بسمه تعترف لـ«الشروق»: أخطأت عندما تخليت عن التمثيل بعد 25 يناير.. واعتزلت السياسة نهائيا

آخر تحديث: الأربعاء 17 يونيو 2015 - 9:43 ص بتوقيت القاهرة

حوار - أحمد فاروق:

كنت أستطيع الخروج من ميدان التحرير «نجمة الجماهير».. ولكنى اخترت خدمة المجتمع

«حلقت شعرى» بعد منع مسلسل «أهل إسكندرية» لسوء حالتى النفسية.. وأسامة هيكل وعدنى بأن يعمل على تسويقه

أستشير زوجى فى اختياراتى الفنية ولا أستأذنه.. وحياتى القادمة ليس فيها إلا عملى وأسرتى

لأول مرة تعترف الفنانة بسمة بأنها أخطأت عندما تخلت عن الفن لصالح السياسة والعمل العام بعد مشاركتها فى ثورة 25 يناير، مكتشفة بعد مرور أكثر من 4 سنوات أنه كان بإمكانها خدمة المجتمع أكثر عن طريق تقديم أعمال جيدة.

ونفت زوجة السياسى الشهير عمرو حمزاوى أنها لم تعتزل التمثيل وإنما أسباب كثيرة أبعدتها عن الشاشة العامين الأخيرين تحكى عنها لـ«الشروق» فى هذا الحوار:

تقول بسمة: ليس صحيحا بالمرة اننى أفكر فى اعتزال الفن كما يروج البعض، فأنا أحب التمثيل جدا، بالإضافة إلى أنه المهنة الوحيدة التى أعرفها.

صحيح أننى الفترة الأخيرة ابتعدت عن الساحة الفنية، بسبب أخطاء ارتكبتها لا أنكرها، لكن الجانب الأكبر فى أسباب الابتعاد يعود إلى ظروفى الحياتية بعد الزواج.

فهناك مكتسبات كثيرة حصلت عليها فى السنوات الأربع الأخيرة، فى مقدمتها أنى تزوجت من عمرو حمزاوى وهو شخص أحبه وأحترمه جدا، وإننى أنجبت ابنتى «ناديا» التى أعتبرها أغلى شىء فى حياتى، وليس خافيا على أحد أن هذا يحتاج وقتا ومجهودا.

والحمد لله الآن ابنتى تخطت المرحلة العمرية التى تحتاجنى بجوارها طول الوقت، لذلك أستطيع بداية من اليوم أن أعود للعمل دون عائق.

● إذا لم تفكرى فى قرار الاعتزال فماذا كان سبب غيابك عن التمثيل الفترة الأخيرة؟
- كل ما حدث أننى قبل 4 سنوات عقب ثورة يناير ارتكبت خطأ كبيرا بإقناعى لنفسى أن التفرغ للعمل العام أهم من شغلى، فى هذا الوقت كنت أرى أن دورى هو مساعدة المجتمع، وليس أن أدخل البلاتوه لأصور عملا فنيا، وأعترف أن هذا القرار كان خاطئا، واكتشفت بعدها أننى من خلال العمل أستطيع مساعدة المجتمع أكثر، وأن نجاحى فى عملى هو أكبر مساهمة فى نهضة المجتمع.
وللأسف عندما اتخذت القرار بأن أنحى شغلى جانبا، كنت أتخيل أننى يمكن أن أتوقف عن عملى لمدة عامين أتفرغ فيهما لخدمة المجتمع، ثم أعود فى الوقت الذى أريد وكأنى لم أتوقف، ولكنى اكتشفت أن عملى ابتعد عنى بنفس القدر الذى ابتعدت عنه.

وبشجاعة كاملة أعترف أننى تأثرت بهذا القرار الخاطئ، وأريد أن أصححه لأن «شغلى وحشنى».
وذات مرة حكى لى زوجى عمرو حمزاوى أن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب قال لأحد الاشخاص فى نهاية حياته «لا أريد أن أموت الآن لأن بداخلى ألحانا كثيرة لم تخرج»، وأنا أكرر هذه الجملة «لايزال بداخلى تمثيل كثير لم يخرج».

● لكنك بعد الثورة شاركت فى مسلسل «الداعيه» ولك عمل أخر لم يعرض هو «أهل اسكندريه»؟
- رغم أن حظى كان جيدا لمشاركتى فى «الداعية» قبل إنجاب ابنتى «ناديا»، ولم أتوقف وصورت «أهل إسكندرية» قبل أن تكمل شهرها السادس، الا أن ذلك لم يكن كافيا.

وللأسف منع مسلسل «اهل اسكندرية» من العرض، جعل الكثير يعتقد أننى ابتعدت عن التمثيل، وما لا يعرفه الكثيرون أن عدم عرض هذا المسلسل أصابنى بحالة نفسية سيئة، دفعنى أن «أحلق شعرى»، واختفيت عن الأنظار مدة طويلة جدا، لأنى لم أكن اريد أن التقى بأحد.

لكن منذ فترة التقيت أسامة هيكل، رئيس مدينة الانتاج الاعلامى، وأكد لى أنه يعمل حاليا على إعادة تسويق المسلسل، وأتمنى أن ينجح فى ذلك، ويعرض المسلسل لأننا بذلنا فى تصويره مجهودا كبيرا جدا.

● كنت مصنفة أيام يناير أنك فنانة الثورة ونجمة ميدان التحرير.. لماذا لم تستغلى ذلك فى عملك؟
- قاطعتنى قائلة: كان يمكننى أن أخرج من ميدان التحرير بعد ثورة 25 يناير «نجمة الجماهير»،
لكن هذا لم يحدث لأننى اتخذت قرارا خاطئا عام 2011، بأن أبتعد عن التمثيل لفترة كما اشرت سابقا.

فكان لدى فرصة بطولة مسلسل أدعى أنه كان سيفرق معى فى مشوارى الفنى، ولكنى أصبت بحالة من «الجبن» ورفضته، وهذا العمل لم يتم تنفيذه حتى الآن.

لكن رغم كل شىء، الفترة التى قضيتها مع الناس فى ميدان التحرير جعلتنى أنزل من برجى العاجى، الذى كنت اعيش فيه قبل ثورة يناير، فأنا كنت متخيلة أننى أعرف المصريين، وأتصور أنه عندما يأتينى دور فتاة شعبية فى مسلسل أو فيلم، سأستطيع تجسيدها.

لكن الحقيقة أن وجودى إلى جانب الناس فى الميدان لفت انتباهى إلى امور كثيرة كنت اقتربت على نسيانها، وأدعى اننى اكتسبت خبرات فى الميدان ستظهر فى أعمالى واختياراتى المرحلة القادمة.

● ألم تعرض عليك أى أعمال فنية خلال العامين الأخيرين؟
- عرضت على أعمال ولكنها لم تكن بالمستوى الذى أريد ان أعود به للجمهور، وأنا لن أوافق على شىء لمجرد التواجد، حتى اذا كنت «هموت وأعود للوقوف أمام الكاميرا».

● هذا يعنى أن لك شروطا فى العودة؟
- ليس شرطا بقدر ما هو طموح فى أن أعود بعمل يرضى غرورى الفنى من ناحية، وفى نفس الوقت يكون جماهيريا ليشجع المخرجين والمنتجين على التعامل معى مرة أخرى.

كما لا أريد العودة من خلال عمل يتناول قضية سياسية، لأنى مؤمنة بأن أرض الفن تتسع لموضوعات أخرى، وحتى لا يفهم أننى أتعمد العمل فى أعمال سياسية.

لذلك سأحاول بعد انتهاء موسم رمضان أن اتخلص من أبرز عيوبى «الكسل» وأبدأ رحلة البحث عن فكرة جيدة أعود بها.

● إلى أى مدى ساهم زواجك من السياسى عمرو حمزاوى فى ابتعادك عن الفن؟
- زوجى لا يعطلنى عن عملى إطلاقا، ولا يمثل أى عائق، فهو يحب شغلى جدا، ويعشق الفنون بشكل عام، ويمكن عندما ارتبطنا كان لا يعرف شيئا عن أعمالى، ولكن بعد مشاهدتها أعجب بها وباختياراتى.

والكثير لا يعلم أننى أتعلم من عمرو حمزاوى أمورا كثيرة فى الفن، لأنه شاهد سينما مختلفة من بلدان مختلفة حول العالم، ومتذوق للفن بشكل غير عادى.

لهذا السبب أثق فى رأيه الفنى جدا ووجهة نظره بالنسبة لى مهمة، لكن هذا لا يعنى أنه يتخذ القرار بدلا منى، أو أن حرصى على معرفة رأيه فى عملى يصل لدرجة الاستئذان.

فالواقع أنه دخل دائرة أصدقائى الذين أستشيرهم فى حياتى، وهم أمى وأبى، والمخرج داوود عبدالسيد، ود. محمد العدل ود. مدحت العدل، وجمال العدل، وإيهاب ايوب.

● هناك من يسأل لماذا لا تشاركين فى أى فعالية سياسية مؤيدة أو معارضة منذ 30 يونيو تقريبا؟
- كانت آخر مشاركاتى السياسية يوم 30 يونيو، خرجت مع المظاهرات على ناصية الشارع الذى أسكن فيه فقط، لأنى كنت ممنوعة من الانضمام للحشود، بسبب أننى كنت حينها حامل فى الشهر الثامن.

ولم أشارك بعد ذلك فى أى أعمال سياسية، لسببين أولهما يتعلق بابنتى، والثانى يتعلق بقناعاتى الشخصية، فلا شك أننى بعد الأمومه زادت مسئولياتى، فأصبح هناك شخص يعتمد على بشكل كامل.

أما السبب الثانى، فالحقيقة شعرت بأن الأفضل أن أترك السياسة لأهلها، الذين يفهمون فيها، وفى المقابل أحاول ان اركز فى عملى.

● لكن هذا يمكن أن يفسره البعض بأنك نادمة على المشاركة فى ثورة يناير؟
- هذا ليس صحيحا، وإذا عاد بى الزمن مرة أخرى سأشارك فى ثورة يناير، ولكن ما كان سيتغير هو ما فعلته بعد الثورة.

فكان خطأ كبيرا ان يتم تصديرى للرأى العام كسياسية وليس كفنانة، لأن هذا ليس صحيحا بالمرة، واعتقد أنه ليس عيبا أن يعترف الإنسان بأخطائه، ويسعى لعدم التمادى فيها.

فأنا اعتزلت السياسة والكلام فيها منذ 3 سنوات تقريبا، وأعلن بوضوح أننى عدت إلى حياتى الطبيعية، التى لا يوجد بها إلا عائلتى وشغلى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved