في ذكرى ميلادها.. لماذا تفوقت ليلى مراد عن أم كلثوم في الأفلام الغنائية؟

آخر تحديث: الإثنين 17 فبراير 2020 - 2:10 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

في مثل هذا اليوم -17 فبراير- ولدت الفنانة ليلى مراد، قيثارة الغناء التي غردت لسنوات على الساحة الغنائية المصرية وسط جيل من الأصوات القوية مثل أم كثلوم وأسمهان.

واشتهرت ليلى بأغانيها الرومانسية وبأعمالها السينمائية التي حققت نجاحات كبيرة إلى أن أصبحت الأعلى أجرًا بين نجمات جيلها، وبلغ رصيدها الفني 28 فيلمًا قدمتهم خلال الفترة من 1934 وحتى 1955.

كانت ليلى مراد سيدة الفيلم الغنائي عن جدارة في عصرها، منذ أن شاركت في أول عمل لها بصوتها فقط عام 1934، حيث غنت بصوتها في النسخة الناطقة من فيلم "الضحايا" الذي أخرجته بهيجة حافظ، ولكن الظهور الأول لها عام 1938 في فيلم "يحيا الحب" مع محمد عبدالوهاب.

يقول الكاتب محمود قاسم عنها في كتابه "الفيلم الغنائي في السينما المصرية": "لم تصنع مطربة حالة من الرومانسية والجو العاطفي الشفاف بنفس القدر الذي أحدثته ليلى مراد بأغنياتها وأدوارها كعاشقة.. وقد تكون هناك مطربات أخريات عملن ولفترة أطول في السينما وعدد أكبر من الأفلام لكن لم تكن مؤثرة في السينما الغنائية الرومانسية مثلما حدث مع ليلى".

ويوضح الكاتب والناقد السينمائي أشرف غريب أسباب نجاح ليلى مراد كنجمة للفيلم الغنائي في كتابه "الوثائق الخاصة لليلى مراد"، فيقول: "لأن الاستمرار في النجاح لا يمكن أن يحكمه منطق الصدفة فإن هناك بالتأكيد أسباب عديدة وراء تميز ليلى مراد واحتلالها لهذه المكانة على مدى عشرات السنين، وبعض هذه الأسباب يخص ليلى مراد نفسها وبعضها الآخر يتعلق بالجو العام الذي ظهرت فيه".

ويتابع: "أول هذه الأسباب بطبيعة الحال هو صوت ليلى الذي فتح لها الطريق لأي نجاح حققته بعد ذلك، فإنها كانت تمتاز بجمال صوتي خاص من ذلك النوع الذي يشعرك بأنها لا تغني أو أنك تستطيع أن تغني مثلها، كان صوتاً يطرب له عامة الناس ولا يرفضه جمهور الصالونات، وأما عن أسلوب أداءها الغنائي فقد جمع بين الرقة والشاعرية من جانب والحيوية والمرح من جانب آخر، وهي ميزة لم تتمتع بها من بين مطربات ذلك الزمان سوى شادية، بقدرتهما الفائقة على التلوين الصوتي حسب مقتضيات السياق الدرامي".

وانتقل غريب للحديث بعد ذلك عن ليلى كممثلة وسبب نجاحها فيه فيقول: "مجرد تخلصها من خجل وقلة خبرة الأفلام الأولى استطاعت أن تكشف عن موهبة حقيقية لا أقول في فنون التقمص ولكن في نقل الشخصية على شاشة السينما موهبة جعلت مشاهديها لا يفرقون بين عبقريتها الغنائية وقدراتها التمثيلية، ولا يعشرون بأنهم مضطرون لتحملها كممثلة من أجل صوتها".

وأضاف أن ليلى مراد ظهرت في ظروف فنية مختلفة ساعدتها على تحقيق هذا النجاح ففضلاً عن تهيؤ الأذان العربية لاستقبلا صوتها ولونها الغنائي بالنقلة التي أحدثها سيد درويش وعبدالوهاب والقصبجي، فإنها ظهرت على شاشة في وقت لم تكن فيه نجمة كاسحة لهذا الفن، وكانت ليلى مؤهلة لمليء هذا الفراغ، على حد تعبيره.

ويفسر ذلك قائلاً: "لم تكن منافستها السينمائية الوحيدة كمطربة ممثلة وهي السيدة أم كلثوم غزيرة الانتاج فقد قدمت على مدار أحد عشر عاماً 6 أفلام فقط ثم اعتزلت نهائياً عام 1947، مما ترك الساحة لليلى التي كانت تعيش في تلك الفترة أزهى سنواتها الفنية، فارتفع أجرها إلى سبعة عشر ألف جنيه في الأربعينيات".

وتابع: "أما منافساتها الأخريات فلم تكن أي منهن قد حققت شيئاً يذكر، فعندما ظهرت شادية في أول أفلامها عام 1947 كانت ليلى في قمة مجدها، إضافة إلى عدة سنوات حتى تنطلق من مرحلة الأدوار المساعدة، أما نور الهدى وصباح فقد حسمت مصرية ليلى مراد وخبرتها الأطول المنافسة لصالحها".

وأوضح أن الفراغ الذي تركته ليلى لم تستطع واحدة أن تملأه حتى شادية التي كانت مؤهلة لذلك مع سنوات الستينيات تتنازل طواعية عن مهارة من مهاراتها وهي الغناء وتقوم ببطولة أفلام كممثلة فقط، ومن ثم اختفت المطربة الممثلة القادرة على تقديم سينما غنائية كالتي كانت تقدمها ليلى مراد.

يصفها الكاتب في نهاية حديثه أنها "كانت نجمة استثنائية نتاج عصرها أفرز منها ما تحلى به من صفات، وعملت بذكاء مع فنانين بارعين ضمنوا لها البقاء والخلود في الذاكرة الفنية".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved