المنافسة بين الجزارين تهوي بأسعار اللحوم إلى النصف في المنيا

آخر تحديث: الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 7:42 م بتوقيت القاهرة

ماهر عبدالصبور

جزارو القرى يعرضون اللحوم بـ70 جنيها.. ونظرائهم فى المدن يتهمونهم بالبيع بأقل من التكلفة
و«الزراعة»: مجهودات الدولة خفضت الأسعار 20%.. و«التموين»: حملاتنا مستمرة للتأكد من جودة المعروض

 


أدت المنافسة بين الجزارين فى مدن وقرى محافظة المنيا، إلى انخفاض أسعار اللحوم إلى النصف تقريبا؛ حيث انخفض سعر كيلو اللحوم البلدية من 140 إلى 80 و70 جنيها، وسط فرحة من الأهالى بتراجع الأسعار بما يتناسب مع قدراتهم المالية.

المنافسة بين الجزارين ليست وحدها السبب فى انخفاض الأسعار فقد ساهمت إجراءات وزارة الزراعة، عبر مشروع البتلو «العجول الصغيرة»، واستيراد رءوس حية من السودان، واستبدال الحيوانات المحلية ضعيفة الإنتاجية بأبقار عشار وتحت العشار، من خلال مبادرة البنك المركزى بفائدة لا تتجاوز 5%، الأمر الذى أدى إلى زيادة إنتاج اللحوم، وانخفاض الأسعار.

الصراع الشرس بين جزارى المدن، والقرى، فى المنيا خلال الفترة الماضية، بدأ مع إعلان جزارى القرى بيع اللحوم البلدية بـ 80 جنيها، وبعضهم خفض السعر إلى 60 جنيها للكيلو الواحد عن المدن فى بعض الأحيان، ليتهمهم جزارو المدن بأنهم تسببوا فى خسائر كبير لهم، وعرض اللحوم بأسعار أقل من تكلفتها الحقيقية والعادلة.

فى قرى صفط اللبن، وكفر المنصورة بمركز المنيا، والعمودين بمركز سمالوط جمع الجزارون الأطفال وأعدوا زفة بلدى طافت شوارع القرية، معلنين عن تخفيض أسعار اللحوم الجاموسى الصغيرة وبيعها بـ 80 و70 جنيها، مرددين شعارات «من ده بكرة بـ 80 جنيه.. خلى الفقير ياكل.. لا تفكر ولا تحتار.. اللحمة عندنا ضربت الأسعار».

وأكد حسانين عبدالوكيل، جزار بقرية نزلة عبيد، أن انخفاض الأسعار فى مصلحة المواطنين، فلم تشهد الأسواق منذ سنوات طويلة انخفاض أسعار اللحوم بهذا القدر الكبير، مشيرا إلى أن بعض المواطنين كانوا يقدمون على شراء اللحوم بالأجل بسبب ارتفاع سعرها، ولكن بعد الانخفاض الكبير الذى شهدته القرى تم وقف البيع بالأجل، خاصة بعدما أصبحت الأسعار فى متناول الجميع.
من جانبه وصف عماد حمدى، جزار بمدينة المنيا، تخفيض الأسعار بقرى المحافظة بالكارثة التى ستؤدى لحدوث فوضى، «وخراب بيوت» للتجار والجزارين.

وتابع: «كنا نبيع كيلو اللحوم العجالى «الجاموسى» بـ120 جنيها، أجبرنا خلال الأيام الماضية على بيعه بـ100 جنيه، ونحن غير راضين عن هذا السعر، لأنه ليس عادلا؛ حيث إن سعر كيلو اللحوم الحية بلغ 40 جنيها، ويصل سعر الرأس لنحو 20 ألف جنيه، وتزن 500 كيلو، وبعد السلخ، والسقط، والتشفية، يصبح وزنها 325 كيلو، ويقف سعر الكيلو على الجزار بـ 66 جنيها، فكيف يتم بيعه بـ 70 جنيها.

وقال طه حسين، جزار بمدينة المنيا: إن جزارى القرى هم سبب أزمة اللحوم فى مصر، وهم من خربوا بيوت الجزارين فى المدن، مضيفا، أن السعر العادل لكيلو اللحوم البلدية من 100 جنيه إلى 110 جنيهات، «فلو احتسبنا أن كيلو اللحوم يقف على الجزار بـ70 جنيها، إلى جانب احتساب مصاريف أخرى من ذبح، وسلخ، وصفط، وتشفية، ونقل، وعمالة، وضرائب ومحاضر تموين، يصل سعرها تقريبا 110 جنيهات».

وتابع: «فى القرى يتم ذبح العجول الكبيرة، والإناث، والأبقار، ولا يستأجرون محلات، ويتم الذبح والبيع فى الشوارع، وتنعدم العماله، وبالتالى فبيعه بـ80 جنيها مكسبا كبيرا له».

وألقى المهندس عبدالعاطى صديق، وكيل وزارة الزراعة، باللوم على التجار والجزارين، مؤكدا أنهم سبب أزمة ارتفاع أسعار اللحوم، وأرجع انخفاض الأسعار إلى اعتماد وزارة الزراعة مشروع البتلو «العجول الصغيرة»، واستيراد رءوس حية من السودان، واستبدال الحيوانات المحلية ضعيفة الإنتاجية بعجول تحت العشار وعجول عشار من خلال التمويل من مبادرة البنك المركزى بفائدة لا تتجاوز 5%، الأمر الذى أدى إلى زيادة إنتاج اللحوم.

وأكد وكيل وزارة الزراعة، أن الدولة نجحت فى زيادة القيمة المضافة من إناث وذكور وإناث العشار، وهو ما ضاعف إنتاجية اللحوم 5 أضعاف من الإنتاج المحلى، إلى جانب التوسع فى إصدار تراخيص التشغيل، ونجاح مشروع إحياء «البتلو»، ومشروع ملء الفراغات.

وأشار إلى أن وزارة الزراعة، تسعى لتحقيق زيادة فى الإنتاج، وتحقيق هامش ربح للمربى، ووصول المنتج للمستهلك بالسعر العادل، بجانب الرقابة الصارمة على الأسواق، وهو ما يتيح اللحوم بأسعار مناسبة للمواطنين.

ومن جانبه قال وكيل وزارة التموين بالمنيا، محمود يوسف، إن المديرية تشن حملات يومية لمراقبة الأسواق، وبخاصة أسواق اللحوم، حيث يتم التنسيق بين التموين والطب والبيطرى، لشن حملات مشتركة، فى المدن والقرى، لاحكام السيطرة على الأسواق.

وأكد حامد الريس، رئيس جهاز حماية المستهلك بالمنيا، أن أسعار اللحوم البلدية شهدت تراجعا كبيرا خلال هذا العام بنسبة وصلت لـ20%، عن نفس الفترة من العام الماضى، حيث تراوح كيلو اللحم البلدى فى الريف والأماكن الشعبية من 70 إلى 90 جنيها، إلا أن المحلات فى المدن الكبرى ما زالت تبيع الكيلو من 110 إلى 130 جنيها، رغم أن كيلو اللحم الحى (القائم) سعره من 40 إلى 42 جنيها.

وطالب رئيس جهاز حماية المستهلك، مديريتى التموين والطب البيطرى، بشن حملات رقابية على محلالت المدن لتخفيض الأسعار.

وقال الدكتور عادل عبدالله، عميد كلية الزراعة بجامعة المنيا: إن الكلية لا تنفصل بكل مشروعاتها عن المجتمع المحيط، مؤكدا أن الكلية بها مشروع تسمين يشرف عليه قسم الإنتاج الحيوانى، ويتم إتاحة منتجاته للمواطنين، ويتم الإعلان عن موعد ذبح المواشى والعجول، بحضور أعضاء هيئة التدريس والموظفين بالجامعة، ويتم عرض اللحوم للمواطنين بأسعار تتراواح من 80 إلى 90 جنيها.

وأشار إلى أن كلية الزراعة دربت نحو 600 سيدة من معولات الأسر الأشد فقرا على مشروعات زراعية صغيرة ذات عائد مرتفع، على تربية المواشى والعجول والأغنام، بالتعاون مع مؤسسة رؤية حياة للتنمية ومديرية الزراعة بالمنيا ضمن مشروع المدارس الحقلية للعام الثالث على التوالى، وهو ما ساهم فى زيادة المعروض، وتخفيض الأسعار.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved