4200 قطعة غارقة واكتشاف 74 سفينة.. ندوة في معرض مكتبة الإسكندرية تكشف أسرار الآثار الغارقة وجرائم التنقيب
آخر تحديث: الخميس 17 يوليه 2025 - 5:44 م بتوقيت القاهرة
هدى الساعاتي
ضمن فعاليات الدورة العشرين لمعرض الكتاب الدولي الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية، نظّم صالون "نفرتيتي الثقافي" ندوة بعنوان "الإسكندرية.. ذاكرة الحجر وهوية البشر"، دشّن خلالها أولى فعاليات مبادرة "البشر حُراس الأثر"، بهدف تسليط الضوء على دور الأهالي والباحثين في حماية المواقع الأثرية وميراث الحضارة.
وفي كلمته، شدد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، على ضرورة التعامل مع الآثار من منطلق أخلاقي، مؤكدًا أن تنمية الوعي الحضاري تبدأ منذ الصغر عبر بيئة محفزة، لا تفرض التلقين، بل تزرع التقدير الواعي لتاريخ الأمة.
آثار غارقة وموانئ قديمة
من جانبه، استعرض الدكتور حسام غنيم، مدير عام آثار الإسكندرية، أوجه الحضارة المصرية القديمة في المدينة، مؤكدًا أن مناطق مثل كوم الشقافة وعمود السواري تشهد على قيام حضارات ما قبل الإسكندر الأكبر.
وأوضح غنيم أن المصري القديم كان سبّاقًا في علوم الفلك والتبادل التجاري، كاشفًا عن أقدم مرصد فلكي بكفر الشيخ يرجع إلى الأسرة الأولى، وأن هذه العلوم كانت تُعرف بـ"أسرار الآلهة".
أما الدكتور محمد مصطفى، أحد أبرز خبراء الآثار الغارقة، فكشف أن عدد القطع الغارقة المكتشفة بلغ نحو 4200 قطعة أثرية، معظمها يعود للعصر البطلمي، وأن القطع المصرية القديمة كانت منقولة لأغراض تجميلية.
كما أشار لاكتشاف أرصفة ضخمة قد تمثل موانئ بحرية، مع العثور على بقايا 74 سفينة.
ونبّه مصطفى إلى أن القطع الصغيرة (أقل من 200 كجم) معرضة للسرقة، لذا تُترك القطع الضخمة في قاع البحر مع تأمينها بحواجز.
التنقيب خلسة.. والطفل الحارس
وفي جانب آخر، كشف الأثري سيف العراقي، مدير المضبوطات الأثرية، عن مخاطر التنقيب غير الشرعي، مؤكدًا أن الكثير من القطع الأثرية تُهرّب قبل تسجيلها، مما يصعب استردادها ويؤدي لضياع حق مصر التاريخي.
وأشاد العراقي بوعي بعض الأهالي، مستشهدًا بقصة طفل لم يتجاوز التاسعة، أبلغ وزارة السياحة والآثار عن كتلة حجرية يُشتبه في أثريتها، ما أدى إلى تشكيل لجنة علمية لنقلها وترميمها.
ورش توعوية لبناء الوعي الأثري
واختتم الدكتور أحمد برقي، مدير إدارة الوعي الأثري بالإسكندرية، الندوة بالتأكيد على أهمية العمل متعدد المستويات لبناء الوعي، سواء عبر المدارس والجامعات أو من خلال إشراك المجتمعات المحلية.
وأشار إلى تنظيم ورش تدريبية للأطفال تشمل فنون الحلي، واللغة المصرية القديمة، لتعزيز انتمائهم لحضارة أجدادهم.