الإعلام الغربي: «تسونامي انتخابي» يضرب تونس

آخر تحديث: الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 7:22 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري ورباب عبدالرحمن


تليجراف: النتائج الأولية «هزة» للمؤسسات السياسية.. و«لوموند»: تمرد على النخبة السياسية.. و«لاكروا»: الوضع الاقتصادي المتدهور وراء تلك النتيجة


اعتبرت وسائل إعلام غربية، اليوم الاثنين، أن المؤشرات الأولية لنتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التونسية، بمثابة "تسونامي سياسي"، وتمرد على النخبة السياسية التي تحكم البلاد منذ عام 2011، ووصفتها بأنها "ثورة الياسمين الثانية".

وجاء تقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية عن الانتخابات، تحت عنوان " تونس: تمرد انتخابي ضد أحزاب النظام"، معتبرة أن نتيجة الانتخابات تمثل "انتفاضة انتخابية" في تونس. وأوضحت الصحيفة أن التونسيين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية يتحدون النخبة السياسية القائمة.

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن رئيس معهد "سيجما كونسيل" حسن زرقوني، قوله إن "جميع مرشحي النظام التونسي الحالي يعانون من خيبة أمل قاسية"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن المرشحين المتصدرين قيس سعيد ونبيل القروي نموذجان مختلفان تمامًا أيدولوجيًا.

ورأت "لوموند" أن القروي لديه طموحه في تحويل عملية التعاطف معه إلى ربح سياسي، معتبرة أن سجنه بعد إعلان ترشحه للرئاسة أدى إلى تعاطف التونسيين معه"، مشيرة إلى أنه إذا تأكد تأهل القروى إلى الجولة الثانية فسيكون ذلك وضعًا غير مسبوق في العالم لإجراء انتخابات رئاسية من السجن.

وأوضح الموقع الفرنسي أن النتائج التي أظهرتها الاستطلاعات لشركتي "سيجما" و"إمرود" تشكل زلزالًا سياسيًا حقيقيًا في تونس، لكون المرشحين المؤهلين للدور الثاني هما قيس سعيد، أستاذ القانون الدستوري غير المعروف على المستوى الدولي، ونبيل القروي، قطب الإعلام الذي شارك في الحملة الانتخابية من محبسه.

ولفت الموقع إلى أن التونسيين الذين صوتوا شاركوا بنسبة 45%، اختاروا إنهاء النظام الذي ساد منذ أعقاب ثورة 2011، فلم يتمتع أي من الشخصيات الرئيسية التي ميزت السنوات الثماني الماضية برضا الناخبين.

واعتبر "مغرب أنتليجانس"، أن تونس تعد مرة أخرى نموذجًا لجميع الدول العربية من خلال إعادة تطوير نفسها لمستقبل جديد والتصويت لمرشحين خارج الهياكل الكلاسيكية والمؤسسية.

ورأت صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية، أن التونسيين يسبحون عكس التيار باختيار تأهل وجوه سياسية جديدة. وأضافت الصحيفة أن "هذا السيناريو بمثابة صاعقة تضرب النخبة السياسية التونسية التي تتولى السلطة منذ ثورة 2011، وتفتح صفحة جديدة في تاريخ تونس".

من جهتها، أشارت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، إلى أن الانتخابات الرئاسية هذا العام تختلف عن الحملة الانتخابية عام 2014، موضحة أن الأمر لم يعد فقط رأب الانقسامات الداخلية بين التيارات الإسلامية وتيار التحديث، ولكن الوضع الاقتصادي المتدهور يشغل التونسيين أكثر من أي شيء.

وأوضحت الصحيفة أن اهتمام التونسيين بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية قلل من مكانة القوى السياسية وعلى رأسها حركة النهضة الإسلامية، وحركة نداء تونس، الذين أصبحوا جزءًا من الحكومة، التي لم تتمكن من تقديم حلول للأزمة الاجتماعية التي يعاني منها التونسيين، في ظل ارتفاع معدلات البطالة لدى الشباب ومعدلات التضخم التي وصلت إلى أكثر من 7% سنويًا.

فيما اعتبرت محطة "فرانس إنفو" التلفزيونية الفرنسية أن التصويت تم في أجواء من الرفض التام للنخب السياسية، على خلفية الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي تشهدها البلاد.

من جهتها، اعتبرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أن النتائج الأولية للانتخابات تمثل هزة للمؤسسات السياسية التقليدية.

وقال شاران جروال، وهو زميل زائر في معهد بروكينجز: إن "التونسيين مستاؤون من النظام الذي فشل في تحسين الاقتصاد أو تلبية احتياجات الناس الأساسية"، مضيفًا إنهم "يتطلعون إلى وجوه سياسية جديدة لتغيير النظام"، مشيرًا إلى أن سعيد والقروي لم يسبق لهما شغل أى منصب سياسي".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved