مؤتمر الإفتاء العالمى يطلق وثيقة التسامح الفقهى.. ويعلن إنشاء «مرصد المستقبل الإفتائى»

آخر تحديث: الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 7:51 م بتوقيت القاهرة

 أحمد بدراوى:

الياقوتى: علماء الأمة لم يجعلوا من الاختلاف الفقهى سببا لإشعال نار العصبية.. الخلايلة: علماء الشريعة وضعوا علوما وقواعد مستقلة لإدارة الخلاف الفقهى

اختتم المؤتمر العالمى الخامس للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أمس؛ أعماله بعدة جلسات تحدث فيها المشاركون عن سبل مواجهة الإسلاموفوبيا، كما وضعوا أطر وآليات لتجديد الخطاب الدينى، بمشاركة وفود من 85 دولة على مستوى العالم، لمناقشة «الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى.
وشهد المؤتمر إطلاق وثيقة التسامح الفقهى والإفتائى وهى وثيقة تهدف إلى إقرار مبادئ التسامح ونبذ التعصب فى مجال الإفتاء والفقه الإسلامى والإجراءات اللازمة لذلك، فضلا عن نبذ التعصب المذهبى المهدد للتماسك الاجتماعى للدول الوطنية والمجتمعات الإنسانية، وجعل التجربة المذهبية معينا للإفادة يستثمر إنسانيا.
وألقى مفتى الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم شوقى علام البيان الختامى للمؤتمر الذى يضم التوصيات والمشاريع والمبادرات، ويأتى فى مقدمتها الإعلان عن إنشاء «مرصد المستقبل الإفتائى»، و«مركز دعم البحث الإفتائى»، وتدشين جائزة باسم الإمام القرافى للتميز الإفتائى، وطرح عدد من الإصدارات الإفتائية المهمة، فضلا عن الإعلان عن مشروع إنشاء «وحدة للاستشارات الإدارية للمؤسسات الإفتائية»، وغيرها من المشروعات والمبادرات المهمة.
وعقد مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية ورشة عمل تحت عنوان «آليات مواجهة الإسلاموفوبيا»، وحضر الورشة النقاشية كوكبة من الأكاديميين والخبراء المختصين فى قضايا التطرف والإسلاموفوبيا من الداخل والخارج.
وكان المرصد أعلن إطلاق مؤشر الإسلاموفوبيا بهدف رصد خطابات التحريض ضد المسلمين فى مناطق عدة من العالم مع التركيز على الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، يقدم المؤشر خريطة مفصلة لأبرز «اعتداءات» الإسلام فوبيا والتى تستهدف بث ونشر الرعب والإرهاب بين المسلمين المقيمين فى البلدان الأجنبية أو المهاجرين من المناطق المسلمة طلبا للجوء أو العمل، أو بقصد تهميش وإقصاء المسلمين وتقليص حقوقهم وحرياتهم داخل تلك البلدان، وذلك فى إعقاب العملية الإرهابية البشعة التى راح ضحيتها أكثر من 50 مسلما فى نيوزيلندا فى مارس الماضى.
وقال وزير الأوقاف السودانى الأسبق محمد مصطفى الياقوتى: «علماء هذه الأمة الحاضرين والسابقين، لم يجعلوا من الاختلاف الفقهى سببا لتسعير نار العصبية فيهم، وتضييق براحات الحب التى عمرت قلوبهم الواسعة والنقية، فقد فهموا وما زالوا حقيقة التدين لذلك تراهم يستفيد بعضهم من بعض، لإدراكهم أن كل الفقه الذى أتقنوه ثروة واسعة تسهم فى غناء حصائل هذا العطاء الحضارى لذلك تراهم يأخذ بعضهم من بعض وحل إشكال الناس بأيسر الوجوه فور ما وجدوا فقها متقاربا يصدر عن مشارع النضرة والوسع فى هذا الدين».
وأضاف المفتى العام للمملكة الأردنية الهاشمية محمد أحمد الخلايلة: «أننا اليوم أحوج ما نكون إلى هذه الإدارة لجمع الصف وتوحيد الكلمة وحسن التعامل مع الأحكام المختلفة المبثوثة فى كتب فقهائنا الأوائل لننتقى منها ما يصلح الحال والمقال».
ونوه بأن أدب الاختلاف أصل عتيد فى شريعتنا الإسلامية وليس هو محل خلاف أو اختلاف، وقد نهل الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح من معين هذا الأدب وارتشفوا من رحيقه، لافتا إلى أن الاختلاف واقع لا محالة لعوامل متنوعة، فى مسائل تختلف فيها المدارك والأفهام، ولهذا لم يقصد سلفنا الصالح الاختلاف لذاته، بل كان الهدف عند الجميع هو القصد إلى موافقة الشارع فيما قصد، لذا فإن المختلفين وإن اختلفوا فى مسألة معينة فهم متفقون من جهة القصد إلى موافقة الشارع والوصول إلى مراده.
وأوضح الخلايلة أن علماء الشريعة الإسلامية وضعوا علوما وقواعد مستقلة لإدارة الخلاف الفقهى، منها: علم آداب البحث والمناظرة، وعلم الخلاف، وعلم الجدل، وقاعدة مراعاة الخلاف والخروج منه، وقاعدة الاستحسان، وقاعدة المصالح المرسلة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved