في ذكرى المولد النبوي.. خبير آثار: مشاهد آل البيت موضع اهتمام القيادة السياسية

آخر تحديث: الأحد 17 أكتوبر 2021 - 12:40 م بتوقيت القاهرة

دينا شعبان

قال خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن مشاهد آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في مصر أصبحت ضمن أولويات الترميم والتطوير بتوجيهات القيادة السياسية في مصر منذ يوليو الماضي بضرورة تطوير الأضرحة بشكل متكامل خاصةً أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين وغيرها، لتشمل الصالات الداخلية وما بها من زخارف معمارية راقية وغنية تماشيًا مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، وذلك جنبًا إلى جنب مع تطوير كل الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع لما لهذه الأضرحة من مكانة روحية لدى كل المصريين باعتبارها مصدرًا للسلام النفسي والطمأنينة.

وأضاف ريحان، لـ« الشروق»، أن أهمية تطوير هذه المشاهد داخليًا وخارجيًا فهي تحتل مكانة خاصة في نفوس الشعب المصري فضلًا عن قيمتها الأثرية حيث تجمع بين التاريخ القديم وروحانية الأماكن الدينية، ولذا فإن الاعتناء بها لن يساهم في تعزيز السياحة الداخلية فحسب وإنما ستدعم السياحة الدينية الأجنبية القادمة من دول مثل العراق وباكستان وماليزيا والهند.

كما تؤكد على حرص مصر على تنشيط وتنمية مقومات السياحة الروحية لكل الأديان والجنسيات فهي المسار المقدس للحج المسيحي بالمحطات التي باركتها العائلة المقدسة وهي مسار آل البيت بشارع يعتبر الوحيد في العالم الذي يضم مشاهد آل البيت وهو شارع الأشرف أو ما يعرف بـ"شارع أهل البيت" وسط القاهرة.

وأوضح أنه يضم مقامات كل من الإمام زين العابدين، والسيدة نفيسة، والسيدة سكينة بنت الحسين، والسيدة زينب، والسيدة رقية بنت علي، ويبدأ الطريق من منطقة فم الخليج حيث مشهد زين العابدين الذي يضم رأس زيد بن علي أو كان منزل علي زين العابدين في مصر عندما جاء ليزور عمته زينب بنت علي في بعض الروايات، وينتهي الطريق بمشهد السيدة زينب بالقاهرة بالإضافة إلى مزارات أخرى في مواقع مختلفة مثل مقبرة فاطمة النبوية في منطقة النبوية.

وأشار ريحان، إلى مقامات أهل البيت ومنها مقام سيدي على الجعفري -رضب الله عنه- هو ابن جعفر الصادق بن سيدي محمد الباقر بن علي زين العابدين بن مولانا سيدنا الحسين، وبهذا يرجع نسبه إلى بيت على بن أبي طالب وشقيق السيدة عائشة التي يوجد مسجدها بالميدان ومقام السيدة عاتكة -رضي الله عنها- وهى بنت عمرو بن نفيل القرشي.

ومسجد ومقام السيدة رقية بنت الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين -رضي الله عنهم- ومقام السيدة رقية ومسجد ومقام السيدة سكينة بنت الإمام الحسين جدها الرسول واسمها الحقيقي آمنة ولدت ٤٧ هجرية ولقبت بسكينة لأنه يغلب عليها حالة هدوء وسكينة.

جاءت إلى مصر بعد موقعة كربلاء مع السيدة زينب وفاطمة النبوية وسكنّ فى درب السباع «شارع الأشراف» وكان عمرها ١٣ سنة، ومقام ابن سيرين صاحب كتاب تفاسير الأحلام «سيدي عبدالغني عبدالله البلاسي» ويرجع نسبه إلى آل البيت وقد لقب ابن سيرين لحبه الشديد لأمه السيدة «سيرين» أخت مارية القبطية زوجة الرسول وأبوه حسان بن ثابت شاعر الرسول.

وتابع أن مصر تشرف بوجود مسجد وضريح السيدة نفيسة -رضي الله عنها-، وهي نفيسة العلم، ابنة الحسن الأنور بن زيد بن الحسن، حفيدة الرسول، ولدت بمكة وأقامت في مصر سبع سنين، وحينما شعرت بدنو أجلها حفرت قبرها بيدها في بيتها وحينما توفيت أراد زوجها نقل جثمانها إلى المدينة المنورة فطلب أهل مصر أن تظل مدفونة بأرضهم وعرضوا عليه الأموال فرفض ولم يرضخ إلا برؤية من الرسول يقول له:«رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم»، وكان أول من بني ضريحًا للسيدة نفيسة هو عبيد الله بن الحكم والي مصر في عهد الدولة الأموية ثم أعيد بناؤه في عهد الدولة الفاطمية بعد إقامة قبة عليه.

واستطرد ريحان، قائلا إن السيدة زينب جاءت إلى مصر برغبتها بعد أن أعطاها معاوية فرصة اختيار منفاها، واستقبلها والي مصر وأهل مصر استقبالًا رائعًا لم يسبق له مثيل وفرحوا بقدومها حبًا في جدها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وتبركًا بنسبها الشريف فهي حفيدة محمد -عليه الصلاة والسلام-، وابنة سيدنا علي -رضي الله عنه- والسيدة فاطمة -رضي الله عنها- وأخت الحسن والحسين محبوبي نبي الله.

واختتم: «بعد الترحيب الكبير من أهل مصر دعت دعوتها الشهيرة لأهل مصر فقالت: "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا" وحين استقرت السيدة زينب بأرض مصر وهبها والي مصر آنذاك قصره كله للإقامة فيه لكنها اكتفت بغرفة واحدة في القصر أقامت بها وجعلتها مكانا لتعبدها وزهدها وتحولت هذه الغرفة بعد وفاتها إلى مقامها الآن فتسمى هذه الغرفة مقام السيدة زينب وأوصت السيدة زينب قبل وفاتها بأن يتحول باقي القصر إلى مسجد فكان لها ذلك وتحول قصر الوالي إلى مسجد السيدة زينب رضي الله عنها».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved