حياة زوجية ناجحة.. حتى لا يتحول حلم السعادة إلى كابوس

آخر تحديث: الجمعة 16 أكتوبر 2015 - 11:54 ص بتوقيت القاهرة

كتبت: هالة رشاد

يعتقد الكثيرون منا، أن تحقيق حلم الزواج من فتى الأحلام هو نهاية المطاف. لكنه فى الواقع قد يكون الخطوة الأولى فى طريق سعادتك عندما تنجحين. أو أولى خطوات شقائك إذا ما فشلتى فى الحفاظ على هذا النجاح.

إن حرص كل شخصين على استمرار الحياة بينهما يتطلب تقديم بعض التنازلات واتخاذ بعض التدابير التى تضمن الاستمرارية. أنت بحاجة لمزيد من الصبر، إنكار الذات، الاهتمام بالآخر، فكلها مفاتيح لأبواب السعادة. يمكنك الآن تحويل كل مؤشرات فشل حياتك الزوجية فى الاتجاه الآخر نحو النجاح والاستمرارية، باتباع بعض النصائح البسيطة التى تكفل لك السعادة حتى آخر العمر.

• الاهتمام بالآخر:
لقد ارتضى كلاكما على فكرة مشاركة الآخر حياته، لكن المشاركة وحدها لا تكفى إن لم تكن مغلفة بالاهتمام، الإنصات للآخر، تلبية طلباته قبل أن يطلبها، الحرص على أن يبدو دائما فى أفضل صورة أمام الآخرين، أن تكون موجودا فى حياة شريكك بالعمل وليس بالكلام، استمعى له حين يحدثك عن عمله حتى لو كان الحديث مكررا ومملا، حاولى مساعدته فى اتخاذ القرارات، احترام كل منكما لمواعيد الآخر فى النوم واليقظة، عدم الانشغال بغيره، حين تكونان معا احرصا على غلق هواتفكما والاستمتاع بالصحبة، شاركيه هواياته وميوله وأصدقاءه، الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التى كانت تسعد كل منكما فى مرحلة الخطوبة، حين كان يحرص على أن يفتح لك باب السيارة وأنت تحرصين على استخدام عطره المفضل، لا تهملى هذه التفاصيل البسيطة التى ننساها عادة بعد الزواج فهى التوابل التى تحافظ على وهج العلاقة. الاهتمام هو حجر الأساس فى العلاقة الزوجية الناجحة، أما الإهمال فيقضى على كل مقومات سعادتك.

• التلامس الجسدى:
التلامس بين الزوجين لا يقتصر أبدا على العلاقة الحميمة، وهو ما يجهله الكثيرون، تدليك قدميه وظهره حين يعود متعبا من عمله، تمرير أصابعك فى خصلات شعرها المسترسل، وضع يديك على يديه وأنتما تشاهدان التلفاز، كل أنواع التلامس تضفى لمسة من الحنان على علاقتكما وتعطيها بعدا يختلف عن غيرها من العلاقات الأخرى التى يلاقيها كل منكما فى حياته اليومية. فالتلامس الجسدى بينكما هو ما يميز علاقتكما عن غيرها من العلاقات الأخرى المحيطة بكما.

• الشعور بالامتنان:
يبذل كل منكما أقصى ما يستطيع من أجل إسعاد الآخر، لكنه فى نفس الوقت ينتظر كلمة امتنان وشكر على المجهود الكبير الذى يبذله. فليشعر زوجك دائما بامتنانك على مجهوده من أجل توفير حياة أسرية تليق بكما ولتشعر زوجتك بامتنانك على ما أعدته لك من طعام حتى لو كان ما يفعله كل منكما على سبيل المجاملة، الكلمة الطيبة تكون كالماء الذى يروى زهور العلاقة حتى تتفتح من جديد. ولا تنسى أن الكلمة الطيبة صدقة تحيى علاقتكما حتى إن الله سبحانه وتعالى أباح الكذب بين الزوجين ليحافظ على المودة والرحمة بينهما، الامتنان ليس فقط لما يقدمه كليكما للآخر، لكن الامتنان يكون بمجرد فكرة الارتباط بينكما.

• تفقد الأحوال:
لماذا ننتظر لحظات المرض والأزمات لنكون بجوار الطرف الآخر، ولنطمئن على أحواله، الإحساس بأن هناك من يهمه أمرك دون أن تتحدث إليه يجعل بينكما قدرا كبيرا من المودة، إذا اشتكى لكى من عمله فتابعيه حتى ينتهى من حل مشكلته دون إلحاح وليشعر بأن أمره يشغلك، كذلك عليك بتفقد أحوالها أثناء انشغالك فى عملك فلا شىء يسعدها بقدر مكالمتك لها لمجرد السؤال: هل أنت على ما يرام؟

تفقد الأحوال يعنى رغبة كل منكما فى مشاركة الآخر مشكلاته قبل سعادته، الاهتمام بالأمور حتى نهايتها، فالبعض يهتم بالأمر فى بداية المواقف ثم يفتر وينسى، ولكن تفقد الأحوال يقتضى المتابعة الدائمة.

