الكشف المبكر نجاة.. بطلات يروين لـ«الشروق» تجاربهن مع سرطان الثدي بمناسبة شهر التوعية

آخر تحديث: الأحد 17 أكتوبر 2021 - 12:41 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

يحتفل العالم بالتوعية ضد مرض سرطان الثدي في شهر أكتوبر من كل عام منذ سنة 1985، حيث يعد هذا هو الوقت الذي حدثت فيه أول حركة منظمة للفت الانتباه إلى مخاطر سرطان الثدي في الولايات المتحدة، لتستمر منذ ذلك الحين حملات تثقيف الجمهور حول هذا المرض حول العالم في الازدهار والتكاثر.

وأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة لصحة المرأة تحت مسمى "أنت الأساس"، التى تستهدف الكشف المبكر عن أورام الثدى، حيث دعت وزارة الصحة والسكان، السيدات، إلى زيارة منافذ مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة، المتمثلة في أقرب وحدة صحية للكشف المبكر على أورام الثدى والأمراض المزمنة، وعلاجها مجانًا بأحدث البروتوكولات العالمية.

في هذا الصدد، تواصلت "الشروق" مع نموذجين من محاربات سرطان الثدي، لمعرفة طريقة اكتشاف الإصابة والعلاج ومرحلة ما بعد الجراحة، وكيفية التأقلم مع المرض.

• الكشف المبكر نجاة

تقول "م. ح."، دكتورة جامعية في كلية الهندسة ببني سويف، إنها اكتشفت الإصابة في مرحلة مبكرة، فاستأصلت الورم فقط دون استئصال الثدي، ولم يتطلب الأمر العلاج بالكيماوي لأنها حالة مبكرة من الدرجة الأولى: "الكانسر جالي وأنا في عمر 33 عاما، تزوجت في سن 23، وأنجبت 3 أولاد، ومرضعاهم طبيعي، وما أخدتش حبوب منع الحمل، ومفيش أي تاريخ مرضي في العائلة لأي نوع من الكانسر، غير خالي، وجاله في الرئة بسبب التدخين".

وتضيف، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أنها اكتشفت المرض بالصدفة، وتوجهت إلى الحملة الرئاسية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، لكنها فوجئت بالكشف المبكر لمن هن فوق سن الـ35 عاما فقط، على حد قولها، لتكتشف بعد ذلك بشهرين إصابتها بالورم عندما شعرت بوجود كتلة صغيرة بحجم عقلة الإصبع في منطقة أعلى الثدي: "عملت سونار، وظهر إن الورم خبيث، وبعدها في نفس اليوم عملت أشعة ماموجرام لتصوير الثدي، وبدأت رحلتي في العلاج، ومن حسن الحظ إن أخويا جراح، وخصوصا في عمليات إعادة بناء الثدي بعد عمليات الاستئصال".

وأشارت إلى أنها أجرت فحصا بأشعة الرنين على كامل الجسد؛ لمعرفة مدى انتشار المرض في الغدد، لكنه لحسن الحظ كان محدودا، لتجري بعدها في شهر فبراير عام 2019، عملية استئصال الورم، وتتلقى 15 جلسة إشعاع، وعلاج هرموني لمدة 5 سنوات، بالإضافة للمتابعة كل عام بإجراء أشعة الماموجرام على الثدي، وكل 6 أشهر بأشعة السونار والفحص السريري.

ونصحت، في ختام حديثها، جميع السيدات، بضرورة الفحص المبكر وعدم التراخي: "على طول بقول لكل السيدات، سرطان الثدي مش بيجي من السن ولا الخلفة ولا تاريخ العائلة المرضي، خلاص الحاجات دي انتهت، بقى يجي لأي حد، ولازم كل السيدات تدخل الكشف المبكر لأنه نجاة".

• ياريت كل السيدات تروح مبادرة الرئيس السيسي

بهذه الكلمات بدأت "م. س."، ربة منزل متزوجة، تبلغ 30 عاما، حديثها لـ"الشروق"، عن رحلتها مع سرطان الثدي، وطريقة اكتشافها للإصابة: "اكتشفت المرض في يوليو عام 2020، عندما شعرت بوجود تكتل في الثدي الأيسر، فتوجهت لطبيبة النساء التي اعتقدت في البداية أنه كيس دهني، وأخدت علاجا لكن دون فائدة".

وتضيف أنها بعد ذلك قررت الذهاب لطبيب جراحة وأجرت تحليلا باسيوليجيا، فتأكد إصابتها بالمرض، ثم تلقت العلاج الإشعاعي، وتتناول حاليا دواء هرمونيا لمدة 10 سنوات، وتتلقى متابعة من المستشفى كل 3 شهور مجانا: "أجريت جراحة واستأصلت الورم فقط من الثدي، وبعدها ذهبت لمستشفى الدمرداش، قالوا هيبدأوا معايا جلسات الإشعاعي، وبعدين العلاج الهرموني لمدة 5 سنوات أو 10 حسب قرار الطبيب، لكن الحمد لله طمنوني جدا، وقالوا إن بداية الشفاء كانت في استئصال الورم نفسه، وإن الدواء خط علاج تكميلي لتقليل ارتجاع الورم، والحمد لله بتابع كل 3 شهور بإجراء فحوصات وكمان العلاج ببلاش".

وأشارت إلى أنها تعرضت للتأثر النفسي في مرحلة ما بعد الجراحة، لكنها استطاعت تقبل الأمر بمعونة إلهية: "في البداية، كنت خايفة من المرض وصعوبته وشكل العملية ومكان الغرز، لكن مع الوقت أشكر الله أنه وقف جنبي وخلاني متقبلة المرض".

واختتمت حديثها لـ"الشروق" بتوجيه نصيحة لسيدات مصر بضرورة الكشف المبكر: "نصيحتي لكل فتاة وسيدة متزوجة خايفة من التكلفة، روحي المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، أنا ماحتجتش جرعات كيماوي؛ لأني كنت في مرحلة مبكرة من اكتشاف المرض، وأطباء المبادرة علموني إزاي أفحص نفسي، وبيتابعوا معايا من خلال كارت الفحص الشهري، وكل الإجراء مجانا كشف وعلاج ومتابعة".

• إحصائيات حول سرطان الثدي

بحسب الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، يعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعا، حيث بلغ إجمالي الإصابة به 2.2 مليون حالة في عام 2020.

وأشارت المنظمة إلى أن قُرابة امرأة واحدة من بين كل 12 تُصاب بسرطان الثدي، بما يمثل السبب الأول للوفيات الناجمة عن السرطان في أوساط النساء، وقد توفيت بسببه 685 ألف امرأة تقريبا في عام 2020، حيث تحدث معظم حالات الإصابة بسرطان الثدي والوفيات الناجمة عنه في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل.

وهناك فوارق كبيرة بين البلدان مرتفعة ومنخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بسرطان الثدي 5 سنوات 90% في البلدان المرتفعة الدخل، في حين لا تتعدى نسبته 66% في الهند، و40% في جنوب إفريقيا، حيث تُسجَّل أعلى معدلات الوفيات الموحّدة حسب السن من جراء سرطان الثدي في إفريقيا وبولينيزيا، وتحدث نصف الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي عند النساء دون سن الخمسين في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved