في معرض مكتبة الإسكندرية.. الكتاب الرقمي يفتح نقاشا حول الثقة والاستثمار
آخر تحديث: الخميس 17 يوليه 2025 - 6:35 م بتوقيت القاهرة
هدى الساعاتي
نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "الكتاب الرقمي.. فرص وتحديات النشر"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته العشرين.
شارك في اللقاء كل من أحمد هيكل، وياسر الزهار، وأحمد رويحل، وأدار الجلسة الكاتب الصحفي إسلام وهبان.
قال وهبان في بداية الندوة إن صناعة النشر واجهت تحديات كبرى خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الكتاب الإلكتروني بدأ يأخذ شكله الاحترافي منذ 5 سنوات فقط. وأوضح أن هناك تجارب سابقة للكتب الرقمية، لكنها كانت غير شرعية وغير منظمة، حتى أسهمت تطبيقات القراءة الحديثة في الوطن العربي في إحداث طفرة لافتة خلال الأعوام الماضية.
من جانبه، أشار ياسر الزهار إلى أن تأخر انتشار الكتاب الرقمي عربيًا يرجع إلى غياب التقنيات الاحترافية اللازمة، حيث كانت النماذج المتاحة موجهة في الأساس للقارئ الغربي.
وأضاف أن الناشر العربي، وكذلك القارئ، لم يكونا مقتنعين بجدوى النشر الإلكتروني، وأن الأمر احتاج سنوات حتى يتقبل القارئ فكرة دفع مقابل لقراءة كتاب إلكتروني.
واستعرض الزهار تجربة تطبيق "أبجد"، الذي انطلق قبل 13 عامًا كتطبيق لتقييمات القراء، قبل أن يتحول إلى منصة للنشر الرقمي، في ظل فراغ السوق من بدائل رقمية حقيقية.
أما أحمد رويحل، فتحدث عن تجربة الكتاب الصوتي، مؤكدًا أنه انتشر بشكل أسرع من الكتاب الإلكتروني رغم ظهوره لاحقًا. وأوضح أن الاستثمار يمثل تحديًا رئيسيًا في صناعة المحتوى الرقمي عمومًا، لافتًا إلى أن عدد الكتب الصوتية في العالم العربي يبلغ نحو 11 ألف كتاب، مقارنة بـ40 ألف كتاب رقمي.
وأضاف أن الكتب الصوتية استهدفت جمهورًا غير معتاد على القراءة، بينما يخاطب الكتاب الرقمي جمهور القراء التقليديين.
بدوره، تحدث أحمد هيكل عن تجربة تطبيق "سماوي" الذي يجمع بين الكتاب الصوتي والرقمي، مشيرًا إلى أن انطلاقه جاء لسد فجوة السوق. وأوضح أن المنصة بدأت كشركة تقنية، ثم تحولت إلى تطبيق للكتب الإلكترونية والصوتية.
وأكد هيكل أن حجم سوق النشر في العالم العربي لا يزال أقل بكثير من حجم الطلب الفعلي، مضيفًا أن صناعة النشر الإلكتروني ما زالت في طور البناء، وتحتاج لسنوات حتى تصل لمستوى المنافسة العالمية، داعيًا الناشرين إلى الإيمان بجدوى الاستثمار في هذا المجال.
يُذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب تتواصل حتى 21 يوليو الجاري، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادي الناشرين المصريين والعرب، وذلك في مقر المكتبة بكورنيش الإسكندرية، وبالتوازي في القاهرة عبر "بيت السناري" بالسيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.
ويشارك في المعرض 79 دار نشر مصرية وعربية، وتُقدَّم 215 فعالية ثقافية متنوعة، تشمل ندوات وأمسيات وورشًا، بمشاركة نحو 800 مثقف وباحث ومتخصص من مختلف مجالات الإبداع والمعرفة.