تايم الأمريكية: ترامب سعى لخفض أعداد الناخبين بسحب الجنسية

آخر تحديث: الجمعة 16 أكتوبر 2020 - 1:06 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين:

يقترب قطار الانتخابات الرئاسية الأمريكية من الوصول لمحطة التصويت، وذلك في 3 نوفمبر الجاري، أي بعد نحو أسبوعين، وبداية من مراحل المبكرة للدعاية، والرئيس الحالي دونالد ترامب، يواصل سعيه لكسب ثقة الأمريكيين لولاية جديدة.

وتزامناً مع وباء كورونا الذي تصدرت الولايات المتحدة تعداد المصابين والمتوفين جراءه، بدأت الدعوات للتصويت عبر البريد تجنباً للعدوى.

ويقف ترامب ضد هذا المقترح، ويعتبر أنه سيؤدي لانتخابات مزورة، لن يقر بنتائجها حال خسارته، بالإضافة لتهديده بوقف تمويل هيئة البريد.

ولكن تقرير نشرته مجلة " تايم" الأمريكية اعتبر أن الرئيس ترامب لديه خطة قديمة، لتقليل أعداد المصوتين، تدعيماً لموقفه بأن يستبعد كل من التوجهات التي من الممكن أن تعرقل مساره.

ويشير التقرير لأحد أهم تلك الأساليب، وهي سحب الجنسية الأمريكية من بعض المواطنين بشكل متسارع عن كل فترات الحكم السابقة، حيث إن سحب الجنسية منذ الستينيات تقريباً كان مقتصراً فقط على النازيين ومجرمي الحرب المزعومين.

وبعد جهود سحب الجنسية التي بدأت في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، أطلق الرئيس باراك أوباما عملية جانوس للتحقيق مع المهاجرين الذين أمروا بترحيلهم والاشتباه في حصولهم على الجنسية بهوية مزورة، وبدأت إدارة أوباما في تحديد الحالات وتضييقها لتفادي حدوث حالات سحب الجنسية.

وبحسب التقرير، مع بداية ولاية الرئيس ترامب بحلول يناير 2017، كانت وزارة العدل الأمريكية، تراجع حوالي 315 ألف حالة هجرة، وخططت وزارة الأمن الداخلي لإحالة 120 شخصا إلى وزارة العدل لمواجهة اتهامات محتملة بسحب الجنسية.

وتزايد الوضع، عندما رفعت وزارة العدل 30 قضية على الأقل في عام 2017، وفي يناير 2018، وأعلنت خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية (USCIS)، وهي قسم من وزارة الأمن الداخلي، إحالة 1600 حالة أخرى، وبحلول صيف 2018، كانت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية قد أبلغت عن 2500 حالة من تلك التي حددها Janus وSecond Look لإجراء مراجعة متعمقة لها، وأحالت 110 حالات على الأقل إلى وزارة العدل لمقاضاتها.

وحالات سحب الجنسية الحالية، تؤثر بشكل غير متناسب على المواطنين السود والمهاجرين خاصة، مما يعني أنهم مستهدفين على وجه التحديد بسبب العرق أو الدين السائد في بلدهم.

ومن بين الحالات، التي عرضها تقرير "التايم"، كانت حالة "برويز"، وهو مهاجر باكستاني في الستينيات من عمره يعيش في الولايات المتحدة منذ حوالي 30 عامًا، وهو مواطن أمريكي منذ عام 2006 لكنه استُهدف بسحب الجنسية منه بعد أن قالت الحكومة إنه فشل في الكشف عن أمر ترحيل سابق - وهو أمر قال إنه لم يكن على علم به.

وهناك العديد من الآخرين مثله، بحيث يكون مخطط سحب الجنسية يهدف إلى إعادة تشكيل التركيبة السكانية لهذا البلد، أي جعل أمريكا أكثر بياضًا.

ويفسر التقرير ذلك، بأن الأمر كله يتعلق أيضًا بتحديد من سيدلي بصوته في الانتخابات ومن الذي سيحدد المستقبل السياسي لهذا البلد، إلى جانب مبادرتها لتجريد الناس من جنسيتهم، منعت الحكومة عشرات الآلاف من المهاجرين من أن يصبحوا مواطنين، وتأخرت احتفالات التجنس والمقابلات بسبب إغلاق خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية أثناء الوباء، ورفضت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية جعل الخيارات البعيدة ممكنة، بعبارة أخرى "تم إقصاء المهاجرين من العملية الانتخابية" من أجل فوز ترامب!

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved