في عيد ميلاده الـ85.. كيف غيّر المسرح الجامعي مصير عادل إمام من الزراعة إلى الزعامة؟

آخر تحديث: السبت 17 مايو 2025 - 11:11 ص بتوقيت القاهرة

محمد حسين

يحتفل الفنان عادل إمام، اليوم 17 مايو، بعيد ميلاده الـ85، محتفظًا بمكانته كأحد أبرز نجوم الفن في العالم العربي لأكثر من نصف قرن، فمنذ صعوده إلى أدوار البطولة في مطلع السبعينيات، لم يخسر أي جولة من جولات المنافسة، وظل متصدرًا للمشهد السينمائي والمسرحي والتلفزيوني بثبات وتفرّد.


وفي كتاب "عادل إمام: الغالب مستمر" للكاتب الصحفي أشرف بيدس، تُروى تفاصيل مرحلة البدايات، حيث يصف الكاتب كيف كان الفن بالنسبة للفتى مصباحه السحري في زمن يضيق بالحلم وتتكالب فيه الإحباطات، وجد عادل إمام ضالته في المسرح الجامعي، وارتبط برئيس الفريق محمد زكي جمعة، الذي عهد إليه لاحقًا برئاسة الفريق.

ويقول عادل إمام: "تسلمت المهمة وبدأت في التخطيط للعرض السنوي، وأصبح المسرح هو شغلي الشاغل، وكان شغفي بالتمثيل يسيطر على كل وقتي وكياني، كنت حاسس أنني لا أصلح لشيء في الحياة إلا التمثيل، وتصرفت مثل جنرال يستعد لمعركة مصيرية، لأن المسئولية كلها أصبحت فوق كتفي".

كان يتولى بنفسه اختبار الأعضاء الجدد، وتوزيع الأدوار، وإدارة الميزانية، والتنسيق العام للعروض. ومن بين من انضموا إلى الفريق بدعوته كان زميله صلاح السعدني، وبدأت التجارب تتوالى: "ثلاث مجانين عقلاء، أحمس الأول، والإخوة كارامازوف"، إلى أن ذاع صيته أكثر فأكثر.
وفي إحدى المحاضرات، ألقى عادل إمام تعليقًا ساخرًا، فما كان من الدكتور محفوظ غانم إلا أن استوقفه قائلاً أمام زملائه: "اسمع يا عادل.. أنا أرجوك أمام زملائك أن تشتغل في التمثيل ولا تشتغل في الزراعة، لأنك لو عملت في الزراعة يا بني ستفسدها".. كانت شهادة مبكرة بموهبة لا تخطئها العين.

 

ويحكي بيدس أن محفوظ غانم قال له لاحقًا: "مش ممكن نتمتع بك يوم واحد في السنة.. لازم تعمل حاجة تقدم بها موهبتك طوال العام"، تزامن ذلك مع إنشاء الدولة 10 مسارح تابعة للتلفزيون، فقرر عادل إمام التقدم لاختبارات القبول، أمام لجنة ضمت محمد توفيق وعبدالمنعم مدبولي ومحمود السباع.


رغم التوتر، أدى مونولوجًا تراجيديًا من مسرحية ثورة الموتى لأروين شو، لكن المخرج محمد توفيق فاجأه بعد العرض وهمس له: "إنت ممثل كوميدي ممتاز"، ثم جاء التأكيد من المخرج حسين كمال الذي قال له: "إنت ما تنفعش في التراجيديا.. أنت لا تصلح إلا في الكوميدي".

وكان أول ظهور مسرحي له في جملة واحدة: "معايا حلاوة عسلية بمليم الوقية" وسط زحام مولد، ثم يختفي عن الأنظار، وبعدها، جاءت الفرصة الأوسع عبر خشبة مسرحية "أنا وهو وهي" مع فؤاد المهندس وشويكار، لتبدأ رحلة نجم لم يتوقف عن التوهج حتى اليوم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved