إيران تستعد للتخلي عن التزام رئيسي بموجب الاتفاق النووي
آخر تحديث: الإثنين 17 يونيو 2019 - 9:44 م بتوقيت القاهرة
(د ب ا)
أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن بلاده ستتخطى مستوى 300 كلجم من اليورانيوم المخصب في غضون 10 أيام.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين في منشأة "اراك" (خنداب) للماء الثقيل، نقلته وكالة أنباء "فارس"، أشار كمالوندي إلى القرارات الأخيرة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وقال: إنه ومنذ الإعلان عن زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 4 أضعاف ازدادت كمية إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة67ر3 بالمئة، وسنتخطى في غضون 10 أيام حجم إنتاج 300 كلجم من اليورانيوم.
وحول إنتاج الماء الثقيل في منشأة اراك قال، إنه من الممكن أن يزداد حجم استخدام الماء الثقيل في البلاد خلال الاعوام القادمة.
وأوضح قائلًا: "إننا ننتظر قرارات مسؤولي البلاد للخطوة الثانية، وبطبيعة الحال فإن الفرصة متاحة أمام الأوروبيين، إلا أن إيران لن تصبر بعد الآن لترى ما يعملون".
وأكد كمالوندي أن احتياطيات إيران ستزداد بوتيرة متسارعة وأضاف قائلا: إذا كان حفظ الاتفاق النووي مهما بالنسبة لهم (للأوروبيين) فعليهم بذل الجهود اللازمة.
وأوضح المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بأن إجراءات إيران تأتي في إطار المادتين 36 و 23 من الاتفاق النووي، مضيفًا "أن الإجراءات ستعود إلى ما كانت عليه فور تنفيذهم لتعهداتهم".
وحول زيادة نسبة تخضيب اليورانيوم قال: إن سقف التخصيب أكثر من67ر3% يمكن أن يزيد إلى أي مستوى آخر، وهو أمر يتعلق بقرار مسؤولي البلاد.
وأضاف أن هناك سيناريوهين اثنين في هذا المجال، الأول أن يكون التخصيب بنسبة أكثر من67ر3بالمئة لتغطية حاجة مفاعل بوشهر أي 5 بالمئة، أو لتغطية حاجة مفاعل طهران أي 20 بالمئة.
وحذر الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم من أن انهيار الاتفاق النووي لن يكون في صالح أحد، وأشار إلى أن "أمام الأوروبيين فترة قصيرة للغاية".
ونقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية عن روحاني القول، خلال استقباله سفير فرنسا الجديد في طهران، إن "انهيار الاتفاق النووي لن يكون في صالح إيران أو فرنسا أو المنطقة أو العالم"، مؤكدا أن "الفرصة الزمنية المتاحة أمام الأوروبيين للتعويض قصيرة للغاية".
وتابع روحاني: "لقد صبرت إيران وتعاملت بضبط النفس، وذلك نزولا عند طلب فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي".
وأضاف :"الظروف الراهنة حساسة، ولا يزال أمام الفرنسيين والأوروبيين فرصة، وعليهم أن يستغلوا هذه الفرصة الزمنية القصيرة للقيام بأدوارهم، لأن خروج طهران من الاتفاق النووي لن يكون في صالح أحد".
وكانت إيران أعلنت في مايو الماضي خفض التزاماتها بالاتفاق النووي، وهددت بمزيد من الإجراءات بعد 60 يوما.
وعلى الجانب الأخر، حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إيران بشدة من خرق الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية.
وقال ماس اليوم بعد مشاورات خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج: "لن نقبل بالتأكيد أي تخفيض من جانب واحد لالتزاماتنا الخاصة".
وأكد الوزير الاتحادي أن جميع الأطراف مطالبة بالامتثال لالتزاماتها، لافتا إلى أنه فقط بذلك يكون هناك مستقبل للاتفاق النووي.
كما أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني اليوم الاثنين التزام إيران بالاتفاق النووي، رافضة التكهن بالخطوات التي يمكن أن يتخذها الاتحاد الأوروبي إذا انتهكت إيران الاتفاق.
وقالت موجيريني "حتى اليوم، لا تزال إيران ملتزمة ونحن نأمل ونشجع إيران بقوة ونتوقع منها أن تواصل الوفاء بالتزاماتها كاملة بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة" في إشارة إلى الاتفاق النووي.
وتابعت "المصلحة التي لدينا هي الحفاظ على الاتفاق النووي، وهذا ليس عملا سهلا"، مشيرة إلى أن هذا العمل "أصبح صعبا بشكل متزايد" خلال العام الماضي.
وأضافت "لذلك تركيزنا ليس الدخول في لعبة اللوم وتحميل المسؤولية عن الانهيار المحتمل للاتفاق، تركيزنا هو الابقاء على الاتفاق"، مؤكدة جهود الاتحاد الأوروبي للحفاظ على الفوائد الاقتصادية التي يقدمها الاتفاق لإيران.
من جانبه، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم المجتمع الدولي على إعادة العقوبات بصورة فورية على إيران إذا ما تجاوزت مستويات التخصيب المسموح بها في اتفاقها النووي مع القوى الكبرى.
وقال :"إيران هددت اليوم بتخصيب اليورانيوم لمستويات أكبر مما يسمح به الاتفاق النووي.. وفي حال نفذت إيران تهديداتها الحالية, سيتوجب على المجتمع الدولي أن يفعل بشكل فوري منظومة العقوبات المحددة سلفا".
وشدد :"في أي حال من الأحوال, إسرائيل لن تسمح لإيران بحيازة الأسلحة النووية".
وأضاف أن "إسرائيل تقف في نفس الخندق مع الولايات المتحدة ومع دول عربية معتدلة ومع دول أخرى ضد العدوان الإيراني".
وتطرق إلى علاقات إسرائيل مع الدول العربية، وقال :"إلى جانب اتفاقيتي السلام مع مصر والأردن, نوطد بشكل غير مسبوق علاقاتنا مع دول أخرى في العالم العربي والإسلامي. هذه الدول تدرك أكثر فأكثر أن إسرائيل ليست عدوها, بل العكس, إسرائيل هي حليف متين وثابت يود أن يضمن معها مستقبل المنطقة"، دون المزيد من التوضيح.
وفي واشنطن، أعرب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني بعد محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن دعمه للموقف المتشدد الذي اتخذته واشنطن ضد طهران، وقال إن موقف روما التقليدي المتساهل إزاء طهران قد "تغير".
وأضاف" نحن في عام 2019 ولا ينبغي أن يسمح لأحد بأن يقول إنه يريد أن يمحو دولة أخرى، وأنا أشير إلى إسرائيل.. من الواضح أنه طالما يوجد أدنى شك في مثل هذا النوع من الخطط، فمن المستحيل إقامة علاقات طبيعية (مع إيران).