حملة لا تلمس ملابسي المحتجة على طالبان: لا نريد طمس الثقافة الأفغانية

آخر تحديث: الخميس 16 سبتمبر 2021 - 8:37 م بتوقيت القاهرة

ياسمين سعد

شاركت مئات النساء الأفغانيات في هاشتاجيّ "لا تلمس ملابسي"، و"ثقافة أفغانستان"، احتجاجا على ما تفرضه طالبان من قواعد جديدة لملابس المواطنات الأفغانيات، حيث نشرت المشاركات بالحملة صورهن عبر الهاشتاجين مرتديين زيهن الأفغاني التقليدي بألوانه الزاهية الأصلية، بحسب ما ذكر في موقع فرانس 24.

وجاءت هذه الحملة بعدما ارتدت بعض النساء الأفغانيات يوم 11 سبتمبر الماضي، عباءات سوداء طويلة، تغطي من أول رؤوسهن إلى إصبع قدمهن، في مظاهرة دعما لطالبان.

وتناقضت ملابس السيدات المشاركات في الحملة مع ملابس السيدات الداعمات لطالبان في كل شيء، حيث كانت هذه الملابس زاهية الألوان، لا تغطي الرأس، ومليئة بالرسوم المبهجة، على عكس ملابس نساء طالبان اللاتي ارتدين عباءات سوداء فقط.

وقال الدكتور بهار جلالي، أستاذ التاريخ السابق بالجامعة الأمريكية بأفغانستان، ومؤسس حركة "لا تلمس ملابسي"، لموقع فرانس 24، إنه عندما نشر صورة لنفسه بالزي الأفغاني، وكتب عليها لا تلمس ملابسي، لم يكن يعلم أن هذا سيشجع مئات الأفغانيين على نشر صورهم بالزي الأفغاني التقليدي أيضا.

وأضاف جلالي أن الهاشتاج انتشر بين الناس بسرعة كبيرة، وأن هذا يدل على قوة المعنى الذي يمثله الهاشتاج، وهي أن الأفغانيون غير راضون عمّا يحدث في بلدهم.

وتابع: "استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان هو هجوم على هويتنا الوطنية، أشعر بالقلق بشأن ما سيحدث للثقافة الأفغانية في المستقبل، ولذلك عندما رأيت النساء الداعمات لطالبان، يرتدين ملابس لم أرها من قبل في أفغانستان، لم أرد أن يظن العالم أن هذه هي حياتنا وثقافتنا، وشعرت أنه من الضروري استخدام قوة الصور لمحاولة حجب تلك المعلومات غير الصحيحة عن الشعب الأفغاني".

وأوضح أن الكثير من المتعلمين الأفغان تركوا البلاد خلال الأربعة عقود الماضية، مشيرا إلى أنه أصبح لزاما عليهم نشر الوعي بالثقافة الأفغانية من مكانهم بالخارج، وأن الخطوة التالية لحملة لا تلمس ملابسي، ستكون أكبر وأعمق من توضيح ثقافة الأزياء الأفغانية للعالم، وسيتم نشرها على أوسع نطاق ممكن.

ومن جانبها، شرحت هوميرا ريزاي لموقع فرانس 24، أن أفغانستان دولة شديدة التنوع، لأنها تضم بين جوانبها أكثر من 14 قبيلة، وكل قبيلة لها طريقة ملبس خاصة بها، وكلهم يشتركون في صفة واحدة، وهي أن الملابس بها العديد من الألوان الزاهية، وليس أيا منها ما تريد طالبان أن ترتديه النساء حاليا.

وقالت هوميرا: "أنا من قبيلة الهازارا، وهذه القبيلة ترتدي ألوان الأزرق، الأخضر، الأصفر والأبيض، وهذه الألوان متوارثة عبر الأجيال، ونقوم بارتداءها في المناسبات، لأن هذه الملابس يتم شغلها يدويا، ويستغرق صنعها وقتا طويلا، ولذلك شاركت بالحملة، أريد أن يرى العالم أن هذه هي ملابسنا وثقافتنا، وليست الملابس السوداء التي تريد أفغانستان فرضها علينا".

وتمنت أن تقاوم النساء الأفغانيات الموجودات الآن داخل أفغانستان هذه الثقافة الدخيلة عليهم، مؤكدة أنها لم تر أيا من أقاربها يرتدي هذه الملابس، مما يعني أن النساء لا زلن يقاومن، ولكنها لا تعلم إلى متى ستستمر هذه المقاومة، لأنها تعلم أن طالبان ستستخدم العنف لتحقيق ما تريده في النهاية.

يذكر أن طالبان أعلنت الأحد الماضي، 12 سبتمبر، الفصل بين الجامعات، وأن هناك قواعد جديدة في الملبس سيتم تطبيقها على الطالبات، وأكد وزير التعليم العالي، عبد الباقي حقاني، هذا التصريح قائلا، "الطالبات سيرتدين الحجاب وفقا للشريعة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved