الحلقة الخامسة| حكايات من مصر.. حين جلس «العيال« على العرش في عصر المماليك

آخر تحديث: السبت 17 أبريل 2021 - 8:35 م بتوقيت القاهرة

إعداد – عبدالله قدري:

خلال العصر المملوكي ، حكم" العيال" مصر ما يزيد عن نصف قرن ۰۰ حدث ذلك عندما كان السلطان يستخلف ابنه الطفل على عرشه، ويموت تاركا له العرش، فيحكم عاما أو عامين، يذيق فيها الشعب العذاب بتصرفاته الطائشة وسياسته الصبيانية. وعلى امتداد الحكم المملوكي، تولى سبعة عشر منهم ستة تقل أعمارهم عن العاشرة، والبقية تحت 16 سنة.

يشير إلى ذلك الكاتب الصحفي الراحل صلاح عيسى في كتابه "هوامش المقريزي – حكايات من مصر"، ويقول كان بعض هؤلاء الحكام "صغيرا إلى درجة الضحك، ومنهم الملك المظفر أحمد، الذي تولى الحكم وعمره عشرون شهرًا، فاعترضت البلاد على جلوس طفل رضيع على عرش السلطنة".

ويذكر صلاح عيسى أن «الأمير ططر» ـ الذي كان يحكم من خلف الستار ـ استمر في إتمام مراسيم تنصيب السلطان الطفل، وأجلسه على سرير الملك، وحين بدا الأمراء يقدمون له فروض الولاء بكي - الملك، لأن مرضعته لم تكن بجواره، فاستدعوها، وأخذته في حجرها، والأمراء ينحنون بين يديها يبايعون الملك الطفل بالسلطنة ومولانا نائم كالملائكة في أحضان المرضعة.

ويروي عيسى في كتابه أن بعض هؤلاء السلاطين الأطفـال كان ولدا شقيا. ومنهم الناصر فرج الذي تسلطن وهو في الثانية عشرة من عمره ، ومع ذلك كان يشرب الخمر إلى نصف الليل، ثم يخرج إلى الحوش السلطاني بالقلعة وهو سكران، فيستعرض المماليك الذين في السجن ويطلب سكاكين حامية يذبحهم بها، ويدوس على وجوه بعضهم بأقدامه، ثم يبول عليهم أو يصب النبيذ على أجسادهم ·

وينقل عيسى عن إبن إياس في تاريخه قائلا إن "الناصر فرج ذبح من أولئك المساكين نحو ألفي مملوك، بمتوسط عشرين في الليلة الواحدة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved