المدرس الفرنسي الذي ذبح قرب باريس تلقى تهديدات لأيام

آخر تحديث: السبت 17 أكتوبر 2020 - 3:56 م بتوقيت القاهرة

بي بي سي:

تلقى المدرس الفرنسي، الذي قتل وقطع رأسه في أحد شوارع العاصمة باريس، تهديدات بالقتل طوال أيام قبل وقوع الجريمة، وذلك بعد أن عرض على تلاميذه رسوما مسيئة للنبي محمد من مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، بحسب وسائل إعلام فرنسية.

وألقت السلطات الفرنسية القبض على تسعة أشخاص يشتبه في تورطهم بالجريمة، من بينهم والد أحد التلاميذ بالمدرسة التي كان يعمل فيها الضحية، وفقا لمصادر قضائية فرنسية.

وقتلت الشرطة منفذ الجريمة بالقرب من موقع الحادث، يوم الجمعة.

وتقول التقارير إن المهاجم يبلغ من العمر 18 عاما وهو من أصل شيشاني.

ووقع الحادث بالتزامن مع محاكمة تجري في باريس ضد متهمين بالهجوم على مجلة شارلي إيبدو الساخرة، عام 2015، بعد نشرها رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن حادث الجمعة يحمل كل بصمات "هجوم إرهابي إسلامي" وأضاف أن الضحية "قُتل لأنه درّس حرية التعبير لطلابه".

وفي حديثه من مكان الحادث بعد ساعات من وقوعه، أكد على الوحدة الوطنية. وقال "لن ينتصروا ولن يفرقونا".

ما الذي نعرفه عن الهجوم؟

وقع الهجوم في حوالي الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش، يوم الجمعة، بالقرب من مدرسة إعدادية في ضاحية كونفلانس سانت أونورين، على بعد 30 كيلومترا إلى الشمال الغربي من وسط باريس.

وهاجم رجل يحمل سكينا كبيرا المعلم وقطع رأسه. وفر المهاجم بعد ذلك، لكن الشرطة هرعت إلى مكان الحادث فور إخطارها بالهجوم.

وعندما وجهت الشرطة نداء للمسلح لتسليم نفسه، بدأ في إصدار تهديدات، فأطلقت القوات عليه الرصاص، ومات بعد ذلك بفترة وجيزة.

وفُرض طوق أمني حول مكان الحادث، مع تواصل التحقيق.

وحثت الشرطة الناس، في تغريدة على موقع تويتر، على تجنب المنطقة.

من كان الضحية؟

بحسب ما ورد كان الضحية، ساميول باتي، مدرسا للتاريخ والجغرافيا، وقد شرح درسا حول حرية التعبير في وقت سابق من الشهر.

ويقال إنه عرض الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد أثناء حديثه عن قضية شارلي إيبدو، ونصح الطلاب المسلمين بمغادرة الغرفة إذا اعتقدوا أنهم قد يشعروا بالتعرض للإهانة.

وقد اشتكى بعض أولياء الأمور المسلمين إلى المدرسة وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن المدرس تلقى تهديدات لم تحدد ماهيتها نتيجة هذا الدرس.

وقالت نور الدين الشوادي، والدة أحد تلاميذ المدرسة، لوكالة الأنباء الفرنسية: "أخبرني ابني أن المدرس (القتيل) كان لطيفا للغاية وودودا جدا وكان كريما".

وغردت مجلة شارلي إيبدو قائلة: "لقد وصل التعصب إلى مستوى جديد ويبدو أنه لن يتوقف عن فرض الإرهاب في بلدنا".

وشهدت فرنسا موجة عنف من إسلاميين منذ هجوم شارلي إيبدو عام 2015، الذي أودى بحياة 12 شخصا بينهم رسامو كاريكاتير مشاهير.

قبل ثلاثة أسابيع، ومع بدء المحاكمة، هاجم شخص رجلين وأصابهما خارج مكاتب المجلة السابقة.

ما هي ردود الفعل في فرنسا؟

في الجمعية الوطنية، البرلمان الفرنسي، وقف النواب لتكريم المدرس وإدانة "الهجوم الإرهابي الوحشي".

كما قطع وزير الداخلية جيرالد دارمانين، زيارة إلى المغرب وعاد سريعا إلى باريس.

وغرد وزير التربية والتعليم جان ميشيل بلانكير، على تويتر وقال إن مقتل المدرس كان هجوما على الجمهورية الفرنسية.

وأعرب عن تعازيه لعائلة الضحية، وقال إن الوحدة والحزم هما الرد الوحيد على "الإرهاب الإسلامي".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved