بعد اقتسام البوكر.. أعضاء لجنة التحكيم: الجائزة هذا العام «غير عادلة وعنصرية»

آخر تحديث: الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 9:08 م بتوقيت القاهرة

منى غنيم

عضو لجنة تحكيم سابق: البوكر أضاعت فرصة حقيقة لصناعة التاريخ
أيشار برار: القرار يتجاهل الأبعاد الاجتماعية للفوز ولا سيما إذا أخذنا في الاعتبار تاريخ بريطانيا العنصري
سام لايث: «فشل ملحمي وأمر غير عادل سواء بالنسبة لآتوود أو لإيفاريستو»
سانا جويل: «تجاهل صريح من لجنة البوكر للاحتفاء بفوز أول سمراء بالجائزة»

 


واجهت مؤسسة البوكر العديد من الانتقادات بعد منحها هذا العام الجائزة مناصفة بين الكاتبة الكندية مارجريت آتوود، والكاتبة البريطانية برناردين إيفاريستو. حيث تقاسمت الكاتبة السمراء قيمة الجائزة مع آتوود. والتي تقدر ب 50 ألف جنيه إسترليني، فحصلت على 25 ألف جنيه إسترليني فقط، مما اعتبره العديد من النقاد وأعضاء لجنة التحكيم السابقين خطوة مسيئة لإيفاريستو، وملوثة ببقايا العنصرية البريطانية السابقة ضد ذوي البشرة الملونة؛ وفشل من قِبَل اللجنة في الاحتفاء بفوز أول امرأة سمراء في التاريخ بجائزة بحجم جائزة البوكر.

وقد سبب قرار رئيس لجنة تحكيم البوكر، بيتر فلورينس، صدمة في الوسط الثقافي البريطاني يوم الإثنين الماضي، بعد قرار الخروج عن النص ومخالفة القاعدة التي كانت قد وضعتها لجنة البوكر عام 1992، بعدما منحت الجائزة مناصفة بين الكاتب السيريلانكي مايكل أونداتجي، عن رواية "المريض الإنجليزي"، والكاتب الإنجليزي باري انسورث عن الرواية التاريخية "الجوع المقدس"، ثم أعلنت أنها لن تقوم بتقديم الجائزة مناصفة مرة أخرى بعد الآن. كما أنها لن تقوم بسحبها من أحد الفائزين تحت أي ظرف.

وبهذا الفوز، توجت «إيفاريستو» كأول امرأة بريطانية سوداء تحصد الجائزة منذ دورتها الأولى عام 1969، وقد أعربت في المؤتمر الصحفي الذي أعقب فوزها عن سعادتها الغامرة بالفوز، وبمشاركة الجائزة مع «آتوود» حتى وإن كانت مناصفة.

"غاضبة جدًا"، كان تعليق الكاتبة الهندية سوني سينج، الشريك المؤسس لجائزة "يالاك" البريطانية التي تمنح لأفضل كتاب قام بكتابته كاتب من ذوي البشرة السمراء في المملكة المتحدة. كما صرّح عضو سابق من أعضاء لجنة البوكر- طلب عدم الإفصاح عن اسمه- بأنه شعر بـ" خيبة أمل كبيرة بأن لجنة البوكر قد أضاعت فرصة حقيقة لصناعة التاريخ".

«فشل ملحمي وأمر غير عادل سواء بالنسبة لآتوود أو لإيفاريستو»، هكذا وصف سام لايث، العضو السابق بلجنة التحكيم، قرار اللجنة هذا العام مقاسمة الجائزة بين الكاتبتين، مشيرًا أن هذا من شأنه أن يدخل الشك في نفس القارىء الذي سيظن أن إحدى الكاتبتين قد حظيت بنوع من أنواع الواسطة أو المحسوبية داخل أعضاء لجنة التحكيم"، وأن حسابات المعادلة لم تكن أدبية 100% حسبما ذكرت جريدة الجارديان البريطانية.

«الحكام كانوا ضيقي الأفق»، كان رأي أيشار برار، مدير التحرير في دار نشر "نايتس أوف" مضيافًا أنه بالرغم من إدعاء الحكام بأنهم قد فعلوا ذلك من أجل إبراز أهمية الكتابين في المحيط الثقافي إلا أن القرار يتجاهل بالكامل الأبعاد الاجتماعية لهذا الفوز"؛ لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار تاريخ بريطانيا العنصري المعروف ضد الملونين.

وقالت سانا جويل، محررة المحتوى الرقمي لدى مجلة "واسافيري" للكتابة المعاصرة في المملكة المتحدة أن "المسألة ليست مسألة استحقاق أتوود الفوز بالجائزة من عدمه، ولكنها مسألة تجاهل صريح من لجنة البوكر للاحتفاء بفوز أول سمراء بالجائزة".

وعلى الصعيد الآخر، أشاد البعض بالجائزة؛ مثل شارمين لافجروف، رئيسة دار نشر "دايلوج بوكس" البريطانية -وهي سمراء بدورها- حيث صرّحت بعد مؤتمر الإعلان عن جائزة البوكر "أنها كانت ليلة غيراعتيادية، وأن قرار مناصفة الجائزة يظهر أن المعيار الوحيد في الاختيار هو أفضل عمل أدبي"، وأضافت أنها كانت ليلة رائعة لأنصار النسوية وللنساء السمراوات عمومًا اللواتي يصنعن التاريخ بخطوات واثقة نحو المساواة.

وللمفارقة المثيرة فإن رواية إيفاريستو « فتاة، امرأة، وأخرى»، تركز على قضيتين رئيسيتين هما: العنصرية والنسوية؛ فالعنصرية لازالت حاضرة حتى يومنا هذا في المملكة المتحدة، ونجد أن مجتمع السمر في الرواية يناهضها عبر "الشللية" أو مؤازرة الأبطال لبعضهم البعض في المواقف والأزمات، بالإضافة إلى التسامح فيما بينهم، وحرصهم على أن يكونوا عائلة واحدة كبيرة في كل الأوقات، وقد قالت إيفاريستو في المؤتمر الصحفي عقب الفوز أنه يتعين على السمراوات الكتابة عن أنفسهن بأنفسهن؛ لأنه لن يقوم أحدًا بتخليدهن في عالم الأدب بالنيابة عنهن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved