صغار في الذهاب وفي الإياب.. في ذكرى ميلاده: هل كان شوقي يكره عرابي؟

آخر تحديث: الثلاثاء 16 أكتوبر 2018 - 12:20 م بتوقيت القاهرة

شيماء شناوي

«صـَغـار في الذهـاب وفي الإياب.. أهــذا كـــل شــأنك يـا عرابي.. عفـا عــنك الأبـاعد والأداني.. فمـن يعـفو عن الوطـن المصـاب؟» بهذه الأبيات القاسية هجى أمير الشعراء أحمد شوقي، الزعيم الوطني أحمد عرابي، عند عودته من منفاه الإجباري.

وفي ذكرى مولد أحمد شوقي الـ150 نستعرض موقف العداء الذي كنه شوقي أمير الشعراء، لعرابي زعيم الفلاحين.

بحكم نشأة «شوقي» في قصر الخديوي إسماعيل، مع جدته لأمه التي كانت تعمل وصيفة هنأك وتكفلت بتربيته، اقترب أمير الشعراء من رجال القصر وأحبوه وأحبهم، وعندما سافر إلى فرنسا على نفقة الخديوي توفيق، لدراسة الحقوق في مونبليه، كان يرسل قصائد مديح في الخديوي توفيق، وهو ما أهله بعد عودته إلى مصر أن يصبح شاعر القصر المقرب من الخديوي عباس حلمي الذي تولى الحكم بعد وفاة والده الخديوي توفيق، ونظم للخديوي عباس أيضًا قصائد مدح في عدة مناسبات مختلفة، وبهذا كان في بداية حياته متجاهلًا لما يحدث خارج أسوار القصر الملكي، بل وأكثر من ذلك فإنه لم يتردَّد مطلقًا في الهجوم على رموز الحركة الوطنية المصرية، ومنها أحمد عرابي.

ونظم «شوقي» قصيدتين لهجاء الزعيم المصري أحمد عرابي بعد عودته من المنفى، وقد نشر أول قصيدة وكانت بعنوان «عاد لها عرابي» عام 1901 لكنه وقّعها بإمضاء «نديم» وتبين بعد ذلك أنها من نظمه، ثم القصيدة الثانية بعنوان «عرابي وما جنى» في نفس العام أيضًا ولكن بدون توقيع.

وفي أشهر قصيدة منهما كتب شوقي يقول:

صغار في الذهاب وفي الإياب ... أهذا كل شأنك يا عرابي

عفا عنك الأباعد والأداني ... فمن يعفو عن الوطن المصاب

ولم تتبدل مواقف أمير الشعراء إلاَ بعد خلع الخديوي عباس حلمي، أثناء تواجده في إسطنبول للعلاج وإعلان مصر محمية بريطانية، وبعد فشله في التقرب من الحاكم الجديد السلطان حسين كامل، ثم نفته قوات الاحتلال بريطانيا عام 1915 إلى إسبانيا، ولكنه عاد بعد 5 سنوات ليصبح شاعر الشعب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved