بعد اقتحام الكابيتول.. هل تشبه تصرفات ترامب وأنصاره رواية دستويفيسكي؟

آخر تحديث: الأحد 17 يناير 2021 - 12:18 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

تعد شخصية دونالد ترامب، مصدر إثارة لكثير من المحللين في مجالات مختلفة؛ نفسية وسياسية وحتى الأدبية؛ نتيجة لتصرفاته ومواقفه وآراءه التي أحدثت صدى كبيرا في داخل وخارج الولايات المتحدة، وآخرها أحداث مبنى الكابيتول، والذي هجم فيه مثيرو الشغب والداعمون لترامب، وأدى ذلك إلى تعطيل جلسة مشتركة للكونجرس لفرز الأصوات الانتخابية وإضفاء الطابع الرسمي على فوز جو بايدن بالرئاسة.

ومن التحليلات التي طالت التصرفات الصادرة عن شخصية ترامب، تفسير تصرفاته وفق ما كتبه الكاتب الروسي فيدور ديستويفيسكي، في روايته "الشياطين" عام 1872.

وتقول أني كوكوبوبو أستاذ مشارك في الأدب الروسي بجامعة كاتساس، إنه على الرغم من أن فيلم "الشياطين" يقع في بلدة روسية، إلا أنه يمثل قصة رمزية أوسع توضح كيف أن التعطش للسلطة والتمسك بها لدى بعض الأشخاص والتنصل من المسؤولية قد يصل إلى حد العدمية المدمرة للمجتمعات، وتعزز الفوضى.

ويقول ديستوفيسكي، إن الغوغائية السياسية إذا تركت دون رادع يمكن أن تؤدي إلى خسائر مدمرة في الأرواح والمجتمع، وذلك ما أشارت له كوكوبوبو في تحليلها لتصرفات ترامب، بحسب موقع "ذا كونفيرزيشن".

وأشارت الكاتبة نفسها في مقال آخر، إلى التشابه بين خطاب حملة ترامب الانتخابية في عام 2016 وما تحمله رواية الشياطين من معاني، قائلة: "إن حملة دونالد ترامب الرئاسية بخطابها المشاغب والفضائح المرتبطة بها، تستدعي إلى الذهن أكثر روايات دوستويفسكي السياسية (الشياطين)، وفيها أراد الكاتب تحذير القراء من القوة التدميرية للغوغاء والخطاب غير العقلاني، وما ينتج عنها من فوضى سياسية".

وقالت أستاذ الأدب الروسي، إن ترشيح ترامب من البداية كان يتمتع في المقام الأول بجاذبية قائمة على العاطفة وليس خطاب إيديولوجي أو اقتصادي، وهناك مشاعر معادية للمؤسسات الأمريكية بين مؤيديه، لأن كثيرًا منهم من البيض الساخطين الذين يعتقدون أن المؤسسات لا تعمل لصالحهم.

وهناك جانب آخر لشعبية ترامب يربطه بـ"شياطين" دوستويفسكي، حيث يجسد ترامب بالطريقة التي يعبر بها عن نفسه التنصل الكامل من السيطرة على الانفعالات الذي نراه في الرواية أيضًا على عكس معظم الرؤساء والسياسيين، فهو يتحدث عن العدالة وفي الوقت نفسه يعكس ويؤجج غضب وتشاؤم أنصاره ويدعوهم للفوضى.

وأضافت كوكوبوبو، أن التمرد الأمريكي الداخلي افتقر إلى أي نوع من الأساس الأيديولوجي، ومعظم الأفكار التي غذت أعمال الشغب قائمة على نفي الواقع، والذي يشير إلى فوز بايدن بالانتخابات، إلى جانب إنكار إرادة أكثر من 80 مليون شخص صوتوا لجو بايدن، وهو ما يمكن وصفه بالإنكار المطلق للحقيقة، ورواية الشياطين تدور حول العواقب الكارثية المحتملة للعدمية السياسية والأخلاقية، التي كانت سائدة في روسيا في ستينيات القرن التاسع عشر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved