الموضة والخصوصية.. كيف يحارب المصممون تقنية التعرف على الوجه؟

آخر تحديث: الخميس 17 أكتوبر 2019 - 6:00 م بتوقيت القاهرة

أحمد نصر

نظرًا للقلق المتنامي عالميا حول الخصوصية وهويات الأفراد، جراء الاستخدام المتزايد لتقنية التعرف على الوجوه، ابتكر بعض المصممين والمبتكرين أساليب تكنولوجية وأدوات وملابس تساعد على إخفاء هويات الأشخاص عن الكاميرات المزودة بهذه التقنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي (AI).

من الأقنعة الشفافة إلى النظارات المزودة بأضواء LED، تهدف هذه الابتكارات إلى إفشال عمل كاميرات التعرف على الوجه عن طريق تضليلها.

بحسب موقع "bigthink" ففي هولندا، صمم جيب فان ليووينشتاين قناعاً شفافاً اسماه بـ"عزل المراقبة" يعمل على حجب وجه مرتديه وتشويشه أمام كاميرات التعرف على الوجه.

ويقول ليووينشتاين: "من خلال ارتداء هذا القناع الذي يشبه العدسة، يصبح من غير الممكن لبرمجيات التعرف على الوجه كشف الهوية، وفي الوقت نفسه وبسبب شفافية القناع لا يزال بالإمكان التفاعل مع الأشخاص من حولك فهويتك وتعبيرات وجهك مازالت متاحة لهم".

أما في اليابان فقد صمم ايساو إتشيزين، الأستاذ في المعهد الوطني الياباني للمعلوماتية في طوكيو، "نظارة خصوصية" مزودة بأضواء LED تطلق أشعة تحت الحمراء القريبة Near infrared، وطبقا لاختبارات إتشيزين، فعند ارتدائها لا يمكن لبرنامج التعرف على الوجوه إدراك وجود وجه بشري خلف الأضواء.

على الرغم من أن هذه الابتكارات تبدو فعالة، إلا أنه يبدو أن الهدف الرئيسي منها هو زيادة الوعي بتكنولوجيا التعرف على الوجه، ففي المملكة المتحدة، وفي ختام أسبوع الموضة في لندن نهاية الشهر الماضي، سار فنانون من تجمع "The Dazzle Club"، في شوارع لندن بوجوه رسم عليها خطوط زرقاء وحمراء وسوداء، في محاولة لإخفاء وجوههم من كاميرات الشوارع المنتشرة في المدينة البالغ عددها نحو 420.000 كاميرا، بعضها فقط مزود بتقنية الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجه.

وكانت محكمة بريطانية قضت بداية سبتمبر الماضي، بأن استخدام الحكومة لتقنية التعرف على الوجه لا ينتهك الخصوصية وحقوق الإنسان.

هناك أيضا الملابس المضادة للمراقبة والتي تعمل على توفير غطاء فاصل بين الفرد وكاميرات الطائرة بدون طيار Drones التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجة الطويلة (LWIR)، تتكون الملابس من أقمشة صناعية لامعة مطلية بالفضة ومرنة، حيث تعكس الألياف المطلية بالفضة الحرارة المنبعثة من الجسم الذي تبحث عنه الطائرات بدون طيار، والتي تقلل من التوقيع الحراري لمرتديها فلا تتمكن الكاميرات من رصده.

كذلك يوجد ملصقات للوجه أو لقبعات الرأس تعمل على إرباك نظام التعرف على الوجه لمحاولة توجيه تركيز الذكاء الاصطناعي على النسيج بدلا من الوجه.

وفقا لموقع دويتشه فيله، فقد تمكنت مصممة أزياء ومحترفة اختراق أمريكية، تدعى كيت روس، من تطوير ملابس قادرة على تضليل كاميرات المراقبة، حيث تظهر صورة الشخص الذي يرتدي الملابس، كسيارة في تسجيل الكاميرا، حيث تم تغطية هذه الأزياء بصور للوحات أرقام السيارات التي تؤدي إلى تشغيل أنظمة قراءة اللوحات آلياً وتضخ هذه البيانات إلى الأنظمة، وهو ما يضلل نظام المراقبة.

ولجأ بعض المتظاهرين خلال الاحتجاجات التي تشهدها مدينة هونج كونج إلى ارتداء أقنعة طبية ونظارات مخصصة للسباحة، ووضع آخرون أقنعة التنفس، من أجل إخفاء هويتهم عن أعين السلطات المنتشرة في الشوارع متمثلة في كاميرات المراقبة والتي يمكن أن تفضح هويتهم وتؤدي إلى إلقاء القبض عليهم، بحسب موقع CNN.

وتتواجد كاميرات التعرف على الوجوه بالملايين في الصين، وبدرجة أقل في المملكة المتحدة، أما بالنسبة للولايات المتحدة فإن وبالرغم من أن كاميرات المراقبة شائعة في شوارع المدن، لكن معظمها غير مجهز بتقنية التعرف على الوجوه، وقد أصبحت ولاية سان فرانسيسكو أول مدينة أمريكية تقوم بحظر تكنولوجيا التعرف على الوجه على داخل المدينة، إلا أنها تعمل في المطارات بكل تأكيد.

ويقول ارون بيسكين عضو مجلس المدينة: "حفظ الأمن لا يعني العيش في ولاية بوليسية، العيش في مجتمع آمن ومستقر لا يعني العيش في حالة مراقبة".

لكن دانييل كاسترو من مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار، يعتبر هذه المقارنات سخيفة، ويقول: "في الواقع، فإن سان فرانسيسكو معرضة لخطر أن تتحول إلى كوبا أكثر من تحولها الصين، فرض حظر على التعرف على الوجه سيجعلها في حالة جمود باستخدامها لتكنولوجيات قديمة"، مضيفًا أن "الحكومات يمكن أن تستخدم التعرف على الوجه لتحديد المشتبه بهم بكفاءة وفعالية، والعثور على الأطفال وكبار السن المفقودين، وتأمين الوصول إلى المباني الحكومية".

بحسب النتائج التي توصل إليها استطلاع حديث للرأي أجراه مركز Data Innovation فمعظم الأميركيين سيوافقون كاسترو رأيه، حيث تشير النتائج إلى معارضة نسبة كبيرة من الجمهور لفرض قيود على الحكومة في استخدام التكنولوجيا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved