#أصوات_من_نور.. الشيخ عبدالباسط عبدالصمد «سفير القرآن» صاحب الحنجرة الذهبية

آخر تحديث: السبت 17 أبريل 2021 - 10:08 ص بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

تواصل "الشروق" نشر سلسلة "أصوات من نور" عن قراء ومبتهلين القاهرة، الذين ذاع صيتهم في شتى أنحاء المحروسة والعالم أجمع.

 

وفي الحلقة الخامسة من "أصوات من نور"، تستعرض "الشروق" ملامح من حياة القارئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، صوت مكة الذي تربع على عرش تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم.

 

خلال مسيرته مع القرآن الكريم، لم يبخل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد بصوته على أحد، وكان لا يرد طلبا لقراءة القرآن، لذلك كان الشيخ عبدالباسط أكثر المقرئين في مصر الذي تطلبه دول العالم، إذ كنت بعض الدعوات توجه إليه ليس للاحتفال بمناسبة معينة، وإنما للحضور إلى الدولة التي أرسلت إليه، لإقامة حفل بغير مناسبة، فكانت المناسبة هو حضور الشيخ عبدالباسط.

يُعد الشيخ عبدالباسط واحدا من أعلام القراءة البارزين في العالم، وكان يستقبل في كل زيارة خارجية له استقبالا يليق بالزعماء والرؤساء على المستويين الشعبي والرسمي، ومن هذا استقبال الرئيس الباكستاني له في أرض المطار، وصافحه وهو ينزل من الطائرة.

 

أما في جاكرتا بدولة إندونيسيا، قرأ القرآن الكريم في أكبر مساجدها، فامتلأت جنبات المسجد بالحاضرين، وامتد المجلس خارج المسجد لمسافة كيلومتر مربع تقريبا، فامتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليه وقوفا على الأقدام حتى مطلع الفجر.

 

وحينما زار السعودية بعد التحاقه بالإذاعة عام 1952 لأداء فريضة الحج، انتهز السعوديون الفرصة، وعرضوا على الشيخ عبدالباسط تسجيل تلاوات بصوته للإذاعة السعودية، أشهرها التي سجلت بالحرم المكي وحرم المسجد النبوي الشريف، واستحق بعد الزيارة لقب "صوت مكة".

 

ترك الشيخ عبدالباسط إرثاً كبيراً من القرآن الكريم، ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات، إلى جانب المصحفين المرتل والمجود، ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية، وكان أول نقيبا للقراء في مصر سنة 1984.

 

حصل على العديد من التكريمات والأوسمة طوال مسيرته مع القرآن الكريم، ففي سوريا سنة 1967، حصل على وسام الاستحقاق، ووسام الأرز من لبنان، والوسام الذهبي من ماليزيا، ووسام من السنغال، وآخر من المغرب، وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان قبل رحيله من الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1987.

 

وكما كُرم حيا، كرم ميتاً أيضا، فبعد وفاته في 30 نوفمبر 1988، أقيمت له جنازة وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي، فحضر تشييع الجنازة جمع غفير من الناس، يتضمنهم سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء، تقديرا لميراثه الكبير من التلاوات القرآنية التي شاعت في جميع العالم، وسمعها جميع الناس من شتى المشارب والأطياف والأديان.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved