن فردين فى كل محافظة، ونعمل حاليا مع قطاعات «الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية وقطاع المعاهد الأزهرية» على توسيع دائرة العاملين فى الوحدة لتصل إلى 500 فرد، حتى نستطيع تغطية أكبر عدد ممكن من الجمهورية فى أقل وقت ممكن، ونسقنا مع وزارتى العدل والداخلية وعدد من الجهات التى اجتمعت فى المشيخة لمناقشة الظاهرة.
وخلال الفترة الماضية، أنشأنا برامج للتوعية الأسرية، من خلال 4 محاور وهى التعريف بالأسرة، وأهمية الترابط الأسرى، ومخاطر التفكك الأسرى، ومهارات التواصل الأسرى، وتنمية الذات والأبناء، فضلا عن حملات الكترونية يقوم بها قسم الرسائل النصية والتواصل الالكترونى.
وهناك حملات متغيرة طبقًا للظواهر، مثل بياناتنا عن لعبة «بابجى» و«الحوت الأزرق» و«مومو»، وهى ألعاب تمثل خطورة على المجتمع، وتجعل الطفل أكثر جاهزية لاستخدام السلاح، وهى ألعاب اتخذت دور تدابير وأوقفتها، بجانب بياناتنا فى مواجهة الإلحاد، والتى أظهرت أن معظم الأسئلة التى نتلقاها حول الإلحاد من أعمار من سن 15 إلى 35 سنة، ومن طلاب الكليات العملية مثل الصيدلة والهندسة والطب.

* هل هناك أمور فقهية جدلية تستلزم تأنيا فى الرد؟
ــ هناك بعض الأمور التى تثار فى المجتمع بين الحين والآخر وهى تحدث جدلا مجتمعيا فى العالم لا مصر فقط، مثل مسألة تجميد البويضات، وما قد يترتب عليها من حديث عن تجميد الحيوانات المنوية، وتلك قضايا معاصرة ومستحدثة.
والأسبوع الماضى ورد لنا سؤال من متصل فى أمريكا، حول مسألة تجميع ألبان الرضاعة فى مكان واحد وتوزيعها على الأجنة، وهى مسألة جدلية تحتاج لعلماء طب وصحة نفسية وعلماء دين متنوعين، ويعمل عليها قسم البحوث فى المركز للخروج بالرأى الشرعى الواضح والصحيح.
ونراعى فى القضايا الكبرى، عدة أمور، أهما احترام الجهات التى تعنى بالإفتاء، ولا نتخذ قرارًا منفردًا فى الفتوى، وإنما نقوم بعمل بحث تأصيلى لها ثم نحيلها إلى هيئة كبار العلماء، ثم ينتهى رأى المركز فى الفتوى، لأن الفتوى بمثابة تشريع جديد.

* هل تنسقون مع دار الإفتاء المصرية؟
ــ يجب على أى دولة تراعى الاستقرار وتنشده، ان تسعى لنوع من التواصل مع جميع المؤسسات، إذ إن دورنا هو مكافحة الإرهاب والتطرف وفوضى الفتاوى، ونتواصل مع الجميع، لتصحيح المفاهيم، ومحاربة عواقب فوضى التكفير، وتلك كلها جهود مهمة فى تجديد الخطاب الدينى.
والمركز يحرص على ألا يكون سببًا فى تضارب الفتوى، إذ لا يمكن أن تفتى الدار أو الأوقاف بفتوى، ونخرج نحن بفتوى مغايرة، بما يُحدث فوضى، فحين أنشأنا وحدة لم الشمل دعونا دار الإفتاء المصرية، لأن هدفنا استقرار المجتمع.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved