ــ قادة جمهوريون: تصريحات الملياردير خطأ وتهدد سلامة الاقتراع.. و«نيويورك تايمز»: يواصل هدم القيم الأمريكية
وجه قادة بالحزب الجمهورى، ومسئولون عن الانتخابات من الحزبين الكبيرين فى الولايات المتحدة، انتقادات لاذعة للمرشح الجمهورى دونالد ترامب، على خلفية تصريحاته بشأن تزوير الانتخابات لمنعه من الوصول إلى البيت الأبيض.
وفى دليل واضح على مسعى قطب العقارات لـ«تحطيم كل القيم الأمريكية»، على حد قول صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، كتب الرجل الذى تتهمه نساء بالاعتداء أو التحرش الجنسى، فى تغريدة على موقع التدوينات القصيرة، تويتر، صباح أمس، إن استطلاعات الرأى متقاربة، لكن هل تعتقدون أننى فقدت عددا كبيرا من الناخبين على أساس أحداث لم تقع قط.. وسائل الإعلام تزور الانتخابات.
إلا أن نائبه مايك بنس سعى إلى التهدئة. وقال بنس خلال مقابلة مع برنامج «ميت ذى برس» على شبكة «إن بى سى» الأمريكية: «نقبل نتائج الانتخابات بشكل قاطع»، مؤكدا أن ترامب يندد قبل كل شىء بـ«الدعم الجماعى» لكبرى وسائل الاعلام لمنافسته الديمقراطية، هيلارى كلينتون.
ودليلا على التوتر داخل فريقه، جعل ترامب نفسه أكثر وضوحا بعد ساعات من هذه المقابلة، قائلا: إن مسألة صحة الانتخابات مطروحة أيضا «فى العديد من مراكز الاقتراع» من دون أى يقدم أدلة ملموسة تدعم تصريحاته.
ويخشى بعض المراقبين أن يتم تفسير الدعوات المتكررة لمراقبة الانتخابات التى توصف مسبقا بأنها غير نزيهة، كتشجيع على الترهيب يوم الانتخابات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وعلى عكس ترامب، عبر الرئيس الجمهورى لمجلس النواب بول راين، عن وجهة نظر مغايرة، حيث قالت المتحدثة باسمه اشلى سترونج، «ديمقراطيتنا تستند إلى الثقة بنتائج الانتخابات، وبول راين مقتنع تماما بان الولايات التى تشرف على هذه الانتخابات ستؤدى عملها بنزاهة».
وتوالت الانتقادات لتلميحات ترامب، حيث قال جون أ. هوستيد، وهو وزير فى حكومة ولاية أوهايو، إنه «من الخطأ أن يشكك أى مرشح فى الانتخابات دون دليل». هوستيد، وهو جمهورى، تابع: «جعل نظامنا الانتخابى التصويت سهلا، والتزوير صعبا»، مضيفا فى تصريحات نقلتها «نيويورك تايمز»: «سننظم انتخابات جيدة ونزيهة فى أوهايو، كما نفعل دائما».
ويتميز النظام الانتخابى فى الولايات المتحدة باللامركزية، ما يجعل عمليات تزوير الانتخابات واسع النطاق، غير ممكنة بشكله كبير. كما أن مسئولين من الحزب الجمهورى يراقبون العملية الانتخابية فى الولايات التى تشهد منافسة، وهؤلاء غير وارد أن يقوموا بمساعدة كلينتون، حسب الصحيفة الأمريكية.
كريس اشبى، وهو محامٍ جمهورى متخصص فى الانتخابات، قال: إن تليمحات ترامب عن التزوير غير مسبوقة وتهدد بافشال الانتخابات. وأضاف اشبى أن الملياردير يزعزع استقرار الانتخابات، من خلال تشجيع أنصاره إلى مراقبة الانتخابات خارج حدود القانون. ووفق نيويورك تايمز، يشعر الجمهوريون بالفزع من تصريحات ترامب التى تطال النظام السياسى والانتخابى فى البلاد.
ورغم تصريحات الملياردير المثيرة للجدل، أظهرت نتائج آخر استطلاع للرأى أجرته قناة «إن بى سى» وصحيفة وول ستريت جورنال ونشر صباح أمس الأول، إن كلينتون تتقدم بفارق 11 نقطة على رجل الاعمال (48% مقابل 37%). لكن استطلاعا آخر أجرته قناة «اى بى سى» وصحيفة واشنطن بوست، أظهر أن الفارق لا يتعدى أربع نقاط (47% مقابل 43%).
الأكثر مدعاة للقلق بالنسبة لترامب، هو ما كشفته دراسة أجرتها شبكة «سى بى اس» حول موازين القوى فى 12 ولاية متأرجحة ستحدد نتيجة الانتخابات، من تغيير نمطى فى تصويت النساء مع تقدم ملحوظ يعطى دفعا قويا لكلينتون بفارق ست نقاط. ووفقا للدراسة، فإن 70% من الناخبين الأمريكيين قالوا: إن ترامب لا يحترم المرأة، ما يبدو أنه تأثرا بتصريحاته المسيئة للمرأة فى تسجيل يعود إلى 2005، وكشفت عنه «واشنطن بوست» قبل أيام.