• الاهتمام بالمظهر:
قصة شعرك الجديدة واهتمامك بنظافتك الشخصية فى البيت، حرصك على ذقنك الحليقة وملابسك حتى فى يوم الإجازة، على كل منكما البحث دائما عن تجديد جاذبيتة فى عين الآخر، تذكرى دائما أن الحصول على زوج أسهل كثيرا من الاحتفاظ به، لا ينبغى أن يتعامل كل منكما مع الآخر من منطق الضمان الأبدى، ولكن ليحرص كل منكما على صورته فى البيت أولا قبل حرصه على مظهره أمام الآخرين. كلا الطرفين يحرص على أن يبدو جميلا فى عين الآخر وليس فى عين الآخرين، عادة ما يحدث العكس تتجمل المرأة خارج المنزل أكثر مما تتجمل بداخله وكذلك الرجل، لا تتعاملى معه من منطق لابد أن أكون على طبيعتى فى البيت، فطبيعتك لا تعنى إهمالك لنفسك بل العكس أن تكونى أكثر حرصا على مظهرك، ولا تنس أنه يبحث دائما على أن يسره النظر إليك.

• المشاركة:
الهواية المشتركة تخلق جوا من المشاركة بينكما خاصة فى أوقات الفراغ. المشى يوميا معا لمدة نصف ساعة فى النادى، الذهاب لتناول وجبة العشاء مع الأصدقاء المشتركين مرة كل أسبوع، مساعدتها فى إعداد وجبة الإفطار يوم الإجازة، كل ذلك يخلق جو من الألفة بينكما، لا تلوميه إذا كان يقضى وقتا طويلا مع أصدقائه لممارسة بعض الألعاب ما دمت لم تسع لتعلمها ومشاركته إياها، المشاركة فى الهوايات يلغى حاجز الخرس الزوجى الذى يصيب الزوجين عادة بعد فترة معينة من الزواج.

• التسامح:
لا تتعامل مع الآخر بروح النقد وتصيد الأخطاء، الحياة تحتاج لقدر من التسامح بينكما حتى تستمر بنجاح، لا داعى لخلق المشكلات على أشياء بسيطة يمكن تجاهلها حتى فى المشكلات الكبيرة التى تنشأ بينكما فلا داعى لتضخيمها ولكن ليلتمس كل منكما للآخر الأعذار حتى تخف حدة المشكلة، يجب على كل طرف ألا يعيد شريط المشكلات بينه وبين الطرف الآخر مع كل مشكلة تواجهكما ولكن يجب طى ما مضى بينكما فى زوايا النسيان حتى لا تزيد المشكلة وتكبر فى كل مرة عما قبلها.

• السرية:
الحياة بين الزوجين تشبه طرفى المقص قد يسير كل منهما فى اتجاه ولكن ويل لمن يقف بينهما، لا داعى لإقحام الأسرة أو الأصدقاء فى المشكلات التى تنشب بينكما حتى لا تتصاعد المواقف، حافظى على أسراره التى يأتمنك عليها حتى يبقى على ثقته بك، الحوار الذى يدور بينكما فى الخفاء يجب ألا يخرج من الحجرة التى تتحدثان فيها، الحياة الزوجية مستودع أسرار، كل طرف عند الآخر حتى لو لأقرب الأشخاص إليك.

• الإيمان بالطموح:
على كل منكما الإيمان بطموح الآخر وبقدرته على إنجاز أحلامه وأمنياته، لا داعى لبث الإحباط فى نفس الطرف الآخر حتى لو كانت أحلامه أكبر من إمكانياته، ولكن على كل طرف بذل أقصى جهده حتى يتمكن الآخر من تحقيق جزء من الطموحات.

• الاحترام:
الحب وحده لا يكفى ولكن الاحترام هو الأساس لنجاح أى علاقة بين طرفين خاصة فى العلاقة الزوجية، والاحترام يكون فى وجوده وغيابه، فى الرضا والغضب، أن يحترم كل منكما رأى الآخر أمام الآخرين حتى لو لم يكن مقتنعا به ومناقشته فيما بعد على انفراد، احترام كل منكما للآخر فى أسلوب تربية الأولاد حتى ينشأ الأبناء على رأى واحد وعلى احترامكما، الاحترام هو سر نجاح الحياة الزوجية.

• كسر الروتين:
الحياة الزوجية الروتينية تصيب الزوجين بالملل والخرس الزوجى، أجمل ما فى علاقتكما قبل الزواج هو عنصر المفاجأة، يفاجئك وتفاجئينه بأشياء لم تخطر على بال أى منكما، مما يجعل كل طرف ينتظر ماذا سيقدم له الآخر دون توقعه كحق مكتسب، فى الزواج نترك أنفسنا للروتين شكلا وموضوعا، لا تغيير فى المظهر ولا فى الجوهر، ولتجديد علاقتكما ماعليك سوى كسر الروتين، غيرى مكان الأثاث بين وقت وآخر لتغيير شكل البيت، فاجئها بهدية دون مناسبة أو برحلة إلى مكان هادئ تستعيدان فيه ذكرياتكما معا. التغيير مطلوب حتى تقتلين الملل قبل أن يقضى على علاقتكما.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved