فتيات مجلس الوزراء يتحدثن في ذكرى «إيه اللي وداها هناك»
      
        آخر تحديث: الإثنين 16 ديسمبر 2013 - 8:18 م  بتوقيت القاهرة
        
        هدير الحضري
          
          
      
      مر عامان على مشهد سحل وتعرية الفتاة التي أطلق عليها النشطاء اسم «ست البنات»، في أحداث مجلس الوزراء، وما زالت شخصية الفتاة مجهولة، وما زالت الفتيات اللاتي تعرضن لما تعرضت له يبحثن عن القصاص.
مشهد الاعتداء على الفتيات في أحداث مجلس الوزراء، أثار غضب الكثيرين في وقتها، وتظاهر الآلاف في جمعة 23 ديسمبر عام 2011، التي أطلق عليها اسم «جمعة حرائر مصر» أو «جمعة رد الشرف»، التي رفعت شعار «بنات مصر خط أحمر».
في المقابل انتشرت عبارات من نوع آخر، تبناها من رفضوا المشاركة في تلك الأحداث من الإسلاميين مثل «دي لابسة عباية بكباسين»، و«إيه اللي وداها هناك» التي قالها المذيع خالد عبد الله على قناة الناس.
تحكي هند نافع، المعيدة بكلية التربية جامعة بنها، لبوابة الشروق تفاصيل القبض عليها في صباح السبت 16 ديسمبر 2011 .
«اتقبض عليا الساعة 8 الصبح من قدام المجمع العلمي، العساكر خلعوا حجابي وشدوني من شعري».
تقول هند: إن العساكر قاموا بسحلها وتعريتها من ملابسها أثناء ذلك، حتى وصلت إلى مجلس الشورى، وهناك استكملوا الاعتداء عليها بالضرب، حتى دخلت غرفة احتجزوها فيها بداخل المجلس.
«كانت أوضة سقفها عالي.. سميناها بعد كده أوضة التعذيب، عشان كان فيها عصيان وصواعق كهربية ضربونا بيها».
تتابع أنها كانت الفتاة الأولى التي دخلت الغرفة، ثم قبضوا بعدها على ثمانية فتيات إحداهن تبلغ أربعة عشر عامًا وتدعى نعمة.
«اتنين من الظباط طالبونا بالاعتراف بأننا ممولين ومنتمين لحركة 6 إبريل، مع إننا مش تابعين لأي حركة سياسية».
تم احتجاز الفتيات لمدة 16 ساعة تقريبًا، حتى أصيبت نعمة بانهيار عصبي، وأصيبت هند بأزمة قلبية ولم تعد قادرة على التنفس، فبدأت بقية البنات في الصراخ حتى يحضروا طبيبًا.
المزيد من الألم في المستشفى
«نقلونا لمستشفى القبة العسكري وخيطولنا جروحنا من غير بنج، لحد ما فضلنا نصرخ من الألم».
تتابع هند أنهم سمحوا لأهاليهم بزيارتهم ثالث أيام احتجازهم بالمستشفى: «أهلي خدوا موقف ضدي.. اعتبروا سحلي وضربي عار عليهم، لأننا من بلد فلاحين».
تتابع هند أنهم قاموا بترحيلهم في اليوم الرابع إلى محكمة زينهم، والتي حولتهم بدورها إلى نيابة زينهم التي أمرت بعودتهم إلى المستشفى.
طلبت إرسالهم إلى مستشفى مدني، وبالفعل أرسلوها هي وفتاة أخرى تدعى يسرا إلى مستشفى السيد جلال بباب الشعرية، وتم تقييدهما في الأسرة الخاصة بهما حتى أضربتا عن الطعام؛ احتجاجًا على سوء المعاملة، على حد وصفها.
«اترحلنا تاني يوم لمحكمة التجمع الخامس، فحولتنا إلى قسم السيدة زينب لإخلاء سبيلنا من هناك، وخرجت فجر السبت لما استلمني أهلي، ويسرا خرجت بعدي، لكن بقية البنات معرفش عنهم حاجة لحد دلوقتي».
تتابع نافع أن القضية تحولت إلى محكمة جنايات القاهرة، ومضى عامان حتى الآن، ولم يتم الفصل في الاتهامات الموجهة إليهن بإلقاء المولوتوف على قوات الأمن وإثارة الشغب وحرق المجمع العلمي، مع أنه كان مقبوضًا عليهن قبل حرقه بحوالي خمسة ساعات.
«حتى الطب الشرعي رفض يدينا تقارير تثبت إصاباتنا».
بعد عامين، لم يتبقَّ لهند غير الرغبة في القصاص ممن انتهك حقها، ولم يحاسب حتى الآن.