في ذكرى افتتاحها.. قصة إنشاء مكتبة الإسكندرية في عهد بطليموس الأول

آخر تحديث: السبت 16 أكتوبر 2021 - 2:54 م بتوقيت القاهرة

إلهام عبدالعزيز

في مثل هذا اليوم (16 أكتوبر) عام 2002، افتتحت مكتبة الإسكندرية الجديدة، بمساعدة ودعم منظمة اليونسكو.

وتعد مكتبة الإسكندرية من أكبر مكتبات عصرها، وفي السطور التالية نرصد قصة إنشائها في عهد بطليموس الأول، وكيف تم تجميع الكتب الموجودة بها؟ حسب رواية ابن عبدالحكم في كتاب "فتوح مصر والمغرب".

• حملة الإسكندر الأكبر على مصر

بدأ الإسكندر الأكبر المقدوني، ذاك الشاب العشريني، غزو العالم في عام 334 قبل الميلاد، من مقدونيا واليونان في الغرب، وصولا إلى الهند في الغرب، وعندما دخل مصر وتمكن من السيطرة عليها، أمر بإنشاء مدينة الإسكندرية عام 332 قبل الميلاد، لتصبح عاصمة مصر في ظل الحكم
اليوناني والروماني.

• تأسيس مكتبة الإسكندرية

حال الموت بين الإسكندر الأكبر واستكمال بناء مدينة الإسكندرية، وبعد موته انقسمت مملكته إلى 3 أقسام، وكانت مصر من نصيب بطليموس الأول، وفي عهده تأسست مكتبة الإسكندرية، حيث استغل وجود السياسي الأثيني ديميتريوس الفاليروني، في الإسكندرية بعد سقوطه من السلطة في أثينا، وكلَّفه ببناء مكتبة الإسكندرية، لما يتمتع به من المعرفة الواسعة.

• مسميات عديدة

كانت المكتبة جزءا من مؤسسة تعليمية تعرف باسم "متحف مصر"، أطلق على مكتبة الإسكندرية العديد من الأسماء بسبب عظمتها وعدد الكتب المتنوعة التي تحتوي عليها، حيث سميت بالمكتبة الملكية للإسكندرية أو المكتبة الكبرى أو المكتبة العظيمة بالإسكندرية، كما عملت المكتبة كمركز رئيسي للعلوم والثقافة لعدة قرون.

• أول مكتبة حكومية في التاريخ

حازت مكتبة الإسكندرية منذ تأسيسها على شهرة واسعة في جميع أنحاء العالم؛ حيث كانت أول مكتبة حكومية عامة في التاريخ، وكانت هناك العديد من المكتبات في عهد الفراعنة، لكنها كانت حصرية وخاصة لكهنة المعابد والعائلة المالكة.

احتوت مكتبة الإسكندرية على العلم والحضارة وكتاب فترتين ملحوظتين، الفرعونية واليونانية، فجمعت حضارتا الغرب والشرق بداخلها من خلال الكتب والمحاضرات التي استضافتها، واعتبرت المحاولة الأولى في مفهوم العولمة الحديث.

• كتب مكتبة الإسكندرية

اشتملت المكتبة على عدد كبير من الكتب، ما بين 200 و700 ألف كتاب متنوع ما بين القانون والكوميديا والتاريخ والرياضيات والقانون والطب والخطابة، وكانت أعظم مكتبة في العالم في ذلك الوقت، كما درس بها العديد من العلماء أبرزهم المؤرخ أرخميدس.

• كيف جمع البطالمة كتب مكتبة الإسكندرية؟

ألزمت دولة البطالمة كل باحث يدرس في مكتبة الإسكندرية، بترك نسخة من كتاباته في المكتبة، وكان هذا أحد الأسباب التي جعلت المكتبة غنية بالكتب والباحثين والدراسات المعاصرة في ذلك الوقت، هذا بجانب كتب الفترات الأقدم.

ولجأ البطالمة لحيلة أخرى وهي تفتيش كل سفينة تبحر في ميناء الإسكندرية، وإذا تم العثور على كتاب، كان يُنقل إلى المكتبة لاتخاذ قرار بشأن إعادته أو مصادرته واستبداله بنسخة مصنوعة على الفور مع تعويض مناسب للمالك، وكانت تلك الكتب توضع في المكتبة تحت فئة كتب من السفن.

• نصوص الشعراء الدراميين

بحيلة ذكية، تمكَّن بطليموس الثالث من الحصول على النصوص الأصلية للشعراء الدراميين الكبار آيشيلوس، وسوفوكليس، ويوريبيدس، الموجودة في أرشيفات الدولة الأثينية، ولم يُسمح بإقراضها، ومع ذلك، أقنع الملك بطليموس الثالث، حكام أثينا، بالسماح له باقتراضهم من أجل نسخهم، مقابل 15 طنا من الفضة، تم إيداعها في أثينا كتعهد منه لاستعادة آمنة، وعندئذٍ احتفظ بطليموس بالأصول الأصلية وأرسل نسخاً منها.

• بطليموس والقساوسة المصريين

شجع بطليموس الأول، القساوسة المصريين، على جمع سجلات عن تقاليدهم وتراثهم في الماضي وجعلهم متاحين للاستخدام من قِبَل علماء يونانيين. ومن الأمثلة الأكثر شهرة مجموعة الكاهن والمؤرخ المصري مانيتون، الذي كان يتقن اللغة اليونانية جيدا، وبذلك كان للغة العربية والكتب المصرية النصيب الأكبر من كتب مكتبة الإسكندرية، بعد الكتب اليونانية.

• جهود بطليموس الأول

خصص بطليموس الأول ميزانية كبيرة ووضعها تحت تصرف ديميتريوس، للتمكن من جمع كل الكتب في العالم إن أمكن، لتزويد المكتبة بها، فاحتوت المكتبة على كم هائل من الكتب، وإن كانت معظمها مكتوبة باللغة اليونانية.

وفي عهد البطالمة، أصبحت المكتبة شاسعة المساحة، لدرجة أنهم افتتحوا ملحقة صغيرة لها بمثابة فرعا آخر سُمّي المكتبة الابنة في معبد سرابيوم الإسكندرية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved